رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن تبادل الهجمات بين إسرائيل وسوريا دليل على تحول الصراع السوري إلى إقليمي، مضيفة أن القصف المتبادل على الحدود بينهما يثير مخاوف الإسرائيليين من استغلال إيران وحزب الله للموقف وبتوجيه ضربة لشمال إسرائيل، على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تحرص على تصوير نفسها على أنها محايدة في الصراع الدائر في سوريا، لأنها تخشى الانجرار في الصراع السوري مما يشجع إيران وحزب الله بلبنان على قصف إسرائيل من الشمال. وأكدت الصحيفة أن الجيش الاسرائيلي قد وجه ضربات مباشرة على أهداف سورية أمس الاثنين بعد تبادل إطلاق النار لليوم الثاني عبر الحدود. ودعا "إيهود باراك"، وزير الدفاع الإسرائيلي، إلى تحليل الوضع خلال اجتماع مع رؤساء الجيش والمخابرات الإسرائيلية لمناقشة الأزمة، وهدد بأن إسرائيل سترد بشكل أقسى على أي إطلاق نار جديد من سوريا باتجاه بلاده، وذلك بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية طلقات تحذيرية باتجاه سوريا. وأضاف باراك، قائلاً: "إن سوريا تشهد حربا أهلية وحشية منذ أكثر من عام، وصدرت أوامر للجيش الإسرائيلي بمنع امتداد المعارك .. وأي قصف جديد من سوريا على إسرائيل سيؤدي إلى رد فعل قاس يكبد سوريا ثمنا أكبر". ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة إن المتمردين السوريين مقتنعون بأن إسرائيل تدعم الرئيس "بشار الأسد"، على الرغم من سنوات من خطابه المعادي لإسرائيل ودعمه لحماس وحزب الله، وأن هذا الدعم يعد محاولة من جانبها للحفاظ على السلام على حدودها مع مرتفعات الجولان السورية. واستطردت الصحيفة قائلة: إن القتال في رأس العين سيجلب المزيد من التعقيد للصراع، فضلا عن مخاطر أخرى من الحرب الأهلية في سوريا وإراقة الدماء على الحدود.