أثار القرار الصادر عن مجلس حقوق الإنسان الأممي باعتبار إسرائيل وحكومتها مجرمي حرب على خلفية البناء في المستوطنات بالضفة الغربية، ضاربة بذلك عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني، ومطالبة المجلس بتوقيع عقوبات مشددة على إسرائيل، أثار حالة من القلق في إسرائيل مع عديد من التساؤلات حول مستقبل المستوطنات. ورأى موقع "عنيان ميركازي" الإسرائيلي أن قرار اللجنة الأممية بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في الضفة هو قرار غير مسبوق، مؤكدًا أنَّ هذا القرار أخطر بكثير من قرار لجنة "جولدستون"، الذي أجبر إسرائيل على تغيير وسائل تعاملها العسكرية مع المدنيين في قطاع غزة. وأضاف الموقع أن قرار مجلس حقوق الإنسان تناول المستوطنات التي أقامتها حكومة نتنياهو في السنوات الأخيرة، واستثمارها المليارات في بناء المستوطنات وفشلها في وقف ظاهرة الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين، والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية. وتابع الموقع أن إحدى النتائج التي خلصت إليها اللجنة هي: ضرورة مطالبة الحكومات والمنظمات المختلفة في سائر أنحاء العالم بتوقيع عقوبات سياسية واقتصادية على إسرائيل؛ لاستمراها في البناء بالمستوطنات مع عدم الاعتراف بالوضع غير القانوني للمستوطنات، الذي هو نتاج الانتهاكات الإسرائيلية. وأشار الموقع إلى أنه رغم القلق الشديد على مصير إسرائيل، وتعرضها لعقوبات إلا أن تحالف "بينامين نتنياهو، وليبرمان" يستخف بتقرير اللجنة، مؤكدًا أن التبعات الخطيرة للتقرير ستقع على إسرائيل، بعدما تنضم فلسطين رسميًا للجنة في أعقاب قبولها كعضوة بالأمم المتحدة، وحينها سيقاضون نتنياهو باعتباره مجرم حرب في المحكمة الدولية بلاهاي. من جانبها، أشارت صحيفة "إسرائيل" اليوم إلى أن قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي بشأن البناء في المستوطنات بأنه يتعين على إسرائيل إخلاء كافة المستوطنات المقامة بالمناطق المحتلة، واعتبار إسرائيل مجرمة حرب من شأنه خدمة الفلسطينيين بتوفير المسوغات القانونية للجوء للمحكمة الدولية في لاهاي. ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن التقرير مغرض ومنحاز ضد إسرائيل، وأنه جاء بسبب انفصالها عن المجلس الأممي منذ قرابة ستة أشهر، مشيرة إلى أن التقرير يشمل إحصاء لعدد المستوطنات الجديدة التي أقامتها إسرائيل (250 مستوطنة) بما في ذلك الأحياء اليهودية بالقدس فيما وراء الخط الأخضر، مؤكدًا أن عدد المستوطنين الذين يعيشون على أرض محتلة بلغ أكثر من نصف مليون إسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" وصفه للتقرير على حسابه الشخصي بالفيسبوك بأنه مجحف وسيضر فقط بالمساعي للحل الدائم للصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي". فيما سلط الموقع الإسرائيلي "عنيان ميركازي" الضوء على تعليق الإعلامي الإسرائيلي "يائير لابيد" - رئيس حزب "ييش عاتيد" الصاعد - الذي حصل على 19 مقعدًا بانتخابات الكنيست، وأصبح ثاني أكبر حزبًا بإسرائيل الآن، والذي أكد في حديث أدلى به لمجلة "التايم" الأمريكية أن إسرائيل ستضطر للانسحاب من المستوطنات فيما وراء الخط الأخضر باستثناء مستوطنات "جوش عتسيون" و"أريئيل"، و"معاليه أدوميم".