صدق المهندس خيرت الشاطر قطب الاخوان المسلمين وعده ووعيده وهو يسخر من مليونيات المناوئين لدولة الاخوان المسلمين ورئيسها مهدداً بأن بإمكانه أن ينظم المليونيات المذهلة بأعدادها واستعداداتها، وبما تثبت معه ضآلة مليونيات المناوئين!، وقد علقت علي ما قاله المهندس الشاطر في مقالي بنفس المكان تحت عنوان «مكلمخانة - الشاطر يهدد»! وكان يوم السبت الماضي هو موعد المليونية التي اعلنت جماعة الاخوان المسلمين وحزبا «الحرية والعدالة» و«النور» وأشياعهما من الاحزاب الاسلامية، والتي كان مقرراً من جانب الجماعة وحزبها أن تحتشد في ميدان التحرير حيث مليونية الاحزاب المدنية وشبابها الرافضة للاعلان الدستوري والاستفتاء المقرر فيما بعد - 15 ديسمبر الجاري - علي الدستور الذي فرغت من وضعه اللجنة التأسيسية لوضع الدستور في ثلاثة أيام بلياليها قبل أن تسلم اللجنة مسودة الدستور إلي الرئيس محمد مرسي علي النحو الذي شهدته قاعة المؤتمرات في احتفال اعد لهذا الغرض! لكن تظاهرة الاخوان المليونية كنموذج لما هدد به «الشاطر» رأي رعاتها ومنظموها أن يكون مكان حشدها ميدان نهضة مصر عند جامعة القاهرة!، وقيل في تبرير ذلك إنها نقلت تجنباً لأي احتكاك بين المعتصمين بالميدان وبين المظاهرة الإسلامية!، فبدت هذه «مكرمة» انطوت علي الاستجابة لمن تخوفوا من مواجهة قد تكون دامية بين هؤلاء وأولئك!، ولكنني كشاهد عيان لمليونية الاسلاميين ارجح ان منظميها ورعاتها قد اكتشفوا ان الحشد الذي اعدوا له وسائل النقل التي اقلت للمكان المعد مئات الالاف من المتظاهرين والمتظاهرات التي تؤيد الرئيس مرسي وإعلانه الدستوري!، فأدركت دون أي اجتهاد في الاستنتاج أن هذه عدة مليونيات ومن العيار الثقيل جدا الذي وعدنا به وتوعدنا المهندس «خيرت الشاطر»! لكن هناك ثمرة لما شاهدته في مليونيات الاخوان يوم السبت الماضي، فقد اقنعني الحجم والاستعداد بأننا أمام حشود تكذب أي محاولة لاسناد ما وقع وما يمكن ان يقع مستقبلاً في تظاهرات مثل التي رأيت لمجهول أو طرف ثالث!، فاللعب بورقة المليونيات المتكررة قد أصبح مكشوفاً من كل الاطراف!، وانطوت الصفحة التي تداولنا ما ورد فيها من حديث عن «مجهول أو طرف ثالث» نسبت له كل الكوارث التي وقعت في مصر وسالت فيها أنهار الدماء وحرقت المنشآت العامة وسقط الشهداء وجحافل المصابين دون أن تتوصل أي جهة رسمية في مصر إلي مرتكبيها سواء كانوا من متظاهرين أو بلطجية تابعين! ومما زاد من اقتناعي بذلك أن الذين نظموا المظاهرات الاسلامية يوم السبت الماضي، ثم أطلقوا بعضها بعد ذلك إلي المحكمة الدستورية العليا هاتفة ضد القضاء والقضاة بعامة، ثم اللافتات والهتافات المؤيدة للرئيس مرسي وإعلانه المرفوض، ما زاد اقتناعي بما قلت عن «الاستقرار الذي يبغيه لمصر» مع هذا الحشد الاسلامي علي طريقة الشاطر الذي لا يعني استقراراً بأي وجه من الوجوه! ثم إذا بالحشود تذهب إلي المحكمة الدستورية العليا تحاصرها وتمنع دخول قضاتها إليها وتعليق قضاة هذه المحكمة العمل بها! وكم تمنيت علي الرئيس مرسي أن يمنع بنفوذه رعاة الحشود المؤيدة له من أن يقدموا علي ما فعلوا بالمحكمة الدستورية العليا!