55 مليون جنيه مستهدف رأس مال الشركة كل شىء تريده يقع على الضفة الأخرى من الخوف، فإذا لم تخاطر وتغامر فلن تصل إليه، وقتها ستبقى كما أنت تقليديا، لا تقدم شيئا، وتظل فى ذيل السباق.. ستواجه عثرات، وهزائم، ربما تبقى فى الذاكرة، لكن عليك نسيان مراراتها، وتذكر دروسها, وكذلك محدثى لم يكن مكتوف الأيدي، ولم ينتظر معجزة، بل فتش عن أدوات لتحقيق ما يتمناه، وصنع معجزته بنفسه. المحاولات المستمرة تجعلك تتغلب على أشق الصعاب، فتعلم من الماء الاستمرار، وعدم اليأس، فمروره المستمر على الصخر يترك أثره، حتى يفلق الصخر أو يحفر مجراه فيه، وهكذا الرجل لم يحزن عند الصدمات، رغم قسوتها، لكن استكمل مسيرته بكفاح، وإيمان، أن ما يتمناه سوف يتحقق، وبالفعل صدقت عزيمته. محمد عسران العضو المنتدب لشركة أرزان لتداول الأوراق المالية.. منهجه حدد هدفاً، ولم يتخل عنه حتى حققه، قناعته مهما كان تقدمك بطيئا، فأنت تسبق من لا يحاولون فعل أى شىء، ليس ممن يرفعون راية الاستسلام عند اشتداد الأمور، بسيط ومتسامح، وهما سر قوته. «لنشأته البسيطة، وتعلمه الصبر، والكفاح فى مشواره دور فى نجاحه، عصاميته بنى بها ذاته، وحققت نجاحه».. هكذا سطر أول صفحات ذكرياته، يفتخر أنه من الطبقة البسيطة الفقيرة، علامات الهدوء، تسود كل شىء عند المدخل الرئيسى لمكتبه، الرسومات، الزخارف، والفازات المحفورة برسومات تحكى تفاصيل عصر النهضة الأوربى، وضعت بصورة جمالية على جوانب الممر الرئيسى المنتهى بمكتبه، قلم وبعض قصاصات الورق تم وضعها على سطح المكتب، سطر بها أفكار العمل، روايات معاصرة، يستلهم منها الأفكار غير التقليدية، موسيقى هادئة تسود المكان.. الهندسة وحلم لم يتحقق بعد شوط من العزيمة، والإصرار، ليجد نفسه فى دراسة البيزنس، وإدارة الأعمال، محطات متعددة، تحمل الدروس، وتجارب ناجحة تضيف لرصيده، وكلها جزء من تفاصيل حياته. لا شىء بمكتبه يلفت الانتباه، سوى اللون الهادى على جدار غرفته، البساطة والوضوح والصراحة علامات ترتسم على وجهه، عشقه للغة الأرقام تدفعه إلى التحليل بمنطق وموضوعية، بعيدا عن المبالغة، متفائل عندما يحلل المشهد الاقتصادى، ولكن لا يخفى تحفظه، فى بعض الملفات خاصة القطاع الخاص. ثقته فى نفسه تمكنه من تفنيد المشهد الاقتصادى برؤية واضحة، خاصة فى تعامل الدولة مع فيروس كورونا، وقدرتها على خطف الانتباه، من العالم، لما اتخذته من إجراءات ساهمت فى تحقيق معدلات نمو إيجابية، رغم فترة انكماش فى اقتصاديات العالم، تحقيق استقرار سعر الصرف، وثبات التصنيف الائتمانى للاقتصاد، وتجاوز كل هذه العقبات التى أثرت على كبرى الاقتصاديات العالمية، كل ذلك نجاح للاقتصاد الوطنى، وسوف تتأكد فى المستقبل القريب. لكن ذلك لا يستبعد تأثير كورونا على معدلات النمو. بموضوعية وصراحة يرد قائلا «بسبب كورونا تعرضت كل الاقتصاديات إلى انكماش، مما اضطرها إلى انتهاج سياسة التحفيز والمبادرات فى محاولة لتنشيط الاقتصاد، فى الوقت الذى حافظ الاقتصاد الوطنى على معدلاته الإيجابية فى النمو، رغم تراجعها، لكن عدم التأثر الكبير بالجائحة، يدعم الاقتصاد، فلولاها لكان المشهد فى غاية الصعوبة، بسبب طبيعة الاقتصاد التى تتطلب نموا مستمرا». المسئولية تحملها منذ سنوات عمره الأولى، وعمله فى عمر مبكر ساهم فى تأهيله لمواجهة المتاعب، والتحليل