الرئيس السيسي: وحدة وتماسك الشعب هما الضامن الأساسي للحفاظ على أمن واستقرار الوطن    تحالف شركات عالمي يعرض إنشاء مُجمع لإنتاج مكونات المحللات الكهربائية في مصر    الحوثيون في اليمن يعلنون إسقاط طائرة أمريكية في أجواء محافظة صعدة    والد محمد الدرة: الاحتلال عاجز عن مواجهة المقاومة.. ويرتكب محرقة هولوكوست بحق الفلسطينيين    مسؤول أمريكي: قوات إسرائيلية توغلت في جنوب لبنان    الزمالك 2007 يكتسح غزل المحلة بخماسية نظيفة في بطولة الجمهورية للشباب    تفحم سيارة ملاكي ونجاة قائدها بمنطقة الدقي    «سقطت من والدها».. مصرع طفلة بعد تناولها لقطعة حشيش فى المعادى    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    ما قبل السكري؟.. 7 أشياء بسيطة يجب معرفتها    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    «البحوث الإسلامية» يواصل فعاليات «أسبوع الدعوة» حول مخاطر الإدمان    «الإجراءات الجنائية» يفتتح انعقاد «النواب».. الإثنين بدء انتخابات اللجان    محافظ الإسماعيلية: لدينا 700 ألف طالب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي هم ثروتنا الحقيقية    كاتب صحفي: إيران تركز على أولويات أهم من حزب الله    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    تقرير إنجليزي: بديل رودري؟ مانشستر سيتي مهتم بضم باريلا في يناير    هازارد: محمد صلاح أفضل مني بفارق كبير    ترحيب بإنشاء اللجنة الوزارية للمشروعات الناشئة.. والخبراء: نقلة نوعية    محافظ مطروح يتابع جهود المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" فى مدينة النجيلة    أمطار على الوجه البحري ونشاط رياح.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا    النيابة تواجه مؤمن زكريا وزوجته ب التربي في واقعة السحر    شخص يتهم اللاعب المعتزل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه وإصابته بعد مشاجرة بينهم في التجمع الأول    وزير التموين: الدعم النقدي أكثر ضمانًا في الوصول للمستحقين    القاهرة الإخبارية: رشقة صاروخية من الجنوب اللبناني صوب أهداف إسرائيلية    ورش ومسابقات ثقافية بقصور الثقافة في شمال سيناء    ياسمين صبري تكشف سر ارتدائها عباءة سوداء في آخر جلسة تصوير    يختصر الاشتراطات.. مساعد "التنمية المحلية" يكشف مميزات قانون بناء 2008    «قومي المرأة» تنظم ندوة «نحو الاستخدام الآمن للتواصل الاجتماعي»    الهلال الأحمر المصري يٌطلق قافلة تنموية بقرية كفر الحلواصي بالمنوفية    الخدش خارج السطح.. إليك كل ما تحتاج معرفته حول التهاب الجلد التحسسي    كيف يمكن لأمراض القلب الخلقية غير المشخصة أن تسبب مشاكل لدى البالغين    1 أكتوبر.. فتح باب التقديم للدورة الخامسة من "جائزة الدولة للمبدع الصغير"    100 يوم صحة.. تقديم 95 مليون خدمة طبية مجانية خلال شهرين    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مرور 10 أعوام على إنشاء أندية السكان    ناصر منسي: إمام عاشور صديقي.. وأتمنى اللعب مع أفشة    إيران تعلن رغبتها في تعزيز العلاقات مع روسيا بشكل جدي    كريم رمزي: عمر مرموش قادر على أن يكون الأغلى في تاريخ مصر    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    فلسطين.. العنوان الأبرز فى جوائز هيكل للصحافة    جامعة بنها: منح دراسية لخريجي مدارس المتفوقين بالبرامج الجديدة لكلية الهندسة بشبرا    هيئة الاستشعار من البُعد تبحث سُبل التعاون المُشترك مع هيئة فولبرايت    سياسيون: الحوار الوطني يعزز وحدة الصف ومواجهة التحديات الأمنية الإقليمية    جمارك مطار الغردقة الدولي تضبط محاولة تهريب عدد من الهواتف المحمولة وأجهزة التابلت    مصرع شخص دهسته سيارة أثناء عبوره الطريق بمدينة نصر    وزير الشباب يستعرض ل مدبولي نتائج البعثة المصرية في أولمبياد باريس 2024    ضبط 1100 كرتونة تمور منتهية الصلاحية بأسواق البحيرة    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر، فتح المتاحف والمسارح والسيرك القومي مجانًا    نائب الأمين العام لحزب الله يعزي المرشد الإيراني برحيل "نصر الله"    أمينة الفتوى: هذا الفعل بين النساء من أكبر الكبائر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 30-9-2024 في محافظة قنا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يخشي تحول مصر إلي لبنان آخر تحرقه الانقسامات الدينية والسياسية
الإعلامي زاهي وهبي: حرب الشوارع تقود أم الدنيا إلي حرب أهلية الحرية فردية .. والله لم يخلق إلها غيره علي الأرض
نشر في الوفد يوم 31 - 01 - 2013

ذاع صيت الإعلامى زاهى وهبى بمصر عندما فتح الطريق أمام الأسئلة الفاضحة للفنانين، وأصبح يمثل مدرسة خاصة للبرامج الاجتماعية ببرنامجه «خليك بالبيت» الذى كشف من خلاله الحياة الخاصة للفنانين وساسة المجتمعات العربية.
