تخفى كل هذه التجمعات من التيارات المتأسلمة وراءها تشكيلات من الميليشيات وقد ثبت يقيناً من خلال الحوادث العرضية أن الاعتماد على هذه الميليشيات أصبح حقيقة واقعة لدى النظام الحاكم ورجاله والدليل ضبط أحد حراس نائب المرشد يحمل سلاحاً دون ترخيص وهو فى صحبة الشخصية القادمة بقوة إلى مقدمة الصفوف أثناء تجوالهم مع آخرين على اللجان الانتخابية الخاصة بالاستفتاء بمحافظة القاهرة بحجة الإدلاء بصوته هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ما اسفرت عنه أحداث الاتحادية من ضحايا إثر الظهور الجماعى لأعداد كبيرة من الميليشيات وهم يطاردون المتظاهرين أمام الساحة المقابلة لقصر الاتحادية وما تخلف عن ذلك من ضحايا ثبت بالدليل القاطع أن سبعة منهم من الثوار وليسوا من الإخوان كما يرددون فى أكاذبيهم. وها هو الاعتصام المصحوب بالتهديد بالقول والإشارة للمستشارين بالمحكمة الدستورية العليا والذى تطور إلى المنع المادى لدخولهم لمقر المحكمة حتى تاريخه فى سابقة خطيرة لم تحدث على مر تاريخ مصر القضائى وبما يثبت أن هذه التشكيلات تحت السلاح وكاملة الجهوزية لكافة الأوامر التى تصدر لها حتى لاسكات صوت الاعلام بالاعتصام المصحوب بالفوضى العارمة لإتلاف المال العام بعد تحويل المساحة الخضراء إلى حمامات لقضاء الحاجة من الأراضى المخصصة لمدينة الإنتاج الإعلامى ودون وازع من مسئولية أو خوف على المصلحة العامة والنظام العام وعلى رأسهم زعيمهم المغوار الذى استمرأ الفوضى وبعد ان بلغ الفشل فى الوصول إلى سدة الحكم ولم يجد متنفساً لهذه العقدة النفسية سوى سلوك قطع الطريق بمساعدة مريديه الذين انطلى عليهم خداعه لهم وباسم الدين، والإسلام منهم براء ألم يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إماطة الاذى عن الطريق، ألم يقل عليه الصلاة والسلام «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألم يدخل فى قلوبهم قوله تعالى «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون» صدق الله العظيم - الآية 23 من سورة الجاثية. والآن يمنون علينا إسلامهم وكأن من عداهم ليسوا بمسلمين بل أشعرونا فى صباحهم ومسائهم أننا فى إسلامنا داخل فتاوى الشبهات وكأن الإسلام قد عاد بنا إلى الوراء ما بين أسياد قريش وعبيد أفريقيا ناهيك عن الفظاظة فى التعبير وعدم التقدير لمن هم اتقى منهم حينما تلقوا شرف رسالة الإسلام عبر ألف وأربعمائة عام يتجلى فيها الخالق بقوله تعالى «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» صدق الله العظيم – الآية 195 من سورة آل عمران. وأين نحن الآن من مشروع الأحلام لإقامة ما يسمى بالمشروع الإسلامى بغرض بناء الخلافة ولا أقول الإسلامية بل بتعبير صادق خلافة كربلاء وبعد أن بثوا الفرقة بين الشعب المصرى بالاكتفاء بالاعتراف بمصرية المنخرطين بمعسكر شعب الإخوان ومن يتعاون معهم دون غيرهم وبذلك بدأ خطر الفتنة والفرقة لأبناء الشعب الواحد فى تلقى المصائب الداهمة التى ستقضى حتماً على الأخضر واليابس وما حدث من اعتداء غاشم على مقر حزب الوفد وجريدته ليس ببعيد وبدأ وبعد أن أثار قلقهم الشديد لكونه منصة الحرية لجميع أطياف الشعب المصرى ألم يكن وعلى مر التاريخ الحديث بيت الأمة منذ أكثر من مائة عام وكان لهم ملاذ وسند خلال العهد السابق بل كان صوتا لهم فى الإدلاء بآرائهم بمختلف أطيافهم. وقد أثبتت التحقيقات وحتى الآن الدمار الذى لحق بمقر حزب الوفد والهمجية فى الاعتداء وكأن الإسلام لم يدخل قلوبهم ولا عقولهم وإنما تمكن الشيطان الأكبر منهم بعد أن وسوس لهم سوء اعمالهم وندعو الله أن يمن عليه وعليهم بالهداية وأن يعودوا جميعا إلى رشدهم خاصة أن الهوى الجامح هو الطيش بعينه فيما أقدموا عليه من تصرفات وقد ثبت أنهم يكذبون كما يتنفسون ألم يكن التدريب والتخطيط لكل ما حدث ويحدث فى سيناء وعبر الأنفاق بتعاون مع ميليشيات حماس والتدريبات المتقدمة لهم ولأتباعهم خير دليل على أن الطرف الثالث لم يخرج عنهم وإن طال النفى والكذب والافتراء على الغير. والسؤال الذى لم نجد له إجابة من الذى حطم قيود المعتقلين والمسجونين وحرق اقسام الشرطة ومقار الأجهزة الأمنية فى ربوع مصر كلها...؟ ألم يكن الطرف الثالث وهو الذى فك قيود معتقليهم مع معتقلى حماس وحزب الله عبر الإرهابيين الموجودين بجبل الحلال بسيناء وهو الباب الملكى لميليشياتهم ومخازن أسلحتهم والمحرك الاستراتيجى لدعائم مشروع خلافة الدماء أو ما يسمى المشروع الإسلامى وفى الحقيقة أن ملامح خلافة كربلاء قد ظهرت الى حيز الوجود بهؤلاء الضحايا وسفك الدماء على مر الأعوام التى خلت. لذلك اعلموا جميعا باختلاف أطيافكم أن الله هو القادر على أن يرد كيدكم فى نحوركم قال تعالى «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين» صدق الله العظيم – الآية 83 من سورة القصص. أما شعب مصر فقد خدعوك بالنداء على الصلاة وهم يستعدون لذبحك فى الخفاء مع استعدادهم بالتقية والكذب والبكاء باسم ثوار مصر الشهداء من أجل الوصول لخلافة كربلاء التى ستجر على مصر لا قدر الله الكرب والبلاء.