رأت مجلة "تايم" الأمريكية أن استقالة الجنرال "ديفيد بترايوس" مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) من منصبه أمر ضروري بعد فضيحة العلاقة الجنسية التى كشف عنها مؤخرًا، لأنه من الصعب بقائه فى منصبه الحساس وقيادة مؤسسة مهمة، تفرض ظروف عملها على العاملين بها أن يكونوا بعيدًا عن مستوى الشبهات، ومحصنين ضد الابتزاز، وقالت المجلة إن بقاء "بترايوس" فى منصبه سيجعله عرضة للابتزاز الرخيص. وأشارت المجلة فى مقال للكاتب "ماسيمو كالابريسي" إلى أن "بترايوس" تقدم باستقالته احترامًا لمنصبه، مبررًا ذلك بما أعلنه بنفسه بإقامة علاقة عاطفية خارج الزواج. وقال الكاتب إن فكرة استقالة مسؤول كبير في واشنطن بسبب الخيانة الزوجية ستكون أمرًا مستبعدًا من قبل الناس خاصة في عصر ما بعد "بيل كلينتون" و"ديفيد فيتر" والآخرين الذين بقوا في مناصبهم بالخدمة العامة مع أنهم تورطوا في فضائح مماثلة. وأضاف الكاتب أن تفكير واهتمام الناس سيذهب سريعًا إلى مبررات أخرى، مثل جهود الجنرال لترسيخ نفسه في المؤسسة التي يجلس على رأسها، وإلى الكراهية التقليدية بين وكالة الاستخبارات والجيش، وبالطبع إلى الكيفية التي تعامل بها "بترايوس" مع الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، ولكن السبب الحقيقى وراء استقالة "بترايوس" أبسط من ذلك بكثير. ففي عالم الجواسيس، هناك قائمة قصيرة من نقاط الضعف التي يمكن أن تستغل من قبل خصومك ضدك أو أن تستغل بها أنت خصومك، وتشمل التوجه الفكرى، والجشع، والمديونية والخيانة الزوجية، وقد قضى الناس قرونا في معرفة كيفية توريط الآخرين فى ارتكاب الخيانة، وأصبحت المساعدة المالية لمن كثرت ديونهم أو الجشعين طرقا تقليدية، ولكن القليل فقط من تلك الطرق هو الاكثر فعالية من الابتزاز، حتى فى عصر ما بعد فضيحة "مونيكا لوينسكى" مع الرئيس الأمريكى الاسبق "بيل كلينتون"، وهي الخيانة الزوجية التي وصفها بأنها تجعل المسؤولين عرضة للضعف والاستغلال.