على مدار 15 عاما حقق البرنامج نجاحا كبيرا على تليفزيون المستقبل، إلى أن انتقل زاهى للظهور عبر شاشة قناة الميادين ليقدم برنامج «بيت القصيد»، الذى يستضيف فيه الشعراء والمثقفين العرب للحديث عن حياتهم وأشعارهم.. علمت أنه يعد لحلقات خاصة عن مصر بمناسبة الذكرى الثانية لثورة يناير، فكان اللقاء معه عبر الهاتف من لبنان، وعندما أخبرته أننى أحادثه من مصر، وجدته قبل الترحيب يسألنى: لماذا وصل الحال بأم الدنيا الى هذا الوضع ؟ فأجبته إن سنة الثورات أن يتبعها تغيير غير محسوب يختلف وثقافات الشعوب، فكان رده: للأسف يبدو أن شعبكم يحول مصر الى لبنان ثان مليء بالانقسامات الدينية والسياسية.
بحزن شديد قال: إن لبنان قبل 8 سنوات كانت دولة يهابها الجميع، أما الآن فقد أصبحت فردية، كل يسعى وراء مصالحه، وهو حال الدول العربية وفى صدرها مصر الآن، تحولت لصراعات فردية مفككة لمصلحة إسرائيل التى عانيت فى سجونها المرار، وعشت تجربة خطرة أكدت لى طبيعة هذه الدولة المدعية التى تستهدف إسقاط أى دولة كبرى بمعاونة حليفتها أمريكا.
بدأت الحوار بسؤاله عن رؤيته للمشهد السياسى بمصر من الخارج، وتوقعاته عن حاله الانقسام التى يعيشها الشعب، وما سيؤول إليه حال مصر فى المستقبل؟
- الشعب المصرى يعيش أسوأ مرحلة تاريخية مر بها، وهذه رؤيتنا كلبنانيين وعرب عن مصر الآن، فالشعب يعيش حالة انقسام على نفسه، والشعب اللبنانى يعلم جيدا معنى ما يعيشه المصريون لأننا نعيش حالة انقسام عمودية منذ ما يقرب من 8 سنوات منذ استشهاد الرئيس الحريرى، ونعى تماما حجم الضرر الذى يتسبب فيه هذا الانقسام للبلد، فالانقسام الأفقى الذى تعيشونه من فئات مظلومة وفقيرة تنتظر القرار من فئات أخرى حاكمة مستأثرة بالسلطة، والطبيعى أن يؤدى هذا الانقسام الى مشاكل أهلية وحرب داخلية وهذا ما لا يتمناه أى عربى لمصر.
من خلال خبرتكم ومروركم كلبنانيين بهذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر، ما الحل الأمثل للخروج من الأزمة؟
- الحل يتمثل في مشاركة حقيقية بين كافة القوى المصرية لصياغة «مصر جديدة» لا يتفرد بها فرد أو جهة أو فصيل سواء من اليمين أو اليسار أو تيار الإسلام السياسى او التيار العلمانى، فلا يمكن ان تتفرد بقيادة مصر فصيل بعينه، لأنها دولة كبرى وتلعب دورا استثنائيا فى المنطقة، ونحن ننتظر تعافى مصر لكى تساعد البلدان العربية فى حل مشاكلها لأجل فلسطين وسوريا ولبنان ولأجل كل مسارح الوجع العربى.
