اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قطر تلعب دورا طموحا ومخفوفا بالمخاطر في نفس الوقت مع إرسالها قوات جوية للمشاركة في العمليات العسكرية ضد النظام الليبي ومنح الثوار الليبيين أشكالا أخرى من الدعم في مواجهة العقيد القذافي. وقالت الصحيفة اليوم الاثنين: "أن قطر، الدولة الصديقة لإيران والتي تستضيف إحدى القواعد العسكرية الأمريكية الكبرى، كانت جزءا من التحالف الخليجي الذي أيد التحرك السعودي داخل البحرين لكبح جماح المظاهرات الديمقراطية هناك، الأمرالذي يعد غير لائق بالنظر الى دعمها للثورة في ليبيا". وأشارت الصحيفة الى بعض أوجه الدعم التي تتبناها قطر تجاه الثوار الليبيين، و منها ما صرح به مسئولون قطريون بأن بلادهم تبحث سبل تسويق النفط الليبي من خلال المواني التي قد يتم السطرة عليها في المستقبل لصالح الثوار الليبيين فيما يعد دعما ماليا قويا لهم، كما ان الدوحة - مقر قناة الجزيرة الفضائية الاخبارية المدعومة من الحكومة القطرية - ساعدت المعارضة الليبية في انشاء قناة تليفزيونية تبث فضائيا بواسطة احد الأقمار الصناعية الفرنسية لمواجهة الإعلام الحكومي الليبي. يقول الخبراء المتابعون للسياسة القطرية إن قطر لها هدفان أساسيان طويلا المدى : أولهما أن يبرز دور الدوحة كلاعب أساسي على الساحة الدولية رغم صغر حجم الدولة الخليجية، والآخر هو الظهور أمام جيرانها الأكثر قوة ، بخاصة المملكة العربية السعودية وايران، كدولة قوية لها سيادة في المنطقة ولديها القدرة على حماية ثروتها من الغاز الطبيعي. ونقلت الصحيفة عن توبي جونز، مؤرخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة روتجرز، قوله " إنهم يسعون الى أن يكونوا الصوت العربي المدافع عن القومية العربية بغض النظر عن موقع بلدهم وحجمها، كما أنهم يستهدفون الخروج عن ظل الدول الأقوى حولهم بالمنطقة كالسعودية وايران".