في خمسة شهور ونصف الشهر فقط مدة حكم الرئيس محمد مرسي وقعت كوارث في مصر لن يغفرها له التاريخ أبداً.. في هذه المدة القليلة سقطت هيبة الدولة المصرية بفعل فاعل, وتمرمغت كرامة الشعب المصري في التراب، بشكل فاق ما فعله النظام السابق البائد علي مدار ثلاثين عاماً.. لا توجد أسرة مصرية واحدة تشعر بالأمان في ظل هذه الفوضي وحركة الميليشيات التي تجوب شوارع مصر تفعل ما تشاء ولا تجد من يردعها أو يوقفها عند حدها.. ما فعله من يسمون أنفسهم «حازمون» أو «لازمون» من أنصار من يزعم أنه داعية اسلامية، يتصرفون بكل بجاحة وسفالة تحت حماية شرعية من مؤسسة الرئاسة.. يعني أن رئيس البلاد يبارك هذه المسخرة، إن لم نقل إنه يدعو إليها!! حصار المحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي والاعتداء السافر الهمجي علي مقر حزب الوفد وجريدته وحصار قسم الدقي، تحت سمع وبصر أجهزة الدولة كلها وعلي رأسها وزارة الداخلية التي لم تحرك ساكناً، ولا تستطيع أو تجرؤ علي القبض علي واحد فقط من أعضاء هذه الميليشيات، بل لم تجرؤ الداخلية علي استجواب المحرض الأول علي كل هذه التصرفات وهو حازم صلاح أبو اسماعيل.. أجهزة الدولة أصابها الشلل التام لأنها تعلم تماماً أن هناك غطاء حماية لهذه الميليشيات من جانب مؤسسة الرئاسة.. ويخطئ من يظن أن هناك فرقاً بين جماعة الاخوان وباقي التيارات الدينية الموجودة علي الساحة حالياً الذين ينصبون أنفسهم حماة الاسلام والمدافعين عنه، وهم في حقيقة الامر يقدمون خدمات جليلة للصهيونية. وأحسب أن هؤلاء الذين يقومون بغزوات علي الوطنيين في البلاد والاعتداء علي أصحاب الفكر والرأي في حزب الوفد وصحفيي جريدته الذين كشفوا كل بلاوي هؤلاء الاغبياء، يقومون مثلاً بغزوات علي العدو الصهيوني ويحررون القدس الاسيرة والمسجد الأقصي، بدلاً من الاعتداء السافر علي مسجد جريدة «الوفد» .. أحسب أن هؤلاء الذين يستمدون وجودهم في الشارع بهذه البجاحة والسفالة أن يطهروا نفوسهم من الدنس بدلاً من أن يرتكبوا مساخر في حق الآمنين من شعب مصر الذي فقد الأمن فهؤلاء يقولون ما لا يفعلون، ويعتقدون ما لا يؤمنون به، ويأتمرون وينفذون بما لا يفهمون.. في غزوتهم علي مقر الوفد كانوا يرددون شعار الله أكبر وكأنهم كانوا يفتحون عكا أو كأنهم يقومون بغزوة علي كفار قريش الجاهليين رغم أنه في حقيقة الامر هم الجهلاء بل أضل سبيلاً.. لا يفعل هؤلاء كل هذه التصرفات الحمقاء وتنفيذ كل هذا الاجرام البشع إلا وهم علي يقين كامل وتام أو قناعة مؤكدة أو تعليمات رئاسية لهم بهذه الأعمال بارهاب الصحفيين «بالوفد» لم يأت عشوائياً ولم يتصرفوا هم من تلقاء أنفسهم ولا من تلقاء محرضين من قادتهم أمثال حازم صلاح، بل إن هناك غطاء رئاسياً لهم.. وما علاقة الرئاسة بذلك؟!.. العلاقة أننا الان في فترة تأسيس حركة الميليشيات المسلحة في مصر، ومؤسسة الرئاسة تسعي بكل السبل لان تتمكن من تحويل كل مؤسسات الدولة في هذا الاطار.. ولذلك لا أستبعد أن نفاجأ قريباً بإعلان تغيير اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، وتعيين وزير اخواني أو ممن ينتمون لحركة التيارات الدينية، في محاولات لن تنجح إن شاء الله لتحويل وزارة الداخلية إلي كتائب وميليشيات!! لا أقول إن الرئاسة تسعي إلي أخونة الوزارة، فهذا التعبير هم الذين يطلقون شائعاته، بل أقول تحويل الداخلية إلي ميليشيات، فهذا هو فكر من يحكمون البلاد حالياً، والبداية بدأت بما يفعله اللازمون أو الحازمون أو المقرفون، قد يكون ذلك لتعليم من سيستمر من الداخلية في المخطط الجديد مع من يتصورون أنهم خالدون في الحكم.. ولكن مهما فعل هؤلاء ومهما قادوا من تجريدات أو غزوات كما يحسبونها هم فلن ينالوا هذا أبداً طالما أن هناك مصريين وطنيين لا ترهبهم كل هذه التصرفات الصبيانية.. فقد حسبوا خطأ أننا في صحيفة الوفد ستلين لنا قناة أو أن ما فعلوه من الممكن ان يجعلنا نتراجع عن مواقفنا الثابتة، وهذا وهم وتصور خاطئ فصحفيو الوفد لو ضحوا بأرواحهم فلن يتراجعوا أبداً عن مواقفهم الوطنية الخالدة التي ورثوها جيلاً بعد جيل عن قادة الوفد وزعمائه الذين لم تشغلهم إلا قضية الوطنية المصرية والانتصار للشعب المصري والذود عن الوطن. الرئاسة واهمة.. وأبو اسماعيل واهم.. والبلطجية من «الحازمون» وكل من تسول له نفسه أن ينال من أرض الكنانة واهم.. ومصر مهما فعل بها هؤلاء المخربون ستظل شامخة بمن سخرهم الله للدفاع عن هذا الوطن.. ولو أن هؤلاء يقرأون التاريخ لاستوعبوا الأمر تماماً ولو أن هؤلاء الواهمين يفتشون في تاريخ مصر لعرفوا أن مصر ستظل للشعب المصري الحر الأبي، لا لمن سرقوا ثورته ولا لمن يخططون لتحويلها إلي دولة ميليشيات، ما يفكرون فيه لن يحدث لأن مصر ليست كأي دولة عربية أخري نفذوا فيها هذه المخططات الشيطانية.