أطباء: السفر «خيانة» .. والطب «أمن قومي» الأطقم الطبية الأعلى إصابة بفيروس كورونا فى العالم يقفون فى صدارة مواجهة الوباء ، متسلحين بالعلم والإيمان وحب الوطن.. العاملون فى القطاع الصحى من أطباء وممرضين وعمال وإداريين، «على خط النار، فى معركة كورونا .. فى تلك المعركة تعطلت المدارس والجامعات، وتوقفت المصانع وتوقفت حركة الطيران وتعالت صيحات «الزم بيتك.. واحمِ نفسك»، ووحدهم وقفة الأطقم الطبية، يتصدون للوباء وجهًا لوجه، لإنقاذ المرضى. وفى تلك المعركة سقط منهم ضحايا، والغريب فى مشكلة الاصابة بين صفوف الأطقم الطبية، هى خروج منظمة الصحة العالمية، يوميًا بإحصائيات رسمية من دول العالم كافة حول الإصابات والمتعافين والمتوفين جراء فيروس كورونا المستجد، إلا أن ما يغيب عن هذه الإحصائيات هو ما يتعلق بالعاملين فى الأطقم الطبية سواء الأطباء أو الممرضون أو غيرهم، حيث يفتقر الخبراء ومسؤولو الصحة إلى معلومات مهمة تخص عدد الإصابات والوفيات فى صفوف الأطقم الطبية المتعاملة بشكل مباشر مع الحالات المصابة. ولم تكن وحدها منظمة الصحة العالمية التى تفتقر لتلك الإحصائيات، حيث نقلت «أسوشييتد برس»، عن المتحدثة باسم وزارة الصحة، بولاية نيويورك، قولها إن المدينة، مركز تفشى الفيروس التاجي، ولكن أمريكا لا تعلم أعداد المصابين فى صفوفها من الأطقم الطبية، برغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعتبر واحدة من أفضل الدول عالمياً على المستوى العلاجي، يعتمد لديها النظام الصحى أنظمة قياس تحدد معدلات الأطقم والأسرة الطبية لكل ولاية أو منطقة حسب عدد السكان، بشكل علمي، ولكن فى ذات الوقت لا توجد أى آلية حكومية أو خاصة، تقدم معلومات عن الإصابات فى صفوف أطباء وممرضين يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى، تلك الإحصائيات التى تغفل عنها منظمة الصحة العالمية، التى تساعد فى التخطيط لكيفية تجنب هذه الإصابات. ففى 27 من مايو الماضي، كشفت إحصائية حديثة عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها «سى دى سي» بالولاياتالمتحدة أن أكثر من 62 ألفا من الأطباء وأفراد التمريض أصيبوا بفيروس كورونا خلال علاجهم للمرضى، وفى 15 أبريل الماضي، كان عدد المصابين من الأطباء والممرضين الأمريكيين المعالجين لمصابى الفيروس 9 آلاف و282 حالة. ومنذ أسبوعين، أعلنت وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا بين الأطقم الطبية تخطى 300 إصابه، فى حين بلغت أعداد وفيات هذه الأطقم جراء المرض 52 طبيبًا. فى حين أعلنت دولة الصين عن إصابة 3300 إصابة ووفاة 13 من أطقمها الطبية يوم 25 مايو الماضى من العام 2020، وفى إيطاليا 9 آلاف إصابة و100 وفاة حتى يوم 9 إبريل الماضى لعام 2020، وفى أسبانيا إصابة 44 ألفًا من أطقمها الطبية حتى 5 مايو الماضى من العام الحالي، وأعلنت الصحة الأسبانية أن 70% من إصاباتها الحالية من الأطقم الطبية وأن 0.1% يتوفون، وفى تركيا سجلت 3474 بين الأطقم الطبية فى مستشفاياتها، وفى 12 مايو أعلن أحمد المنظرى المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، إصابة 22 ألفًا من الطواقم الطبية فى 52 دولة، مشيرًا إلى أن 90% من إصابات الأطقم الطبية بفيروس كورونا حدثت داخل المؤسسات الصحية، حيث يتعرض العمال للفيروس. وفى دول شرق المتوسط تراوحت نسبة إصابة العاملين الصحيين بفيروس كورونا ما بين 1% و20%. ، وفى 12 مايو كشفت السلطات المكسيكية، أن حصيلة الوفيات بين الأطقم الطبية فى البلاد نتيجة فيروس كورونا بلغت 111 شخصًا، كما بلغ عدد المصابين بالفيروس من الأطقم الطبية 8544 شخصًا. سر انتشار العدوى: قال الدكتور مايكل مهاب، طبيب مقيم أطفال، بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، إن مصر ودول العالم، تنفذ الاحتياطات المعيارية الأساسية الواجب اتباعها عند العناية بالمرضى