نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تقريرًا عن أوضاع المعارضة في مصر وأدائها في السنة الماضية ومدى استعدادها لمحاكاة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، باعتباره الحزب الحكام، في السنة الجديدة لاسيما مع اقتراب موعد انطلاق الانتخابات البرلمانية. وتحت عنوان "المعارضة المصرية مفعمة بالأمل رغم الإخفاقات"، قالت الصحيفة: إن المعارضة في مصر غير منظمة وغير قادرة على حشد مؤيديها ولكنها الآن قد تلقت ما يكفي من الضربات والصفعات لكي تستطيع في النهاية أن تتغلب على مشاكلها. واستندت الصحيفة في تحليلها بشأن أداء المعارضة في الفترة الماضية إلى عملية الاستفتاء على الدستور المثير للجدل، قائلة: "إن المعارضة دخلت حرب التصويت على الاستفتاء وهي تعاني من فوضى عارمة، حيث ظلت لأسابيع مشوشة بين المقاطعة أو التصويت ب"لا" وعندما قررت أخيرًا قبل الجولة الأولى بأيام، كان الأوان قد فات لتتغلب على حملة قوية ومنظمة بقدر جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من السلفيين الذين يدعون ل"نعم" للدستور". ولكن ردود الفعل التي واجهت الرئيس "محمد مرسي" وجماعته حول الدفع بالدستور ومحاولة تمريره دون مساهمة من المعارضة، أعطت منافسيه أملاً جديدًا في النجاح بالانتخابات، وإن كان هذا لم يحدث، إلا أن الأمل بات قويًا في الانتخابات البرلمانية القادمة. ويقول "مصطفى الجندي" عضوًا مستقلاً في البرلمان المنحل ولعب دورًا مهمًا في تنظيم جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة: "إن الانقسامات أصبحت شيئًا من الماضي الأليم والآن نشكر الرئيس "مرسي" على توحيد صفنا، فالتزاوج الجديد بين "البرادعي وصباحي" أصبح حقيقة وواقعا". وتحت عنوان "المعارضة لا تملك منتجا سياسيا جيدا لتقدمه"...أوضحت الصحيفة أنه كان هناك الكثيرون من الأشخاص يريدون رفض الدستور والتصويت ب"لا"، لكنهم كانوا يبحثون عن سبب وجيه ومقنع للقيام بذلك، ولكن المعارضة لم تجد منتجا جيدا لبيعه لمؤيديها، فبدل من إقناع الناس بعيوبه وعرض مقترح أفضل وآلية تطبيقه، اختارت المعارضة بعض الضجيج لتشوش به مثل تأثير الشريعة ودورها في الدستور الجديد. وأضاف "فادي رمزي" مدير مركز أبحاث مصري أن "معظم المصوتين ب"نعم" استشهدوا بالاستقرار سببًا رئيسيًا لهم، في حين المصوتين ب"لا" كانوا يعولون كثيرًا على الحد الأدنى للأجور والرعاية الصحية، ولم يكن هناك أي تعليق من قبل الناخبين على دور الدين في الدستور". وانتهت الصحيفة لتشير إلى أن كل الإخفاقات التي حققتها المعارضة باتت تتعلم منها كثيرًا، متوقعة أن تحرز المزيد من التقدم في الإنتخابات البرلمانية المقبلة، حتى لو صحت الأقاويل بشأن حالة التفكك التي تصيب المعارضة من جديد. ويقول "رءوف" أحد المعارضين: "أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للحصول على 45% من المقاعد في البرلمان المقبل بعد أن كانت نحو 30%، شريطة ألا يكون هناك تزوير".