زعم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن وقف إطلاق النار الذى اقرته إسرائيل مع حركة الجهاد الاسلامى حماس يعتبر ناقصا، حيث انصب معظم التركيز على حركتى "حماس" و"الجهاد الإسلامى فى فلسطين". وتابع: "ولكن لكى يستمر وقف إطلاق النار، يجب أن يتناول التفاوض أيضاً المجموعات الأخرى من المسلحين من غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية غير التابعة لحماس ولكنها قد شاركت فى الهجمات أيضاً". ويضيف "أهارون زيلين " الذى أعد هذا التقرير أن الطريق الرابط بين سيناءوغزة يعد ملاذاً للجهاديين و إن عدم الاستقرار الذي تشهده سيناء في أعقاب الثورة المصرية في 2011 قد ساعد الجهاديين في غزة على إعادة ترتيب صفوفهم بعد قمع حماس لهم عندما حاولوا في الماضي معارضة سيطرة الحركة على قطاع غزة. مؤكد أن سيناء لم تعد ملاذاً للجهاديين في غزة فقط بل أصبحت أيضاً طريقاً هاماً لتهريب الأسلحة الثقيلة من إيران كما أصبحت سيناء سوقاً للأسلحة الصغيرة القادمة من السوق السوداء الجديدة في ليبيا. وطالب "زيلين" واشنطن استخدام نفوذها الاقتصادي المتمثل بمنح المساعدات والقروض النقدية الدولية لإجبار الحكومة المصرية على أخذ المشكلة في سيناء على محمل الجد. فإذا لم يحدث ذلك، وحتى لو توقف الصراع الحالي بين إسرائيل وتمكنت حماس من السيطرة على إطلاق الصواريخ من غزة فلا يزال بإمكان الجهاديين إطلاق الصواريخ أو التخطيط لشن هجمات عبر الحدود من شمال سيناء. وهذا من شأنه أن يزيد من تفاقم العلاقات الهشة بين مصر وإسرائيل وإشعال فتيل مواجهة عسكرية بين البلدين على الأراضي المصرية. لذا فلا ينبغي النظر إلى موضوع إعادة السيطرة المصرية على الوضع في سيناء بأنه هبة لواشنطن أو تل أبيب ولكنه فى الاساس من أجل الحفاظ على أمن مصر وإستقرارها.