فى المنشآت الصحية للحد من انتقال العدوى، لافتًا إلى أنه يتم ارتداء الواقيات التى تُستخدم لمرة واحدة، ولكن من الممكن أن يكون سبب الإصابة هو إهمال التعقيم والتطهير، مشيرًا إلى أنه هناك مخاطر يتعرض لها العاملون فى القطاع الصحي، كالنفايات والمخلفات الطبية التى توفر بيئة خصبة لنمو أشد الميكروبات والفيروسات والفطريات شراسةً، التى تنتقل إلى العاملين من خلال الاستنشاق أو اللمس وكافة طرق التعرُّض الأخرى، وبقايا العينات الملوثة بسوائل المرضى ودمائهم، والمخلفات الصيدلانية والكيماوية، التى تتضمن بقايا غرف العمليات الجراحية، وتشمل أعضاءً بشرية مستأصلة، كما تشمل بقايا غرف الأشعة والمختبرات المتخصصة، والمحاليل المشعة المستخدمة فى التحاليل الطبية فى الأشعة السينية، خاصة اليود المشع وخلافه». وتابع «مهاب»، أن زيادة حالات الإصابة بكورونا وتكدس المستشفيات من المرضى والمصابين، عملت على زيادة العدوى، إضافة إلى أن الواقيات الشخصية أغلبها له حد أقصى من الاستفادة وقتيا و لكن عدم توافرها بشكل كبير يجعل الأطباء يستخدمونها لوقت اطول بدون فائدة، مضيفا أنه يوجد ما يسمى بالحمل الفيروسى فهذا من اكثر العوامل التى تؤثر على مقدار شدة المرض، و ما يتعرض له الطاقم الطبى من حمل فيروسى كبير نتيجه قرب التعامل و التعامل المستمر مع المرضي. شهداء لم تنس مصر شهداء الجيش الابيض ، وتم إطلاق أسماء شهداء الجيش الأبيض على شوارع ومدارس ومشروعات مع شهداء الجيش والشرطة، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، كافة قطاعات الصحة بمختلف المحافظات، بتكريم أسر شهداء الجيش الأبيض، من أطقم أطباء وتمريض وإسعاف ومعامل تحليل، من خلال تقديم شهادات تقدير لأسرهم مع هدايا مادية ومعنوية رمزية، تعبيرًا على امتنان المصريين لجهودهم، وذلك تقديرًا من الدولة لجهودهم، خاصة وأن جميع الأطقم الطبية، كانت فى صدارة المواجهة، وأدت دورًا وطنيًا عظيمًا فى مواجهة جائحة تفشى فيروس كورونا فى مصر، ولم تتوان فى تقديم جميع المساعدات أمريكا تفتح ابوابها وبعد مرور 5 شهور من اجتياح فيروس كورونا المستجد، الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونهش أجساد الكثيرين حتى سقط منهم مئات الآلاف من المواطنين، وارتفع أعداد المصابين والوفيات ففاقوا أعداد الصين، ووسط قلق من احتمالات عدم وجود ما يكفى من أطباء للتعامل مع تلك الأزمة، لخوض المعركة المفتوحة لمواجهة وباء كورونا المنتشر فى البلاد، الأمر الذى دفع الإدارة الأمريكية إلى التحرك فى جبهات عدة، بخلاف ضغوط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الشركات المختلفة للمساهمة فى إنتاج المعدات والأجهزة الطبية، أقدمت وزارة الخارجية على تعديل اشتراطات السفر، لتفتح أبواب الولاياتالمتحدة أمام الأطباء الأجانب الراغبين فى الهجرة بتسهيلات استثنائية لاستقطاب العاملين بالمجال الطبى الأجانب. وفى واقعة تُعد الأولى فى عهد ترامب، نشرت الصفحة الرسمية للوزارة الخاصة بالشئون القنصلية إعلاناً عبر موقع التواصل الاجتماعى « فيسبوك» ، تقول من خلاله: إنها تشجع وتساعد الباحثين عن عمل مهنى فى المجال الطبى بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك من خلال الحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة تبادل زوار للسفر لأمريكا، كما حرصت الخارجية الأمريكية فى إعلانها على أن تختص بالذكر الأطباء الذين يعملون على قضايا تخص الفيروس المستجد، وطالبتهم بالاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية أمريكية فى بلادهم لتحديد موعد الحصول على تأشيرة. ولم تكتف بهذه العروض المغرية، بل شجعت الأجانب العاملين بالمجال الطبى الموجودين بالفعل فى الولاياتالمتحدة للتواصل مع اللجنة التربوية لخريجى الطب الأجانب (ECFMG) لتمديد برنامج دراستهم أو تدريبهم ضمن برنامج J-1 من مدة