رأت مجلة "فلاست" الروسية، في إطار متابعتها للأوضاع على الساحة المصرية، خروج الأوضاع عن سيطرة النظام المصرى الحاكم بعد أن أعطى الرئيس "محمد مرسي" لنفسه صلاحيات وسلطات أكثر من اللازم. وأكدت المجلة أن ليس من قبيل الصدفة، أن تعقب قرارات الرئيس سلسلة من الأحداث الدرامية، مع خروج المعارضة إلى الشوارع، مطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري، والتخلي عن إجراء استفتاء متسرع على مشروع الدستور الجديد. واعتبر المحللون أن بدء الاعتصام المفتوح في ميدان التحرير وازدياد غليان الجماهير ساعة بعد ساعة، أصبح دليلاً على الانقسامات الجديدة في المجتمع المصري. ويرى كثير من المراقبين أن الاحتجاجات الراهنة والمتوقعة يمكن أن تكون أكبر من تلك الاحتجاجات التي جرت في العام الماضي التي أرغمت الرئيس السابق "حسني مبارك" على التخلي عن كرسي الرئاسة، ومن الملاحظ أن الجماهير التي تخرج إلى الشوارع حاليا، هي نفس الجماهير التي خرجت في تلك الفترة وأطاحت بنظام مبارك. وأضافت المجلة أن المحتجين افتقروا إلى التنظيم في العام الماضي، ولم يكونوا مستعدين لقبول الحلول الوسط التي اقترحتها السلطة آنذاك، كما أنهم لم يقبلوا بالحلول الوسط، كما تشبث المحتجون فى ظل الحكم العسكري بموقفهم إلى أن حققوا مبتغاهم، لكن ثمار النصر التقطها "الإخوان المسلمين" الذين اختبئوا خلف ظهور الشباب في اللحظات الساخنة من الثورة، وفقا ل"فلاست". ويُرجع المحللون نجاح الإخوان في الاستفادة من الثورة لصالح الاستيلاء على السلطة إلى قدراتهم التنظيمية الفائقة، ومرونتهم في التفاوض مع العسكر، وعقدهم صفقات معهم، وهو ما فشل فيه بقية القوى والفصائل التي شاركت في الثورة. ويشعر الكثير من نشطاء ميدان التحرير بأن الإسلاميين اختطفوا الثورة، حتى أوصلوا مرشحهم إلى كرسي الرئاسة، وكتبوا الدستور كما أرادوا، كما نجح الإسلاميون بإزاحة معارضة نظام مبارك والليبراليين من المشهد السياسي، ولهذا يرى الخبراء أن ثمة حسابات يريد الثوار تصفيتها مع السلطات الحالية، والأحداث الأخيرة التي شهدتها القاهرة تؤكد هذه الحقيقة.