جرائم الصهاينة في قطاع غزة التي تتكرر بين الحين والحين، وغاراتهم الجوية والأرضية التي تستهدف الأبرياء العزل من أطفال ونساء وشيوخ وشباب الشعب الفلسطيني لن تتوقف، وسيظل العدوان الصهيوني على العرب والمسلمين قائما مادمنا فرقاء ضعفاء لا تجمعنا كلمة ولا يوحدنا صف. فالكيان الصهيوني منذ ظهر، بل وقبل أن تظهر دولته عام 1948، يضم مجموعة من السفاحين والقتلة ومجرمي الحرب، يتلاعبون بمصير الشعب الفلسطيني وبالحقوق العربية كما يشاءون، ويكتسبوا المزيد من الوقت لبناء إسرائيل العظمى وإعداد المزيد من القوة، وجلب المرتزقة اليهود من كل أنحاء العالم. فماذا ينتظر العرب والمسلمون من هؤلاء الصهاينة ؟ وماذا يرجون من قوم نقضوا عهودهم مع الله، ومع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتآمروا لقتله وحربه؟ هل ينتظر العرب أن يوفوا بعهودهم ومواثيقهم؟ وقد قال الله تعالى فيهم: «كلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم». إننا ندعو العرب والمسلمين وقادة الشعب الفلسطيني الذين مازالوا يضعون أيديهم في أيدي اليهود ويجلسون معهم على مائدة المفاوضات، أن يعودوا الى القرآن الكريم ليعرفوا حقيقة اليهود، ويكفوا عن أكذوبة السلام التي أوردتنا المهالك، وجلبت علينا الذل والعار، ومكنت هؤلاء الذين غضب الله عليهم ولعنهم .. اليهود أبناء القردة والخنازير من رقابنا ومقدراتنا، وليعلموا أن السيف أصدق أنباء من الكتب، وأن الصهاينة لا يردعهم إلا السلاح، فهم جبناء، ولن تمنعهم حصونهم من الله اذا أخلصنا العمل والجهاد، وقد وصفهم الحق سبحانه بقوله «لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله. ذلك بأنهم قوم لا يفقهون. لا يقاتلونكم جميعا إلا في قري محصنة أو من وراء جدر. بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى». فسيف حماس اليوم أصدق أنباء من كل العهود والمواثيق والاتفاقيات التي أبرمها المفاوضون الفلسطينيون مع اليهود وصارت حبراً على ورق. فقد أثبت الواقع أن الصهاينة يستهدفون بالقتل والابادة والتصفية كل فلسطيني، وعلى كل فلسطيني أن يحمل ما يدافع به عن نفسه ويعلن الحرب على اليهود، وعلى القادة الفلسطينيين أن ينضموا إلى صفوف المجاهدين ويشعلوا الأرض المحتلة نارا على كل صهيوني، ولا ينتظرون إلا أحد أمرين: إما النصر وإما الشهادة، والله سبحانه قادر على أن ينصر عبادة، ولا عبرة بقوة العتاد والسلام ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. ولقد ثبت للعالم كله بعد الجرائم البشعة التي يرتكبها الصهاينة في غزة اليوم ومن قبل، من هو الإرهابي الحقيقي على أرض فلسطين ؟ ومن هو مجرم الحرب الذي يقتل النساء والأطفال والعجزة بالطائرات والصواريخ فيحولهم الى أشلاء؟ إن توصيف مجرم الحرب كما ورد في القوانين والمواثيق الدولية ينطبق على نتانياهو وغيره من قادة الكيان الصهيوني دون جدال. ولعل من أهم جرائم الحرب التي تهمنا كعرب ومسلمين، ما أُقرّ في نظام روما الأساسي، وهو «قيام دولة الاحتلال على نحو مباشر أو غير مباشر بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، أو إبعاد ونقل كل سكان الأرض المحتلة أو أجزاء منهم داخل هذه الأرض أو خارجها»، وما ورد في هذا النص يجرّم كل إسرائيلي من رئيس الدولة إلى أصغر مستوطن شارك في تهجير الفلسطينيين أو غيرهم من العرب التي وقعت أراضيهم تحت الاحتلال، ونقل أي إسرائيلي أو مهاجر في الأراضي المحتلة وإقامة مستوطنة مهما كان حجمها ومهما كان تبرير إقامتها.. وهذا يعني تجريم معظم الإسرائيليين دون استثناء، ولكن من يحاسب؟ ومن يحاكم هؤلاء السفلة المجرمين؟ وقد منحتهم أمريكا رخصة مطلقة للقتل والتشريد والتصفية للشعب الفلسطيني بكل طوائفه، ووضعت حق الفيتو في مجلس الأمن تحت تصرفهم لتقويض أي قرار دولى يجرم اسرائيل؟!!