تحت عنوان "تونس تصارع من أجل الانتعاش الاقتصادي"، رأت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية أن هناك الكثير من الأحداث الخارجة عن سيطرة الحكومة التي تعوق تقدمها في إحداث المزيد من الإصلاحات في جميع نواحي الحياة وفي مقدمتها الناحية الاقتصادية. وقالت الصحيفة: "على الرغم من محاولات الحكومة التونسيةالجديدة اتخاذ جميع الخطوات الصحيحة فى سبيل تعزيز الاقتصاد والعمل بشكل وثيق مع خبراء دوليين، لكن تسارع الأحداث الخارجة عن إرادتها يعيق جهودها، مما يؤكد أن النهوض والانطلاق بالاقتصاد سيكون أصعب بكثير مما كانت تعتقد سابقا. وأضافت الصحيفة البريطانية أن حكومة تونس نجحت بقيادة حزب النهضة الإسلامي في الحصول على التمويل الدولي للاستثمار في برامج فرص عمل لتشغيل الشباب الذي قاد الثورة والذي لم يهدأ منذ خروجه ثائرا العام الماضي واستمرار حالة الصخب المطالبة بالتغيير والتي بدأت تنجرف في بعض الأحيان نحو الراديكالية، والسياسة الدينية. وأشارت الصحيفة أن صورة البلاد السياحية الدولية اهتزت بقوة، وتأثرت الصناعة سلبيا بسبب أحداث العنف والشغب التى عانت منها الجزائر في أعقاب ثورتها العام الماضي، كالهجوم على السفارة الأمريكيةبتونس في سبتمبر الماضي وتعذيب بائع خمور ومطاردة الفنانين والزوار الأجانب بهدف من بعض المتشددين الدينيين لإقامة دولة إسلامية. وأضافت الصحيفة أن الإضطرابات فى تونس تعرقل الإستثمارات العالمية بالرغم من افتقار البلاد لتحقيق إصلاحات تساعد في تحسين الاقتصاد، وهو المشكلة التى تعانى مها كافة دول الربيع العربي في شمال أفريقيا والتي تسعى للتعافي من الاضطرابات السياسية التي انتجتها ثورات الربيع. ويقول "أنطونيو نوصيفورا"، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي في تونس: "إن الحكومة بذلت جهد هائل لتسريع تنفيذ المشاريع الاستثمارية العامة والحقيقة هي أن هذا الأمر في غاية التعقيد حيث أنهم قاموا بالتحسينات ولكنها لا تتماشى مع المعدل الذي يريدون الوصول إليه، وفقا لإحتياجات بلادهم".