ضربة قاسية لسياسة الاشتراكى «فرانسو هولاند" الرئيس الفرنسى تلقاها خلال الساعات الماضية، بفرار المليونير المخرج والممثل «جيرارد ديبارديو» بأمواله من بلاده وذلك اعتراضا على السياسة الضرائبية الجديدة التى اقرها هولاند. والتى تفرض المزيد من الضرائب على الأثرياء الذين يزيد دخلهم عن مليون يورو سنوياً، وهو ما عتبره ديبارديو نوعا من الجباية أو ضريبة تعسفية تفرض على الناجحين من ابناء الشعب الفرنسى، حتى لا ينجح المزيد منهم فيما بعد ، طالما أن الكفاح والسعي فى الحياة لجمع مزيد من الأموال ستقابله الحكومة باقتناص مزيد من الضرائب تصل إلى 75% من الدخل لهؤلاء الأثرياء وقرر ديبارديو التخلى عن جنسيته وأعاد جوازه الفرنسي، معربا عن غضبه الزائد من وصف الرئيس هولاند له بأنه ممثل ممل لمجرد رفضه سياسة الضرائب الجديدة. قال ديبارديو قبل مغادرة فرنسا للأبد، بأنه كان يوظف 80 شخصا وبدأ النزول لسوق العمل وعمره 14 عاماً، وخلال مسيرة 45 عاما من العمل دفع حوالي 145 مليون يورو، وأنه العام الماضي دفع حوالي 85% من دخله على شكل ضرائب، وأنه لن يستمر فى دفع مزيد من الضريبة على نجاحه، بعد أن صارت صحته لا تساعده على الحركة كما كانت، فهو الآن بدين ويقضى معظم وقته على كرسى متحرك. وفرار ديبارديو بأمواله مثل نوعا من الصدمة، فهو ذو شعبية حصل على وسام جوقة الشرف رتبة فارس، ووسام الاستحقاق الوطني ، ولا يمكن التشكيك فى وطنيته لرفضة سياسة هولاند الضرائبية على هذه النحو، وقرر توزيع أمواله لشراء عقارات وممتلكات فى بلدان أوروبية تحصل على ضرائب اقل ، فاشترى منزلا فاخرا فى بلجيكا، حيث تبلغ الضرائب على العقارات نسبة 50% فقط من قيمتها مقارنة بالضرائب المفروضة على العقارات فى بلده فرنسا ، كما سافر بباقى أمواله إلى روسيا، إذ تربطه صداقة قديمة بالرئيس الفرنسى فلادمير بوتين ، وتفرض روسيا ضرائب تبلغ 13% فى اقصلى الأحوال على الاثرياء ، وهو ما سيوفر له 50% من قيمة الضرائب عن ثروته . المثير أن بوتين رئيس البلد الشيوعى الأصيل فى الشيوعية والمتمسك حتى الآن بالنسق الاشتراكى الاقتصادى، فتح ذراعيه لديبارديو، كنوع من النكاية فى فرنسا التى يتقلب عليها رؤساء يتأرجحون بين دورة رئاسية تفرض السياسة الرأسمالية الاقتصادية وأخرى تطبق الاشتراكية، ورحب بالممثل الفرنسى المعروف ورحب بأمواله، وقرر منحه الجنسية الروسية الشرفية فى سابقة فريدة من نوعها، حيث لا تمنح روسيا جنسيتها لأى مواطن أجنبى عنها بسهولهة بصفة عامة، ولا الأوروبيين القادمين من دول أوروبا الغربية بصفة خاصة . واعلن بوتين ان ديبارديو صديق شخصى له، وإنه قرر منحه الجنسية لتكون روسيا وطنه الجديد، بعد أن لاقى الاضطهاد والقهر فى بلده فرنسا وفقا له، بينما لم ينجح فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسى فى كظم غيظه وإخفاء الم الضربة التى تلقاها من ابن بلده المحبوب جماهيراً، وقال هولاند إن ديباردو بإعلانه رفض الضرائب الجديدة انما يعد مواطناً فرنسياً مشاغباً ومثيراً للتوتر والاضطرابات للبلاد، فالضرائب ستوجه لمواجهة العجز الذى تعانى منه موازنة الدولة ويبلغ العجز 37%، إلا أن كلمات الرئيس الفرنسى قد ترضى الفقراء والمحتاجين، لكنها لن ترضى بالطبع الأثرياء الذين يفكرون الآن فى معظمهم بالفرار باموالهم وثرواتهم خارج فرنسا ، ليسيروا على نهج ديبارديو، والذى فتح بسلوكه الباب على مصراعيه واسعا أمام فرار الثروات من فرنسا. ولعل هذه المخاوف هى التى دفعت الحكومة الفرنسية أمس إلى الإعلان أنها قد تعيد النظر فى الضرائب الجديدة على من يزيد دخلهم على ميلون يورو سنويا، ولكن حتى يتم ذلك، ستكون المليارات قد هربت بالفعل من فرنسا، إلا إذا طبقت حكومة هولاند قرارات عاجلة وسريعة تمنع عبور الثروات إلى خارج الحدود.