بعيدا عن العاطفية، يعتبر أن التداعيات الإيجابية للإصلاحات حال عدم إحساس رجل الشارع بعوائدها، تعتبر كأن لم يكن، فغير مقبول تحمل رجل الشارع زيادة فى المصروفات والخدمات فى ظل الأزمة، مثلما تم من تحريك لأسعار الكهرباء والمواصلات، رغم سياسة أن الاقتصاديات الأخرى كانت السند لمواطنيها. «إذن على الدولة تعظيم المبادرات والدعم للقطاع الصناعى، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث رغم هذه المبادرات إلا أنه عند التنفيذ لا يتم التفعيل وتتحول حبرا على ورق» بحسب قوله. البساطة، والطموح من المفردات المستمدة من والده، وكذلك حينما يحلل السياسة النقدية، يحرص على الوضوح فى سردها، لا يخفى رضاه الكامل لما اتخذ من إجراءات وقرارات بشأن السياسة النقدية، والنجاح الكبير المحقق للبنك المركزى، والمطلوب اكتمالها بالتنفيذ الدقيق لهذه القرارات من الجهات المختصة بالبنوك. يستشهد الرجل فى هذا الصدد بما تم، عندما قرر إعفاء العملاء من سداد القروض خلال ستة أشهر، بسبب تداعيات كورونا، ولكن عند التنفيذ قامت البنوك بتحميل العملاء فروق الفائدة، وكذلك حينما تمت مبادرات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 5%، وجهت إلى غير مستحقيها. فى جعبة الرجل العديد من الحكايات فى السياسة النقدية، والنجاح فى استخدام أدوات السياسة النقدية فى ملف خفض أسعار الفائدة، وضرورة الاستمرار فى تخفيضات جديدة فى أسعار الفائدة، من أجل تشجيع الاستثمار، حيث أن معدل أسعار الفائدة بالبنوك عند الاقتراض من أجل تأسيس المشروعات تصل إلى 14%، وهذا مغال فيه، حيث تتصلب الفائدة المدينة إلى رقم أحادى 9%. أقاطعه قائلاً: لكن البنك المركزى مضطر للإبقاء على أسعار الفائدة دون تحريك حفاظا على البعد الاجتماعى لشريحة عريضة. يرد وبدا أكثر ثقة.. يقول: «إن البنوك الوطنية قامت برفع أسعار الفائدة لنسبة 15% من خلال منتجات جديدة، فى محاولة الحفاظ على البعد الاجتماعى، لكن الطريق الأمثل لذلك، توجيه أموال أصحاب المعاشات إلى صناديق تستثمر بالبورصة، على غرار ما يحدث بالاقتصاديات العالمية، وحتى لا تكون تكلفة الأموال بالبنوك مرتفعة». تابع أن «صندوق النقد يشيد بالاقتصاد الوطنى، وأن هذا الاقتصاد لديه معدل فائدة حقيقى، حيث تقوم بصرف عوائد حقيقة للعملاء، عكس الدول الأخرى التى تعانى انكماشا». لا تزال استثمارات الحافظة، والمتمثلة فى أدوات الدين، سواء أذون الخزانة، والسندات تثير جدلا بين الخبراء والمراقبين إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على قيام البنك المركزى بعمل قناة لهذه الاستثمارات، بفائدة محددة، بعيدة عن فائدة السوق، بالإضافة إلى الاقتراض لمواجهة العجز، بعيدا عن الاستعانة بالاحتياط النقدى، فرغم ارتفاع الديون الخارجية إلى 125 مليار دولار، إلا أن ذلك لا يمثل قلقا، طالما أن الاقتصاد قادر على تحقيق عوائد وإيرادات قادرة على سداد هذه القروض، وكذلك ضرورة إتاحة المرونة الكاملة لأسعار الصرف. التفاصيل لا يحرص على الخوض فيها، ربما لقدرته على تحليل الخطوط العريضة، لكن حينما يتحدث عن السياسة المالية، يتكشف على ملامحه حالة الغضب، حيث يعتبرها سياسة جباية، لم تقف بجانب رجل الشارع، كونها من المورثات التى تتسم بالارتباك، وتكشف ذلك بصورة أكبر فى جائحة كورونا، وهذا