وصلت حالة الغليان في الشارع المصري إلى ذروتها بعد تصاعد الموقف نتيجة سقوط المزيد من الضحايا والمصابين في محيط قصر الاتحادية، بعد إشتباكات مؤيدي الرئيس والمعارضين له.. كذلك تطور المشهد بإعلان العديد من مستشاري الرئيس إستقالتهم من مناصبهم على الهواء وتحميله مسؤولية تفاقم الموقف، لأنه أسهم في ذلك بتجاهله لمطالب الشباب والتيار الوطني، ولعدم اعتراضه على لخروج المؤيدين له.. والنتيجة الطبيعية، بعد وضع البنزين بجانب النيران، إشتعال الموقف والغضب وليعلن العديد من الشباب صراحة أن الرئيس مرسي أصبح لا يمثلهم وبأنه فقد شرعيته! ليصبح السؤال.. "ما هو الحل"؟ "بقى بنا دم" "كنا بنقول بيننا وبين مبارك وشفيق دم، يا تري بنا وبين مرسي إيه دلوقتي؟"، هكذا بدأ ماجد الشهاوي، 26 سنة، مهندس، ويضيف: "كانت مشكلتنا مع مبارك أنه لا يستمع لمعارضيه، ولا يهتم بمطالبهم تحت شعار "خليهم يتسلوا"، ومع سقوط ضحايا في ثورة 25 يناير أدى ذلك لسقوط النظام والحكم على مبارك بالسجن، وهو نفس السيناريو الذي يسير عليه الرئيس مرسي الآن ولكن بجدارة أكبر وتحت شعار مماثل هو "موتوا بغيظكم". ويكمل: "المصريون ثاروا على مبارك بعد ثلاثين عاماً وليس بعد خمسة أشهر، والسبب العناد، لذا أرى أن النهاية وشيكة وبقاء مرسي في الحكم مجرد أيام، خلاص بقى بنا دم". ويؤيدة كريم حمزة،21 سنة، طالب، ويقول: "الرئيس أصبح لا يمثلني منذ لحظة خروجة للتحاور مع مؤيديه أمام قصر الاتحادية منذ أسبوع ولم يهتم أن يستمع لمعارضيه، أو يحاول مناقشتهم أو إقناعهم، لقد أثبت بمواقفه أنه ليس رئيس لكل المصرين، وبالتالي تسقط شرعيته". "لم يفقدها ولكن.." أحمد يحيى، 22 سنة، طالب، يقول: "الرئيس لم يفقد شرعيته فهو رئيس جاءت به الصناديق، ولكن عليه أن يعرف جيدا أن الشعب خرج من (القمقم) ومن المستحيل حد يكتم صوته تاني، واللي بيحصل دلوقتي يتحمل نتيجتة الرئيس وحده، بمعنى اللي حضر العفريت يصرفه، فلابد من أن يحتوي الموقف والإتفاق بينه وبين القوى الشعبية على حل وسط". ويضيف: "حالة العناد والتجاهل التي قابل بها الرئيس مرسي مطالب الثوار والقوى السياسية هي السبب فيما يحدث، فالشباب معتصمين في ميدان التحرير منذ أسبوعين من بداية إصدار الإعلان الدستوري". "مرة واحد انتخب مرسي عشان قالك ده اتظلم، وذاق مرارة الظلم مش ممكن هايعمل كدة فينا"، هكذا بدأ معتز حسين، 27 سنة، محاسب، حديثة ساخراً. ويضيف متسائلاً: "يعني مرسي اللي قدر يوقف النار بين الفلسطيين وإسرائيل مش قادر يوقف النار اللي تحت بيته؟!". وتضيف سما أيمن، 20 سنة، طالبة: "اللي بيعمله مرسي هو اللي كان بيعمله مبارك، فهو كان متحيز على طول الخط لمصالحه ومصالح حزبه، وكان شايفة أنه الحزب الوحيد اللي في البلد، وعليه أن يسيطر ويتحكم في كل شيء، وهو ما يفعله مرسي الآن، فهو مش شايف غير مصلحة حزب الحرية والعدالة وجماعة الأخوان المسلمين، يعني مرسي زي مبارك، وجهين لعملة واحدة، لذا عليه التراجع حتى يتمكن من استكمال فترة رئاسته". فقد شرعيته ويجب محاكمته محمد عبد المجيد، 26 سنة، مبرمج كمبيوتر: "سنستمر في التظاهر حتى يتم إلغاء الإعلان الدستوري وإلغاء الدستور الباطل والاستفتاء عليه، يجب على الرئيس مرسي أن يتعامل مع الموقف بشكل يخرجنا من هذه الأزمة، لأنه بقراراته الأخيرة هو المسؤول عن التصعيد، فمن ينادي برحيله اليوم نتيجة لتجاهل مطالبهم والإصرار على الإستفتاء ما أدى لإشتعال الموقف، لذا عليه أن يتراجع عن هذة القرارات وحينها سيكون المجال مفتوحًا معه من أجل حوار وطني، والإتفاق حول دستور جديد يتفق عليه الشعب''. أما أسامة عبد العزيز، 27 سنة، محامي، فيقول: "مرسي لم يعد رئيس للمصريين نتيجة لاحتكاره السلطة التشريعية والتنفيذية بعد الإعلان الدستوري، ولقد قلص سلطات القضاء وحصن التأسيسية التي سيطر عليها الإسلاميين وكذلك الشورى ضارباً بالقضاء والثوار والقوى المدنية عرض الحائط، وكأنه لا يرى سوى مصلحة جماعته فقط، والحقيقة أن الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي هم من اختطفوا الدستور من البداية حتي يتم تمريره لصالحهم دون النظر للقوي السياسية الأخرى". يوافقه أحمد علي،21 سنة، طالب، بقوله: "الاختلاف بين الطرفين المؤيد والمعارض مسموح به، ولكن لابد ألا تصل لمرحلة الحرب، ولكنها وصلت، والمسؤول عن ذلك الرئيس مرسي، فأمس كانت موقعة جمل جديدة، وبالتالي سقطت شرعيته ولن تعود، فالشرعية الآن للثورة والثوار فقط وسيسقط الرئيس مرسي وسيرحل، وسيتم ذلك خلال أيام على أقصى تقدير، حتى وإن طالت المدة فهو الآن فاقد للشرعية ويجب محاكمته". ... والآن من وجهة نظرك.. هل بدأ العد التنازلي لرحيل الرئيس مرسي ؟