توقعت مجلة "التايم" الأمريكية أن تكون سيناء الوجهة المقبلة للتوتر في منطقة الشرق الأوسط، وليست إيران أو سوريا كما يتوقع البعض، وذلك بسبب تصاعد العنف في قطاع غزة الذي يقع على الحدود مع سيناء، كدليل على مدى قابلية المنطقة للاشتعال. وقالت الصحيفة إن شبه جزيرة سيناء التي تحتوي في الغالب على صخور ورمال، وتطل على قناة السويس وجبل الطور- حيث تلقى موسى وصايا ربه-، وتحتوي أيضا على المنتجعات الفاخرة في شرم الشيخ على البحر الأحمر، عانت بعد الثورة من انفلات أمني كبير أثر بشكل بالغ على السياحة، وأنه مع تركيز الجيش المصري على السياسة الداخلية أصبحت سيناء مرتعا للمسلحين والمهربين، والأسوأ من ذلك أنها أصبحت مرتعا للقاعدة والمتطرفين. وأضافت: "إنه بعد الثورة تعاونت القبائل البدوية الساخطة على الحكومة المركزية مع السجناء الجهاديين المفرج عنهم من بدء الهجمات على المنشآت الأمنية وخط أنابيب الغاز بين مصر وإسرائيل". ونقلت المجلة عن "بروس ريدل" وهو زميل في معهد بروكينج لسياسة الشرق الأوسط قوله: "إن الجهاديين في سيناء ولاؤهم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أيد بشكل متكرر هجماتهم على الأهداف الإسرائيلية، كما وجدت الأسلحة الليبية أيضا طريقها إلى سيناء، كل ذلك ساهم في أن تكون سيناء مرتعا خصبا للمسلحين". من جانبه قال "بول سالم" مدير مؤسسة كارنيجي: "لقد أصبح واضحا أنه إذا تعاونت مصر مع حماس من أجل تحسين الوضع في غزة فسوف تضطر حماس لإغلاق أنفاق التهريب وكذلك التعاون في إغلاق التهريب وشبكات إرهابية في سيناء". وأوضحت المجلة أن أحد الأسباب التي تعقد الأمور وتجعل سيناء بؤرة توتر مستمرا هو تسلل بعض العناصر الجهادية عبر الحدود وتوجيه ضربات لإسرائيل، وسط محاولة إسرائيلية لتجنب رد الفعل، خشية انتهاك معاهدة السلام، وبناء على طلب إسرائيل، أضاف الجيش المصري إلى سيناء بعض التشكيلات العسكرية في الأشهر الأخيرة. وأضافت أن "الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة رسالة ليس فقط لحماس والمتطرفين الفلسطينيين، لكن أيضا إلى جماعات جهادية في شبه الجزيرة وإلى المصريين، مفادها أن سيناء تشكل تهديدا كبيرا لدى جماعات جهادية قادرة على العمل بحرية نسبيا في جميع أنحاء قطاع غزةوسيناء، ومنحهم العمق الاستراتيجي". وقال "مايك سينغ" مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "هذا كله جزء لا يتجزأ من التهديد الذي تشكله غزة، ونحن بحاجة إلى أن نرى القاهرة وحماس يعملان بجدية بشأن فرض السيطرة".