الملف يتطلب ضرائب تصاعدية لعلاجه، وتطبيق أفضل التجارب العالمية، مع ضرورة العمل على استقطاب الاقتصاد الموازى بتوفير محفزات لأصحاب هذه المصانع، كاملة، التى من شأنها تحقيق الثقة بين هذا القطاع والحكومة، وقتها سوف تتمكن فى الوصول إلى 90% من القطاع الموازى فى 3 سنوات. الابتكار والحلول غير التقليدية يفتش عنها فى ملف الاستثمار، حيث يعتبره من الملفات المهمة القادرة على تغيير خريطة الاستثمار العالمى، ووضع الاقتصاد الوطنى فى المقدمة، لكن يحدد شروطا فى ذلك منها إفساح المجال أمام المستثمرين، وإتاحة الفرص الكاملة لهم من خلال تذليل معوقات الاستثمار، وتقديم محفزات متكاملة فى الملف للمستثمرين الأجانب، وكذلك العمل على تسويق التيسيرات المقدمة للمستثمرين، من خلال شركات تسويقية محترفة وعالمية، مع التوسع فى المناطق الصناعية مثلما حدث فى العديد من دول أوروبا، وأيضاً العمل على توفير بيئة استثمار جاذبة، مع توفير دورات متخصصة، وتأهيله فى الإدارة للراغبين فى تأسيس مصانع، من أجل ضمان الاستمرارية، وعدم التعثر وحتى لا يتكرر ما حدث مع المصانع التى أغلقت قبل ذلك بسبب عدم الخبرة فى الإدارة. لا يخفى الرجل انحيازه الكامل للبرمجيات والتكنولوجيا كونه من القطاعات التى باتت رئيسية فى الاقتصاد، بالإضافة إلى قطاع المنسوجات، وما يحظى به من سمعة جيدة، فى الخارج، وكذلك الصناعات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها من الصناعات كثيفة العمالة، وقادرة على استيعاب العمالة، وتوفير فرص عمل للشباب. مهما كان عدد الأخطاء التى وقعت فيها، لا تنسحب وكذلك القطاع الخاص فى فلسفة الرجل، يعتبره فى حاجة إلى إعادة تبويب وتوجيه من خلال ترتيب الشركات الصغيرة والمتوسطة، وعلى الدولة دعمه، حتى تلمس الحكومة دور القطاع، مع حمايته، لدوره المهم. لا تزال الطروحات تمثل صداعا بالرأس بين الخبراء والمحللين، لذلك تجده صريحا، فى هذا الملف، خاصة أنه كان من المشاركين فى برنامج الخصخصة فى مطلع تسعينيات القرن الماضى، يعتبر أن الفرصة لا تزال قائمة لنجاح الطروحات، فى ظل توافر السيولة، وشهية المستثمرين فى منتجات جديدة، ولكن هذه الطروحات تحتاج إلى قصص نجاح جديدة، حتى تحقق عمقا، وليس قائمة، لا تقدم قيمة مضافة للسوق، وتثير بلبلة فى عملية التسعير. خبرة الرجل الطويلة فى المجال تضعه دائما فى مقدمة القادرين على إضافة الجديد لخدمة صناعة سوق المال، من خلال موقعه وعمله بشركات السمسرة، رغبته فى النجاح جعلت فلسفته الاستمرارية فى تحقيقه، ومواجهة الصعاب، وهو سر نجاحه مع مجلس إدارة الشركة فى العمل على تحقيق خطط وإستراتيجية كاملة تقفز بالشركة إلى المقدمة، منها العمل على زيادة رأس مال الشركة من 21 مليون جنيه إلى 55 مليون جنيه حال تحسن السوق، وكذلك العمل على التوسع فى التداول الإلكترونى، وتوسيع قاعدة العملاء الأفراد، والعمل على جذب مؤسسات خاصة. التعاون ورح الفريق من أهم مقومات النجاح فى قاموس الرجل، يفتش عن الهدوء، بما يتناسب مع شخصيته، عاشق للرياضة، ومغرم بالموسيقى الكلاسيكية، محب للألوان التى تعكس النقاء، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة مع مجلس الإدارة إلى قائمة الكبار فى صناعة الأوراق المالية.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