تشهد منطقة المحمية الطبيعية فى وادى الريان بالفيوم حلقة جديدة من سلسلة التعديات التى يقوم بها رهبان الدير المنحوت، على مئات الأفدنة بمنطقة المحميات الطبيعية فى وادى الريان ووادى الحيتان، والتي تعد أول محمية طبيعية للتراث العالمي بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا - طبقا لتصنيف منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة. قام المتعدون ببناء سور كبير حول مئات الأفدنة التى تضم عيون المياه الطبيعية الكبريتية التي تفجرت وسط هذه الصحراء منذ عشرات السنين.. هذا التعدي كان موضوعا للبلاغات والمحاضر الرسمية التي تقدم بها موظفو جهاز البيئة بالفيوم ومنها البلاغ الذي يحمل رقم 349 إدارى مركز يوسف الصديق لسنة 2011 ضد رهبان الدير(المنحوت) والمعروف بدير الأنبا مقار بوادي الريان. ومنذ عدة أسابيع بدأوا فى إقامة سور حول مساحة كبيرة من الأراضى فى المحمية الطبيعية قدرها البعض بحوالى 1000 فدان، وتجاهلت الأجهزة الحكومية تنفيذ قرارات الإزالة لهذه التعديات. اتهم الموظفون في البلاغ الذى تقدموا به العام الماضى رهبان الدير باقتحام نقطة المراقبة التابعة لجهاز شئون البيئة بمنطقة العيون بجوار الدير، والاستيلاء علي محتويات المقر من أجهزة كمبيوتر ومحتويات أخري. وأكدوا أنهم سبق أن تقدموا بعدة بلاغات ضد ما يقوم به الرهبان من تعديات بجوار الدير رغم أن المنطقة محمية طبيعية ولا يجوز فيها التعدي، إلا أنهم تعدوا على مئات الأفدنة بزرع أشجار وإقامة مبان، كما أنهم قاموا بالتعدي علي حمام سباحة بمنطقة العيون وقاموا بردمه والبناء حوله، كما قام الرهبان خلال الفعاليات والمظاهرات التي واكبت قيام ثورة 25 يناير وما بعدها بالتعدي بالبناء علي مساحات جديدة وبناء سور حول الدير، وأكد الموظفون أنه رغم وجود قرارات الإزالة من وزير البيئة إلا أنه لم يتم تنفيذها حيث سبق أن تعدي الرهبان علي قوات الأمن والموظفين عند محاولتهم تنفيذ القرارات. كانت أجهزة البيئة والوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق بالفيوم قد تقدمت بمذكرات عديدة وقامت بتحرير محاضر ضد التعديات التى يقوم بها رهبان الدير والتى كان آخرها واقعة بناء السور حول المحمية الطبيعية منذ عدة اسابيع. وتم إقامة الدير المنحوت في ستينيات القرن العشرين على يد الأب متى المسكين وتلاميذه من الأقباط بعد أن ترك وادي النطرون، وقاموا بحفر عدة مغارات في منحدرات الطرف الشمالي للتعبد؛ تمجيدا للأنبا مقار الذي نشأ في مدينة الإسكندرية وكان يعتكف للعبادة في مغارة بوادي الريان، كما تشير لذلك إحدى المخطوطات القديمة المحفوظة في الدير، وظل الأب متى المسكين بالدير المنحوت حتى دعاه البيطريرك كيرلس السادس للعودة لوادي النطرون، وظل بعدها الدير مغلقا حتى جاء إليه حوالي 14 راهبا وأعادوا فتحه للتعبد .