حذرت أحزاب ألمانية معارضة من التدخل المباشر في النزاع بسوريا، مذكرة بتجربة حرب العراق، جاء ذلك بعد تقارير صحفية حول اعتزام برلين إرسال صواريخ دفاع جوي بأطقم تشغيلها لتأمين الحدود التركية مع سوريا في إطار مهمة للناتو. واعترض بيير شتاينبروك مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا لمنصب المستشار، على مشاركة قوات بلاده في مهمة تدخل مباشر في سوريا، مضيفا: "إن التجارب في المنطقة العربية والعراق لا تؤيد تكرار مثل هذه الخطوة"، وقال منافس ميركل في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في خريف العام القادم: "إنه في حال كان هناك تفويض من منظمة الأممالمتحدة فإن من الممكن أن تشارك ألمانيا بتوفير الدعم اللوجيستي أو إعداد البنية التحتية، لكن ليس المشاركة المباشرة في عملية تدخل في سوريا". وكان حزب الخضر المعارض قد حذر من إرسال الجيش الألماني لقوات وبطاريات صواريخ طراز (باتريوت) لتأمين الحدود التركية مع سوريا ، مشيرا إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تورط ألمانيا في تدخل مباشر في سوريا. يشار إلى أن صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) قد ذكرت أن ألمانيا تعتزم إرسال صواريخ دفاع جوي من طراز (باتريوت) بأطقم تشغيلها إلى تركيا التي تشارك ألمانيا في عضوية حلف شمال الأطلسي، وذلك لتأمين الحدود التركية مع سوريا ضمن مهمة للناتو، موضحة أن 170 جنديًا ألمانيًا سيكلفون بذلك. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية التركية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بأن بلاده تجري مشاورات مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب الوضع الأمني المتوتر في منطقة الحدود مع سوريا. ولم يصدر بعد عن الخارجية التركية أي تأكيد لما أوردته الصحيفة الألمانية ، ورفض المتحدثون باسم الحكومة الألمانية، ووزارتي الدفاع والخارجية التعليق على ما جاء في تقرير الصحيفة. وكان وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير قد أوضح في باريس خلال لقائه يوم الجمعة الماضية بوزراء الخارجية والدفاع في كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا وأسبانيا، أن مثل هذه المهمة "إذا تمت" سيكون المقصود منها حماية تركيا لا غير ، ولن تكون تدخلا في الحرب الأهلية السورية".