عام إلى مدة تصل ل7 سنوات، ونصحت أيضاً من يحتاجون إلى تمديد إقامتهم أو تعديل حالة التأشيرة الخاصة بهم بالتقدم بطلب إلى إدارة خدمات المواطنة والهجرة فى الولاياتالمتحدة. وتضمنت التعديلات الجديدة التى أدخلتها وزارة الخارجية الجمعة الماضية، تسهيلات بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها، للأجانب العاملين فى القطاع الصحى، مشيرة بحسب بيان على موقعها إلى أن أمريكا تشجع قدوم العاملين فى المجال الصحى للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة خاصة أولئك الراغبين فى العمل على أرضيها، وخصت السلطات الأمريكية بالذكر أولئك الذين يعملون فى مجال مكافحة وباء كورونا. وبعد هذا الخبر الذى وقع كالصاعقة على الأطباء، من التسهيلات المقدمة للأطباء، والتى ستعمل على استقطاب الأكفاء من أطباء العالم خاصة مصر، تداول عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، عن تقديم 3500 طبيب مصرى لطلب الهجرة للولايات المتحدةالأمريكية، بعد هذا الإعلان. الأمر الذى أثار بلبلة من مؤيدين ومعارضين لهذا القرار، فمنهم من أكد أنه خيانة فى الوقت الراهن والآخر أشار إلى أنه يجب توفير حياة كريمة للطبيب حتى لا يفكر فى السفر للخارج. مخاطرة بحياة الأطباء» رفض الدكتور محمد العزب، صيدلي، فكرة السفر والهجرة إلى الخارج، فى ظل انتشار الوباء الجائح الذى يلتهم كل شخص ولا يفرق بين طبيب ومريض، قائلًا: «أعارض فكرة السفر حيث إن الأطباء المصريين المتواجدين فى أمريكا، يطالبون بالرجوع إلى بلدهم». وتابع «العزب»، أن الأطباء يؤكدون أن الفيروس دخل فى أجساد أكثر من 340 ألف مصاب، لافتًا إلى أن مصر من الدول الآمنة فى الفترة الحالية من فيروس كورونا، لافتًا إلى أن سفر الأطباء هو مخاطرة بحياتهم بنسبة 100%. خيانة قال الدكتور سيراج منير زيدان استشارى جراحة التجميل، إن السفر للخارج خاصة لفئة الأطباء فى الوقت الحالي، مع وجود تسهيلات من الدول الأوروبية هو خيانة، حيث أن الفيروس الذى اجتاح العالم بما فيها مصر، محاربونه هم الجيش الأبيض وهم الأطباء، لذا لا يجب تركهم لساحة المعركة فى قت الشدة، لافتًا إلى أنه فى أى وقت آخر فإن كل طبيب حر ولكن ليس فى هذا الوقت الحالي. «وقت الأزمة مينفعش» قالت النائبة إليزابيث شاكر، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب: إنها لا تعلم عدد المقدمين على تأشيرة الهجرة من فئة الأطباء والممرضين، لافتة إلى أن اتخاذ مثل هذا القرار فى الوقت الحالى لا يصح، لأن البلد يمر بمرحلة صعبة وأزمة لذا لايجب تركها والرحيل إلى الخارج للبحث عن حلم السفر، لأن الوجود فى البلاد حاليًا هو انتماء وطنى بحت، فوجوده مثل وجود الجندى فى أرض المعركة لا يستطيع الانسحاب. وأضافت «شاكر»، أن الأطباء فى الفترة الحالية هم المدافعون والجنود الأوائل لمحاربة الفيروس، لذا لا يصح السفر للخارج، لافتة إلى أنه بعد انتهاء الأزمة من الممكن السفر إلى الخارج، مشيرة إلى أن الجميع يتفق على هذا الرأي. أمن قومي ومن جانبها، قالت الدكتورة منى أحمد مصطفى أخصائية أمراض باطنية، أن العالم أجمع عرف قيمة القطاع الصحى خاصة وأنه فى الوقت الراهن أصبح أمنًا قوميًا، لذا ألغت الدول الأوروبية قيودها وفتحت باب الهجرة لاستقبال كافة الأطباء من مختلف دول العالم. ولفتت «مصطفى»، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فتحت باب سفر الأطباء لها دون معادلة، وإجراء تلك المعادلة يحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة، وألمانيا أيضا أصبحت دون معادلة، مع إعلانها تقليل مستوى إجادة اللغة، كل ذلك محاولة من تلك الدول فى علاج نقص أعداد الأطباء لديها، كما أن الأطباء يثقون فى النظام الصحى فى هذه الدول. وأضحت أنه بالنسبة للخوف من تفشى وباء كورونا، بين الأطباء عند سفرهم للخارج، فإن الفيروس لابد سينتشر فى كل العالم.