يبدو أن «الجيم أوڤر» فى الريادة العربية حسم ليكون بين السعودية وقطر وستلعب مصر للأسف دور المتفرج.. أما داعمو الفريقين، فالاتحاد الأوروبى وعلى رأسه فرنسا التي ستقف الى جانب السعودية, وأمريكا وإسرائيل مع قطر. أما مصر فخارج الحلبة بعيدا عن الاستفادة من الشعبية والشرعية الجديدة لها بعد الثورة، التى كانت كفيلة بإعادة بناء دور مصر القيادي في المنطقة خاصة أن العالم العربي في حاجة ماسة لها للمساعدة في حلّ الصراعات، وبناء الاستقرار الإقليمي، ولكن تلك الريادة المصرية سيطر عليها مفهوم جماعة الإخوان المسلمين للريادة، والمعتمد على دعم الجماعة وانتشارها من منطلق أن مصر ماهى إلا دويلة ضمن هذا الكيان العالمى. وبدلا من أن تلعب دورها القيادي في المنطقة وتزيد نفوذها وتأثيرها الإيجابي طويل الأمد اكتفت بالخطب الرنانة والزعامة المزيفة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع. ورغم أن المملكة العربية السعودية وقطر لا تملكان رصيد مصر وإيرادها الهائل من التاريخ الريادى الذى يمنحها خيارات واسعة في السياسة الخارجية إلا أن كل هذا يضيع أدراج الرياح فى ظل الفوضى الداخلية التى تعانى منها مصر والتخبط الخارجى.. وعلى الجانب الآخر يجب الاعتراف بأن العالم الغربى يمارس الديمقراطية ويدعمها إذا كانت ستصب فى مصلحته وإلا فلتذهب الديمقراطية الى الجحيم. ومن هذا المنطلق زاد اعتماد الغرب على النظام السعودي في الإمساك بزمام الأمور التي تنحو نحو الثورة حتى في منطقة الخليج كما شاهدنا في البحرين، وهذا يعني أن الشعوب في شبه الجزيرة العربية ستبقى رهينة مصالح الرأسمالية العالمية بمساعدة نظام آل سعود الحاكم فى السيطرة على البلاد على أن تلعب السعودية دورها الداعم للمعارضة السورية والمؤيد للبحرين ضد المد الشيعى وبمساعدة داخلية من السلفيين الى جانب مقاومة قيام الهلال الشيعي الذى يبدأ من الناقورة جنوب لبنان ويمتد الى البقاع، بما فيه تشييع السنّة في سوريا, ثم ينتقل الى العراق مروراً بشيعة المنطقة الشرقية في السعودية وصولاً الى البحرين. لذلك دفعت السعودية 700 مليون دولار في لبنان في انتخابات 2009 لتساعد مجموعة 14 مارس ولا يفوز الشيعة. وهو ما يفسر الرحلات المكوكية الآن من مسئولين فرنسيين بين لبنان والسعودية. (ولقد نشرت اللوموند خبرا غريبا مفاده أن الرئيس بشار الأسد قابل ملك السعودية أثناء الحج وأعقب ذلك لقاء بين الرئيس الفرنسى والعاهل السعودى!).. أما قطر ذات الوجه الإخوانى فهى تلعب ببراعة دور «الدوبلير» الصهيونى فى المنطقة وتنفذ أجندة صهيونية بإملاءات أمريكية، بحل القضية الفلسطينية علي حساب الأردن وهو مشروع تبناه اليمين الإسرائيلي, وهناك تنسيق قطرى - إسرائيلى من أجله، ولذلك تحاول الدوحة بأي ثمن تزعم الساحة العربية ويساعدها على ذلك إسرائيل مادامت قطر تحقق لها أحد الأحلام الصهيونية، وهذا ما يفسر التحرك القطرى لدعم غزة وحماس بدون أى معارضة من الحليف الاستراتيجى إسرائيل, وكل هذا يحدث ومصر وريادتها فى سبات عميق.. ربما لترشيد الطاقة على الطريقة القنديلية!