الإعلاميون المصريون يعانون من حالة كبت للحريات، والقضاء يعانى من أزمة، والرئيس متابع جيد لما يحدث، فكيف يتحقق إصلاح البلاد باجتماع القوى السياسية كما تريد فى ظل هؤلاء؟
- بأن تحقق ثورة 25 يناير أهدافها بالحرية والديمقراطية الحقيقية ليس فقط فى حق الانتخاب لكن بحق التفكير والإبداع فأنا أحزن عندما أسمع أن فنانا أو إعلاميا أو صحفيا تعرض لأى شكل من أشكال المضايقات أو الاتهامات أو ما شابه ذلك، وأن تتوفر راحة البال للمصريين من خلال حل المشاكل الاقتصادية الكبرى فكيف لبلد فيه النيل العظيم وفيه ثلثا آثار العالم وبه خيرات لا تعد ولا تحصى ويكون جزء كبير من شعبه فقيرا ويسكن فى العشوائيات والمقابر وما شابه ذلك، وأتمنى ألا تطول المرحلة الانتقالية، وأن يتم احترام تداول السلطة وألا تذهب دماء الشهداء هدرا فالمصريون ضحوا بخيرة شبابهم من أجل حرية حقيقية وديمقراطية حقيقية.
«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» مطالب مشروعة للشعوب ومن أجلها قامت الثورات العربية، كيف ترى تلك الثورات، وماذا ينقص لتحقيقها؟
بالنظر الى الوضع الليبى أو اليمنى أو التونسى أرى أن الأمر انقلب الى حروب أهلية منها الى ثورات، فاحترام حقوق الشعوب فى الحرية والديمقراطية أمر مفروغ منه، ولديها حق فى الحكم من المحيط الى الخليج من موريتانيا الى عمان ولكن يبدو ان هناك قوى مضادة استطاعت سرقة هذه الثورات بتركيبتها جعلت الشعوب تتصارع بينها وبين بعضها من جديد إما لأسباب طائفية أو دينية أو قبلية فكل دولة تفتعل أزمات بحسب طبيعة تركيبتها السكانية فإذا كان هناك تنوع دينى فيصبح الصراع بين المسلمين والمسيحيين أو صراعا بين السنة والشيعة، واذا كان البلد متجانسا من الناحية المذهبية والدينية يصبح الصراع بين الجنوب والشمال مثلما يحدث فى ليبيا والسودان واليمن.
بعد اشتداد الصراع بين بشار الأسد والثوار ووصولهم إلى طريق مسدود، كيف ترى الوضع فى سوريا؟
-أؤمن بحق الشعب السورى فى البحث عن الحرية والديمقراطية وتداول السلطة، وما ينطبق على مصر وتونس ينطبق على سوريا لكن ما يحدث فيها الآن سببه التدخل الأجنبى فى الثورة السورية، واعتبر أن امريكا وإسرائيل تستخدم المأساة السورية لمعارك أخرى، وهذا ما أخشاه مع تزايد الصراع ومحاولة تقسيم سوريا إلى دولتين أو أكثر، فلابد من إيجاد حوار سلمى للقضية السورية فإن مع الحوار بين السلطة والثوار للخروج لتسوية سياسية تحقق مطالب الشعب السورى أولا وأخيرا.
تؤكد وجود تدخل أجنبى في سوريا، ما مبرراتك لإثبات ذلك، وهل ترى أن هذه التدخلات وراء الحروب الأهلية بدول الربيع العربى؟
- القوى العظمى دائما ما تبحث عن مصالحها، وليس عن مصالح الشعوب، وأمريكا هى رأس الأفعى بانحيازها المطلق لإسرائيل على حساب فلسطين، ومساعيها لأن تحقق إسرائيل حلمها من النيل للفرات، فليس غريبا أن يكون استهدافهم لدول الربيع العربى الذى يهللون له والذى يدعون أنهم يساندونهم ويدعمون حق الشعوب فى الديمقراطية فى أن يتوقف هذا الربيع عند حدود إسرائيل، ولا تصل إلى حق فلسطين فى دولة مستقلة ليصبح الربيع شتاء والنضال ارهابا والمطالبة بالحرية شغبا وضوضاء فهى سياسة غربية معهودة، فإذا كانت أمريكا تريد حل أزمات المنطقة وتحب شعوبها وتقدر ديمقراطيتهم عليها أولا أن تحل الأزمة الفلسطينية وتثبت حسن نواياها، ولا أتعجب إذا سمعت عن وجود فصائل إسرائيلية أو غير مصرية بمصر ويكون هدفها التخريب فى الدولة.
