بعد رحلة شاقة ومؤلمة على نفسه استمرت ثلاثة شهور مع زوجته فى الولاياتالمتحدةالأمريكية للعلاج، عاد النجم الكبير محمد صبحى وهو يحمل مفاتيح سعادة جزئية لنجاح العملية الجراحية لزوجته ممسكًا بالأمل فى الله لإتمام الشفاء لها إن شاء الله وهو يعلم بالتأكيد أن قلوب الشعب المصرى تدعو لها بتمام الشفاء لتكتمل سعادته كما تفنن فى إسعاد هذا الشعب بفنه الراقى والهادف والممتع واكتمال سعادة محمد صبحى يتمثل فى اكتمال شفاء رفيقة عمره وكذلك اكتمال شفاء معشوقته «مصر» التى لم تغب لحظة عن عقله وقلبه طوال رحلة غيابه عنها وظل متواصلاً عبر أصدقائه وعبر قنوات الأخبار ليتابع ما كان يحدث فيها.. وبعد العودة كان معه هذا الحوار الخاص ل «الوفد»! تعيش الآن لحظة مختلفة بعد نجاح عملية زوجتك شفاها الله كيف تصفها! - الحمد لله نجحت عملية زوجتى وعدنا للوطن وفى انتظار منحة الله سبحانه وتعالى لإتمام شفائها وظللت خارج مصر معها طيلة ثلاثة شهور كنت أتابع أخبار مصر من بعيد وكنت أعيش مشاعر متناقضة وحزينة وكان قلبى منقسماً بين محنة زوجتى ومحنة مصر.. والأمل قريب فى الخلاص بإذن الله من محنة زوجتى ولكن مازلت متفائلاً بحذر من محنة مصر ومازلت أرى المشهد ضبابيًا. وهل ترى هذا يمثل خطرًا على مستقبل الوطن؟ - أنا أرى أن أخطر ما يواجه مصر حالياً هو حالة التصنيف بين المصريين وهذا ما حذرت منه بعد الثورة وطوال عمرنا نصنف أنفسنا «شعب» وحكومة، لكن أرى الآن عنصرية شديدة وأصبح الادعاء فى كل الاتجاهات صفة أساسية فى مصر. ولا يوجد صدق بشكل مباشر، وبصراحة لست متخيلاً أن شخصاً سرق بيته وعندما يسترده يخربه بيده.. وأصبحنا نتحدث عن سلفية وإخوان وجبهة وجهاد وأصبح هناك طرف لا يرى الآخر، والآخر يجلس فى مكانه ينتظر الفرج ولست متخيلاً أيضاً أن هناك أشخاصاً يرهنون عمل شيء جيد لمصر أن يكون مقابله الحصول على منصب أو مكانة أو سلطة وكرسى. وكيف ترى الخلاص من حالة الانقسام التى نعيشها؟ - لابد أن نعلى جميعاً كلمة مصر أولاً.. ولابد أن نفكر فى مصر قبل أن نفكر فى مصلحتنا الخاصة، لكن للأسف «مش شايف حد بيقول كده.. أو يعمل كده».. وحتى يتحقق هذا الشعار لابد أن يكون الشخص نفسه كويس.. دون أن يطمع فى منصب أو كرسى ومن لم يأخذ «كرسى» يعطى نفسه فرصة ليكون لديه شيء جيد لمصلحة مصر وعلينا جميعاً أن نواجه أخطاءنا ونعلى كلمة «مصر أولاً وفوق كل شىء». كيف ترى مستقبل الفن فى ظل هذه الظروف؟ - المناخ الجيد والمستقر هو الذى يفرز العبقريات والإبداع لكن المناخ الحالى لا يساعد الآن على إفراز ذلك لكن أقول لو عادت مصر بأمنها واستقرارها وتوحدها يعود كل شيء لأصله وعلى رأسه الفن لكن لابد أن نرجع جميعاً لمصر التى ابتعدنا عنها. هذا يعنى أنك غير متفائل بمستقبل الفن حالياً؟ - أنا متفائل لكن بحذر شديد والحذر مما يحدث يومياً فنحن نعيش متغيرات كل ساعة.. لكن أرى أنه لا يستطيع مجتمع أن يعيش بلا فن وأقصد الفن الهادف وله رسالة سامية والفن الذى صنع ومهد للثورة.. لأن هناك بعض الفنانين قدموا أعمالاً على مدار ال 20 سنة الأخيرة حتى تقوم الثورة، لذلك نحن لا نستغنى عن الفن وكذلك المجتمع، لكننا محتاجون للإصلاح فى كل شيء وأهمها عودة الأخلاق وأصبحنا بحاجة لثورة أخلاق وأخلاق ثورة. فنان بقامتك وقيمتك فنه مهم فى ظل هذه الظروف فهل تبتعد؟ - أنا لم أبتعد عن الفن، فقدمت مؤخراً الجزء الثامن من «يوميات ونيس» بعنوان «ونيس والعباد وأحوال البلاد» فى 60 حلقة مع قطاع الإنتاج وسيعرض فى إجازة منتصف العام وقدمت من خلاله نقداً ساخراً لأوضاع المجتمع وكيفية إصلاحه بشكل كوميدى توجيهى درامى وبذلك أكون قد قدمت 300 حلقة ولن يكون له أجزاء أخرى لأننى أرى أنه أدى الهدف منه وأدى رسالته. هذا يعنى أن هناك مشروعات فنية أخرى؟ - أكيد لكن للآن لم أستقر على أى عمل لأننى كنت ومازلت مهموماً بمصر ومرض زوجتى وبالتأكيد سيكون هناك مشروعات درامية فى حالة توافر نص جيد.. لكن على المسرح أحضر لمسرحية «خيبتنا» تأليفى وإخراجى وستعرض فى موسم الصيف وجار ترشيح باقى الأبطال ونستعرض من خلالها واقعنا المرير وكيفية الخلاص منه. كيف ترى مستوى الفن حالياً؟ - بصراحة هناك محاولات اجتهاد وإن كان ذهنى مشغولاً بالقضية الأهم: مصر وزوجتى لكن علينا أن نساير الواقع ونرتقى بفكر ووجدان المشاهد ونجعل من الشعب شعباً إيجابياً وعملياً سواء بالكوميديا الراقية الهادفة أو بالدراما، ولا ننساق لأخلاق الشارع التى تحولت لظاهرة مريرة وغير متوقعة.