كشفت مصادر مطلعة داخل ديوان عام محافظة الدقهلية خلال الساعات القليلة الماضية عن وصول خطاب شديد اللهجة من الدكتور مصطفى حسين كامل وزير البيئة موجه لمحافظ الدقهلية، لتجاهله قرار الإغلاق لمصنع راتنجات المنصورة بسبب عدم توافر الاشتراطات البيئية من المستثمر الهندي. ويأتي ذلك بعد أن وقع حريق مساء أول أمس بوحدة الفورمالدهايد وانبعاث غازات خانقة وسحب سوداء غطت سماء مدينة المنصورة والقرى المجاورة لها، ليسبب كارثة بيئية سبق التحذير منها، الأمر الذي دفع اللواء صلاح المعداوى محافظ الدقهلية لإصدار قرار مساء أمس الاثنين بإغلاق راتنجات المنصورة لحين توفيق أوضاعها. الجدير بالذكر أن تقرير إدارة الدفاع المدني أكد بعد معاينة المصنع وجود قصور شديد بخطة التأمين ضد أخطار الحريق، وأنه تم إخطار الشركة أكثر من مرة إلا أنها لم تستجب لتنفيذ اشتراطات التأمين ضد أخطار الحريق، وحذر من أن المصنع به خزانات لمادتي الميثانول والفينول وهى مواد شديدة الخطورة، وفى حالة حدوث أى انفجار سيؤدى إلى كارثة. وطالب التقرير بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة لعدم استجابتها لتنفيذ اشتراطات الأمن ومخالفتها لإحكام المادة 49 من قانون البناء الموحد رقم 229لسنة 2009وزارة البيئة، وقررت إغلاق مصنع "الراتنجات بالمنصورة" نهائياً لعدم الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة البيئية والإهمال بالأمن الصناعي. وأشارت المصادر إلى أن الزيت مادة سريعة الاشتعال ارتفعت معها ألسنة اللهب حتى غطت سماء منطقة المصنع والقرى المجاورة له، حيث يعد هذا المصنع "الفورمالدهايد" هو أكبر مصانع الشركة، مضيفة:"تم استيراد معداته من اليونان بعد تفكيكه وشرائه كمصنع مستقل فى أعقاب منع الاتحاد الأوروبى إنتاج هذه النوعية من المواد الكيماوية نظرا لخطورتها الشديدة على البيئة، ومنذ ذلك الحين ولا تمر شهور قليلة إلا وتحدث تسريبات فى خطوط الزيت" .