راية «آسفين ياريس» فى ميدان التحرير.. ومعلومات مؤكدة عن أموال تدفع فى بعض المحافظات للإحراق والقتل واجتماعات بعض رجال الأعمال مع بعض الفلول من رجال الدولة العميقة ورجال إعلام.. وفى الميدان وعلى الفضائيات رموز لم نسمع عنهم أية شجاعة فى مواجهة فساد النظام السابق.. تحويل معارك قصف الحجارة وزجاجات المولوتوف على وزارة الداخلية والمدارس فى محمد محمود إلى محيط السفارة الأمريكية بواسطة أطفال وشباب.. ورموز من المعارضة تطالب الطرف الثانى من التيار الإسلامى حماية أنفسهم ومقارهم دون أن يطالبوا أتباعهم بوقف الاعتداء عليهم لأن هؤلاء الرموز لايمتلكون السيطرة عليهم.. ثم يدّعون أن نظام القمع الأمنى عاد مرة ثانية لمجرد إلقاء قنابل غاز للتفريق وحماية منشآت الدولة.. ولماذا الإصرار والعناد على تسلق الأسوار والحرق؟ ولا تفسير لتلك الانتهاكات إلا لإسقاط الدولة وهيبتها؟.. وكراهة فى اعتلاء د. مرسى المنتمى للتيار الإسلامى كرسى الحكم بطريقة ديمقراطية حرة شريفة وهو الرجل التى «رشحته» مجلة التايم الأمريكية من أفضل الشخصيات العالمية وإصرارهم على عدم منحه الفرصة فى عودة الأمور إلى نصابها الصحيح ومحاولة للى ذراعه وإحداث فراغ دستورى بعد حل الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى ومحاولة إعادة المجلس العسكرى للسلطة وأيضا بطلان الاعلان الدستورى الذى اصدره فى شهر أغسطس ليتأزم الموقف السياسى وتعم الفوضى وبالتالى يتم الطعن على أى قرار يأخذه الرئيس وليصبح بدون صلاحيات وحتى يتسنى لهم إسقاط آخر شرعية للثورة وللشعب وللديمقراطية؟.. ويحاولون الآن تصدير مشهد مفتعل ومصطنع بأيديهم بأن هناك فرقة بين أفراد المجتمع الواحد بل الأسرة.. حتى سمعنا وصعقنا من تردد كلمات بأصوات مرتفعة داخل الميدان تريد عودة مبارك.. إذًا فمن فى الميدان الآن؟.. ثم نفاجأ بتهديد للطرف الآخر بعدم النزول إلى الشارع للتعبير السلمى عن رأيهم وتأييدهم للإعلان الدستورى.. فهل احتكروا الرأى وميادين مصر آلت إليهم فقط.. وهل هذه ديمقراطيتهم المزعومة؟.. ولذلك قال د. يسرى حماد المتحدث الرسمى لحزب النور أنه سيعلن عن مفاجأة لم يتوقعها أحد . فتلك القوى المدنية فى الماضى القريب نادوا بإعلان دستورى وسرعة الانتهاء منه بعد الثورة فورا ثم طالبوا ببقاء حكم العسكر لمدة عام أوعامين وفى مطالبة أخرى متناقضة طالبوا بمحاكم ثورية لرموز النظام السابق وعزل النائب العام.. وعندما جاءت الاستجابة بالإعلان الدستورى الجديد لتحصين اللجنة التأسيسية ومجلس الشورى لإخراج الدستور ولبداية بناء مؤسسات الدولة بأسرع وقت ممكن ليتسنى إعادة الاستثمارات وعملية التنمية وفرض الاستقرار والقضاء بسرعة على فلول النظام ومحاكمتهم وتنظيف مفاصل الدولة العميقة منهم لإزالة المعوقات أمام مسيرة العمل والاصلاح.. ولكن ماذا يرغب هؤلاء المتناقضون والمتحولون؟.. طبعاً ينشدون إصابة الشعب بالإحباط واليأس والكراهية من الثورة والانقضاض على مطالبها وتحويلها إلى تقسيم مغانم وشخصنة.. والعودة فى نهاية الأمر إلى المربع صفر واستمرار المرحلة الانتقالية وإحداث فراغ أمنى.. وتنفيذ خطط المؤامرة التى وضعت منذ بداية الثورة فى إفشال أية سلطة منتخبة من قبل الشعب مثل حل مجلس الشعب المنتخب بشرعية شعبية جارفة لأكثر من 35 مليون مواطن مصرى بحجة هزلية.. ويبذلون الآن أقصى جهدهم فى إفشال الرئيس المنتخب وتصنع الأزمات والفتن حوله.. رغم تصريحه أن الإعلان بصفة استثنائية وعلى القرارات السيادية فقط ولمدة شهرين أوأقل.. وأعلن أنه سيتخلى عن السلطة التشريعية وستؤول إلى مجلس الشورى إلى حين انتخابات مجلس الشعب وفى خلال الأشهر الأربعة الماضية لم يستخدم حقه التشريعى إلا فى سن خمسة قوانين فقط مثل قانون المرأة المعيلة ولم يسرف فيها.. وهذا أكبر دليل على عدم تمسكه بالسلطة التشريعية أو استحواذه على السلطات وفرض الديكتاتورية التى تتزعمها المعارضة الديكتاتورية ومعها الطرف الثالث . و أخيرا أسأل هل هناك فى مصر أكثر من شعب فكل من يخرج ببلطجة يقول «الشعب يريد» ورغم مكائدهم فمصر الآن تسير نحو الاستقرار ورغم رسائلهم المفزعة للشعب ورغم أننا وجدناهم متفقين لأول مرة لبعض الوقت بسبب رعبهم من المساءلة القانونية كما تفعل تركيا الآن مع أنها تأخرت فى محاسبة فلول الدولة العميقة