قالت صحيفة "الديلي نيوز" البريطانية إن مصر تسعى بكل جهد حاليا لمنع إسرائيل عن القيام بعملية برية ضد قطاع غزة، وسط استعدادات إسرائيلية للاجتياح لتحقيق هدفين وهما الضغط على حماس لوقف إطلاق النار، ومنعها من إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة أن إطلاق حماس لصاروخ "فجر 5" التي أدخلت مليون ونصف إسرائيلي في ملاجئ تحت الأرض وأصابت تل أبيب بالشلل، حتى إن لم يتسبب حتى أمس بإصابات أو أضرار فقد زادت هذا الاحتمال جدا، فإمكانية أن تكون عملية برية هي الحل لوقف الصواريخ، تلك المؤشرات أشعلت الدبلوماسية المصرية لمنع هذه العملية التي ستؤثر بشدة على مصداقيتها. وتابعت مصادر مصرية تتوقع بأن تقوم إسرائيل بالعملية البرية قريبًا ولذلك يحاولون بكل طريقة إحباط الخطوة بكل القوة، ومنذ الآن بات الدبلوماسيون الأجانب المتواجدون في غزة يتركون القطاع رغم استياء حماس، فإذا ما انطلق الجيش بالفعل إلى عملية برية في عمق قطاع غزة، فإن الهدف سيتركز حول أمرين: الأول تشديد الضغط على قادة حماس لطلب وقف النار، وتقليص نار الصواريخ نحو مستوطنات جنوب إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن العملية البرية ستزيد الضغوط بشدة على مرسي لذلك تسعى لمنعها، لكن إسرائيل يبدو أنها مصممة على تلك العملية لأن الغارات من الجو لم تعد كافية لوقف الصواريخ، فقد أطلق الجمعة نحو إسرائيل أكثر من 200 صاروخ ومقذوفة صاروخية، كثافة النيران تشبه لحد كبير نار حزب الله خلال حرب لبنان الثانية، وهي أعلى بكثير من حجم النيران خلال عملية الرصاص المصبوب قبل نحو أربع سنوات. وتساءلت الصحيفة: هل ستكون الحملة البرية في الأيام القريبة القادمة في قطاع غزة مشابهة في صيغتها ل"رصاص مصبوب"؟، مشيرة إلى أن الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحملة من المتوقع أن يشتد مع بدء المرحلة البرية؛ التخوف من ضرر استراتيجي يلحق بالعلاقات مع مصر وبالطبع التخوف من الكثير من المصابين من الطرفين، كل ذلك سيجعل الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية سريعة وفتاكة، وأغلب الظن أنه لن يمكث في القطاع على مدى نحو ثلاثة أسابيع مثلما فعل في "الرصاص المصبوب". فهو سيتطلع للبقاء في القطاع بأقل وقت ممكن، ولكنه لن يغادره قبل أن يوجه ضربة أليمة لحماس.