بسبب آرائك السياسية اعتقلت بالسجون الإسرائيلية لفترة وخرجت على أثرها بآراء سياسية أكثر جرأة. كيف أثرت هذه التجربة على حياتك؟
- تجربتى المتواضعة فى المعتقل الإسرائيلى أقل بكثير من مناضلين سجنوا لعشرات السنين، لكنى تعلمت عن قرب مدى مساوئ الحكم الإسرائيلى، ومدى الكراهية الإسرائيلية لنا كعرب، وعلمتنى كيف يمارس الإسرائيليون داخل السجون والمعتقلات نفس الأساليب النازية، التى كانت تمارس وقت الحرب العالمية، كان الصهاينة يستلهمون وسائل واشكال التعذيب ويطبقونها على الأسرى الفلسطينيين والعرب، كما تعلمت فى المعتقل أن الحرية هى حرية التفاصيل الصغيرة البسيطة التى نتعامل معها نحن وكأنها تحصيل حاصل. حرية أن تستيقظ صباحا وتقرر ماذا تحتسي أو تلبس، إنها تفاصيل عادية حين يفقدها المرء يشعر بمدى قيمتها أو مدى أهميتها ويكتشف أن الحرية تبدأ من هنا، فالحرية فردية أولا فإذا أردنا أن نصبح مجتمعات حرة علينا أن نحترم حرية الفرد بإعطائه كامل الحرية فى أن يعيش كما يشاء دون حسيب أو رقيب، فلا يحق لأحد أن يحاسب شخصا أو يكفره ولأن ينصب نفسه وكيلا عن الله على الأرض ليس هناك وكلاء لله على الأرض كل إنسان مسئول أمام ربه مباشرة وليس أمام أى أحد سواه.
قررت مؤخرا الاحتفاء بالذكرى الثانية لثورة يناير فى برنامجك «بيت القصيد» على قناة «الميادين»، لماذا أسرتك الثورة المصرية دون غيرها؟
- أنا من محبى أم الدنيا وأتفاءل بضيوفى منها، وفى ذكرى الثورة قررت استضافة شاعر الثورة جمال بخيت وكانت هذه من أهم حلقاتى فأنا أعتبر أن الثورة المصرية مستمره ومازال أمام المصريين الكثير كى يحققوه ببداية ثورة أذهلت العالم كله، وفى ليلة الاحتفال برأس السنة كان ضيفى الشاعر الكبير سيد حجاب، وسبق أن استضفت الكاتب الكبير يوسف زيدان كبداية للبرنامج، وأتذكر أن برنامج «خليك بالبيت» كان نصيب الأسد في ضيوفه للمصريين وساهم دورهم فى نجاحه لمده 15 عاما متواصلة وبالتالى هذه المساهمة تستمر من خلال برنامج «بيت القصيد»، من خلاله أحاول تقديم برنامج عربي من لبنان وليس برنامجا لبنانيا فأنا ممن يؤمنون بالعروبة رغم كل المصائب التى نمر بها من المحيط الى الخليج.
علاقتك بالشاعرين جمال بخيت وسيد حجاب أصيلة منذ اشتراككما معا فى الأمسيات الشعرية المختلفة، لماذا اخترتهما فى برنامجك وماذا عن الكواليس؟
- نحن أصدقاء على المستوى الشخصى واشتركت معهما فى أمسيات شعرية كان آخرها بمهرجان دبى الشعرى، وبعد أن انتهينا من تصوير الحلقات فى بيروت ذهبنا لتناول العشاء وكانت أياما جميلة فكنا نتحدث عن احوال مصر ووضعها والوطن العربى وما حدث له وهى حلقات بعرضها ستثير إعجاب الجمهور.
مولدك ونشأتك وعملك في لبنان، لكنك صديق لمعظم الفنانين والسياسيين المصريين.. لماذا ؟
- جزء كبير من تكوين وعيى هم الأدباء والفنانون المصريون الذين تربيت على علمهم فقرأت لنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم واشعار أمل دنقل وصلاح عبدالصبور وأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام وعبدالمعطى حجازى وكان هؤلاء السر الحقيقى لحبى للشعر فضلا عن السينما المصرية والغناء والدراما فأنا من المؤمنين بأن مصر هى أم الدنيا وهى مهد الفن، وكلما كانت مصر بخير فالعرب بخير وعندما تكون مصر سقيمة أو مريضة هنا يعاب على العرب.
