عقد المعهد القومي للتغذية ندوته السنوية تحت عنوان «دور التغذية في حل بعض المشكلات الصحية في مصر»، تحت رعاية الدكتور أشرف إسماعيل، أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتورة زينب بكري، مدير المعهد القومي للتغذية. تناولت الندوة نتائج الأبحاث التي نفذت في الأعوام السابقة، وذلك في جلستين، تناولت الجلسة الأولى عرض نتائج بحث «مرض السمنة وعلاقته بالنمط الغذائي للمصريين وكيفية الوقاية والعلاج».. وتناولت الجلسة الثانية «بحث النمط الغذائي للأطفال دون الخامسة من العمر». تقول الدكتورة سحر سعد زغلول، رئيس قسم الاحتياجات الغذائية والنمو: لقد أوضحت كل البحوث والدراسات الميدانية التي أجرتها المعاهد والمراكز البحثية المتخصصة، وآخرها ما قام به المعهد القومي للتغذية عام 2004 إلي ارتفاع معدلات السمنة بين أفراد الشعب المختلفة، حيث كانت نسبة الإصابة بالسمنة 2٪ في السن ما قبل المدرسة و3.5٪ في السن المدرسي، أما في مرحلة المراهقة فقد زادت نسبة الإصابة بالسمنة، حيث وصلت إلي 8٪، بينما كانت نسبتها 35.6٪ في البالغين، وكما هو معلوم ومدون بالأبحاث والتقارير العلمية أن للسمنة مضاعفات كثيرة، حيث تزيد من مخاطر التعرض لأمراض القلب والشرايين وأمراض ضغط الدم والسكر وأمراض آلام المفاصل، لذلك فإن الحد والوقاية منها هو السبيل الوحيد للتخلص من الأمراض المزمنة المصاحبة لها. وتضيف الدكتورة سحر خيري، استشاري طب الأطفال، أن ظهور السمنة في فترة المراهقة يكون أقل حدوثاً منه في فترة سن المدرسة، فكثير من المراهقين يصابون بالسمنة منذ طفولتهم، أما المراهقون الذين يزيد وزنهم عن الطبيعي فهم غالباً غير نشيطين وخاملون لا يمارسون أي نوع من أنواع النشاط الرياضي، وفي الحقيقة هناك اعتقاد أن السبب في السمنة في مرحلة المراهقة هو قلة استهلاك الطاقة وليس زيادة تناول السعرات الحرارية، وغالباً ما تؤدي السمنة في هذه الفترة إلي عدد من المشاكل النفسية والاجتماعية، فقد تؤدي إلي الإحساس بالإحباط وعدم الثقة بالنفس، وعدم الاقتناع بالمظهر الخارجي والشخصي، وهناك اعتقاد أن بعض الفتيات البدينات يشعرن بأن مظهرهن البدين له تأثير علي الطريقة التي يعاملن بها الناس، مع العلم بأن عملية إنقاص الوزن ليست من السهولة ولهذا يفضل تلافيها منذ البداية، ويجب تعود الطفل علي اتباع السلوك الغذائي السليم منذ الصغر كي يستمر في اختيار ما يفيده، وما هو صحي بالنسبة له عند بلوغه مرحلة المراهقة، وتعتبر الرياضة البدنية والدعم المعنوي عاملين مهمين جداً عند التخطيط لبرنامج تخفيف الوزن بالنسبة للمراهقين وللحفاظ علي الكتلة العضلية وزيادة التخلص من الشحوم البدنية ينبغي أن يتم تخفيض الوزن تدريجياً وذلك بالتخلص من ربع إلي نصف كيلو جرام من وزن الجسم أسبوعياً ويتم ذلك بتخفيض السعرات الحرارية اليومية المتناولة بمقدار يتراوح من 200 إلي 500 سعر حراري يومياً، مع الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية.