نشرت صحيفة "ديلي حريت" التركية الناطقة باللغة الانجليزية فى مقابلة مع الدبلوماسي التركي السابق "أوزدن سانبرك" نفى ما وصفته بالمزاعم حول دعم تركيا الكامل لتيار الإخوان المسلمين في المنطقة العربية ودول الربيع، مؤكدا أنه تصور خاطئ وإدعاء، بل على العكس من ذلك فقد دعت تركيا للعلمانية فى مصر. ونقلت الصحيفة عن "سانبرك" قوله إن تركيا لم تتبع السياسة الطائفية أبدا من خلال دعم تيار أو طائفة وترك أخرى أو تجنبها، فرئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" زار مدينة "النجف" في العراق وهي أحد مقدسات الشيعة، بل ودعا إلى العلمانية في مصر رغم وصول الإخوان هناك إلى سدة الحكم. وأكد "سانبرك" للصحيفة أن دعم تركيا لكافة التيارات الشعبية والطوائف المختلفة الصاعدة في الشرق الأوسط يجعل منها دولة ذات أهمية قصوى في المنطقة. ورأى أن فوز "باراك أوباما" الأسبوع الماضي بفترة رئاسية ثانية يعني المزيد من تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية والشرق الأوسط والذي بدوره يعطي لتركيا دورًا أكبر وأكثر أهمية في المنطقة. وأضاف "سانبرك" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت حكم "أوباما" تحول اهتماماتها إلى أماكن أخرى بعيدًا عن الشرق الأوسط، مقدمة لتركيا فرصة كبيرة لتصعيد النفوذ ولعب دور أكبر لزعامة المنطقة في الفترة المقبلة. وقال "سانبرك" لصحيفة "ديلي نيوز" البريطانية "إن الولاياتالمتحدة في حاجة ماسة إلى شريك بالمنطقة.. فهناك مساحة للتعاون الإيجابي والبناء آخذة في الصعود، كما أن التحول الحادث في المنطقة سيكون أقل اضطرابًا إذا عملت الولاياتالمتحدة جنبًا إلى جنب مع تركيا". وأوضح الدبلوماسي "سانبرك" أن أمريكا ترى في تركيا الشريك المناسب لها في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتبنيان مصالح ورؤى مشتركة في مكافحة الإرهاب والنزاعات الراديكالية ومقاومة الجماعات الجهادية الصاعدة على خلفية الفوضى التي أعقبت ثورات الربيع العربي، على حد قولها. واستطرد "سانبرك" أن إدارة الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" واقعة في مأزق شديد بشأن الأزمة السورية التي يرى العالم أنها فشلت في إيجاد حل، مما دعا أمريكا إلى اللجؤ لتركيا للعمل مع بعض دول المنطقة على إنهاء تلك الأزمة، مؤكدة بذلك دور الزعامة والقيادة التي تتقلصه الدولة التركية، مثيرة المزيد من النفوذ في الأجواء الإقليمية.