قدمت برنامج «خليك بالبيت» واستضفت فيه العديد من الفنانين والسياسيين، هل تسعى أكثر للحوارات السياسية أو الفنية أو الشاعرية والاجتماعية؟
- الحوارات السياسية «أكثر من الهم على القلب» كل القنوات اليوم تملأ الفضاء العربى ببرامج وأفكار سياسية حتى وقبل الأحوال السياسية التى يعيشها المجتمع العربى، لذا أميل لتقديم الحوارات الثقافية بكافة أشكالها بداية من الأغنية الى القصيدة والمسرح والفن التشكيلى والمسلسل الدرامى والفيلم السينمائى، فالثقافة مفهوم شامل وواسع وهناك نقص حقيقى فى الإعلام العربى تجاه القضايا الثقافية، وإذا كان ضيفى مهتما بالسياسة بجانب عمله فلا أمانع فى التطرق للأمور السياسية ولكن الأولوية بنظرى للثقافة، لأنه لو كان هناك فى وطننا العربى شيء من التنوير الى جانب الحياة التى يعيشها لكانت الحياة اختلفت كثيرا نحن نفتقد الى تنوير وحرية التفكير وحق الاعتراف بالآخر المختلف دينيا وسياسيا وفكريا، فالديمقراطية ليست البحث عن نماذج متشابهة متطابقة لكنها الحياة، لذلك أؤمن بأن التنوير يصنعه المبدعون الأدباء والشعراء والمفكرون والفنانون الحقيقيون ونحن هنا نتحدث عن فن جاد وليس فن السهولة والميوعة الذى كان سائدا فى فترة الحكم السابق والديكتاتوريات والأنظمة الفاسدة.
فى بداية مشوارك الإعلامى قدمت أسلوبا جديدا فى نوعية أسئلة تكشف الاسرار الشخصية للفنانين وفتحت الطريق أمام مجموعة من الإعلاميين لاتباع نفس الطريقة، حدثنا عن أجرأ الحوارات التى أثرت فيك شخصيا؟
- أجريت العديد من الحوارات مع الفنانين نور الشريف وعادل إمام والعديد أيضا من حوارات جيل الوسط وكان لى الشرف ان اجرى حوارات مع كافة الفنانين المصريين، وأتذكر من أهم حواراتى مع الفنانين أحمد زكى وعمار الشريعى رحمهما الله، فأتذكر علاقتى بعمار أننى قضيت معه يومين عشنا معا فى بيروت وأكثر ما أتذكره عنه هو إيمانى الكامل بأن هذا الرجل مبصر، ولا يمكن أن يكون أعمى فكان يحدثنى ويعلم كافه التفاصيل أمامه وكأنه يرى من يجلس معه، ومن وقتها وأصبحنا أصدقاء حتى وفاته، أيضا الفنان أحمد زكى الفتى الأسمر الذى ربطتنى به صداقة كبيرة منذ أن أجرينا حوارا وكان من أكثر الفنانين صراحة وقال لى إنه يشعر بأنه يجلس فى منزله معى فى بيروت، فالعالم الفنى كانت تربطنى برواده صداقة جعلتهم يظهرون معى ويصرحون بأدق تفاصيل حياتهم.
استضفت أيضا العديد من الرؤساء، وصرحوا بتفاصيل كثيرة لم يصرحوا بها لغيرك، كيف ترى الفارق فى إجراء الحوارات بينهم وبين الفنانين، ومن منهم تعاطفت معه شخصيا؟
- حاورت العديد من الرؤساء كان من بينهم الراحل رفيق الحريرى وحسن نصرالله وعدد كبير من سياسيى لبنان وعدد كبير من المناضلين الفلسطينيين مثل عدلى بشارة والبرغوثى ومحمود درويش وسميح القاسم وكان أكثرهم تأثيرا فى نفسى هو الرئيس الحريرى الذى كان رجلا بكل معني الكلمة وكان صمام أمان وقتله واغتياله بتلك الطريقة الهمجية كان الهدف منه إغراق لبنان فى الفتنة المذهبية وهو كان يعلم ذلك، وكان يعلم أنه لا يوجد هدف آخر سوى إغراق المنطقة كلها فى الفتن الطائفية والمذهبية.
عرض عليك أكثر من برنامج في القنوات المصرية، لماذا لم تأت إلي مصر حتى الآن رغم حبك لها؟
- قدمت برامج كثيرة على القنوات العربية، وعرضت على قناة الحياة فى عام 2007 تقديم البرنامج الرئيسى بها ولكن ظروفى بلبنان حالت دون ذلك، وأتمنى العمل فى مصر فهى أمل كل إعلامى.
تهتم أكثر باستضافة الشعراء.. لماذا؟ وهل لذلك علاقة باهتمامك بالشعر؟
- أنا محب للشعر ولدى 18 كتابا بين الشعر والنثر، ولذلك اهتماماتى أكثر بالشعر لأنه نقطة التقاء جميع الفنانين، وأنا سعيد بأن العمل التليفزيونى لم يسرقنى من الكتابة وآخر ديوان صدر لى منذ شهرين بعنوان «تعريف القبلة» ومنذ 6 أشهر أصدرت كتابا بعنوان «لمن يهمه الحب» وكلها دعوات للحب الإنسانى الشامل للناس والأصدقاء والأوطان وفيه قصيدتان من وحى مصر، الأولى بعنوان «شم النسيم» وهى مهداة لشباب مصر الشهداء وأخرى «ضحكتك ميدان التحرير» كتبتها لابنتى التى احتفلت بعيد ميلادها الثانى يوم 11 فبراير 2011 فى يوم تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك وبه قصائد للقاهرة، حتى أن شعرى تحول على يد الفنانة المصرية عزة فهمى الى حلى مستوحى فى إحدى قصائدى وصممتها على شكل أقراط وأساور كما أن بعض مصممات الأزياء فى العراق وفلسطين كتبن شعرى على تصميم الملابس الشرقية العربية، وآخرون مطربون ومطربات غنوا أشعارى ، لذلك فالشعر يدخل فى تفاصيل الحياة بكافة أنواعها.
فى معرض حديثك عرضت فكرة امتناعك عن تقديم برنامج «خليك بالبيت» لتراجع المستوى الإعلامى، فى رأيك هل مازال المستوى اللبنانى مترديا؟
- مشكلة الإعلام اللبنانى أنه غرق فى القضايا الخاصة، وهذا بدأ يصيب معظم الإعلام بالأقطار العربية بما فيها مصر والعراق فالشأن السياسى المحلى اصبح يمثل أزمة على عاتق القنوات الفضائية، لذا بحثت عن قناة عربية تهتم بالمشاهد العربى وتستضيف ضيوفا فى السياسة والفن والأدب وهذا ما يغرينى لأجد نفسى فيه لأننى تعودت أن أتامل مع المبدعين العرب وليس فئة واحدة، أتمنى استضافة مبدعين من جنسيتين عن الأسبوع الذى يسبقه أو يليه.
معايير الإعلام الحيادية والموضوعية، ما تقييمك للإعلام المصرى هل مازال يلتزم المعايير اللازمة؟
- الانقسام السياسى الحاصل فى مصر أصبح واضحا على وسائل الاعلام وهذا أمر واضح وهناك زملاء وبرامج محترمة أحرص على متابعتها والاستماع لوجهة نظر ضيوفها ومقدميها على السواء، ومنهم منى الشاذلى ووائل الإبراشى وحافظ الميرازى وعمرو أديب ومحمود سعد وباسم يوسف ومجموعة كبيرة من الإعلاميين.
باسم يوسف يمثل مدرسة خاصة فى الكوميديا الساخرة، كيف ترى تلك المدرسة وهل تتقبلها؟
- هى نوعية ناجحة للغاية فى العالم الأوروبى والمجتمعات الصحية أحد الادلة على صحتها وعافيتها هو حين يبدأ بالتنكيت على نفسه وأن يتقبل النكتة على نفسه والمصريون هم أهل النكتة فلماذا لا نتقبل مثل هذه البرامح وأنا مع أن تتزايد، فعلينا أن نرى صورتنا ولو بشكل مضخم وبشكل كاريكاتيرى وعلينا أن نرى أنفسنا ونحاول أن نستفيد من ذلك.

C . V
أسرته القوات الإسرائيلية خلال مشاركته في حرب بيروت 1982.
متزوج من الإعلامية رابعة الزيات، ولديه 4 أبناء ويسكن في بيروت.
ألف 18 ديوان شعر تغني منها مارسيل خليفة وماجدة الرومي وآخرها ديوان «تعريف القبلة».
حاور أكثر من 1700 فنان مصري أبرزهم أحمد زكي وعمار الشريعي وعادل إمام ونادية الجندي وتسبب في قضايا بين الفنانين لحواراته الجريئة.
كاتب سياسي بجريدة «الحياة اللندنية» ومجلة «زهرة الخليج» الإماراتية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.