يعيش التليفزيون المصري حالة من الارتباك وسط اعتصام الموظفين بسبب التفاوت في الأجور بخاصة في ظل حصول برامج التوك شو علي الملايين وتدني البرامج الأخري، وحدثت تغييرات في التليفزيون المصري عصفت بالبرنامجين الرئيسيين »مصر النهاردة« الذي كان يقدمه محمود سعد، وحلت مكانه المذيعة مريم أمين، والأمر نفسه في برنامج »من قلب مصر« للميس الحديدي التي حلت مكانها دينا رامز. ويتم حالياً التفاوض مع الإعلاميين الكبيرين حمدي قنديل وحافظ الميرازي للدخول بقوة إلي برنامج »مصر النهاردة« وعبر المرازي عن موافقته المبدئية لإعادة الهيكلة الإعلامية للتليفزيون المصري وإنهاء عقده مع قناة العربية. وكان خيري رمضان وبعد تعرضه لهجوم دائم منذ اندلاع ثورة 25 يناير بسبب موالاته للنظام السابق، أعلن انسحابه من برنامج »مصر النهاردة« في نهاية مارس الحالي، وأكد خيري علي الهواء مباشرة أن عقده مع التليفزيون المصري قد انتهي في فبراير الماضي، مشيراً إلي أن اللواء المهدي رفض تركه البرنامج حينها، معللاً ذلك بأن التوقيت كان صعباً للغاية، وأن البرنامج سيتأثر بذلك سلباً وبرر ذلك بأنه عقب الثورة تغيرت الكثير من الملامح لديه، ونمت لديه رغبة في الراحة والتأمل ودراسة ما مضي والوقوف علي أخطائه، مضيفاً أنه رفض النقاش بشأن راتبه عندما قال اللواء له إنه سيتم تقليصه بسبب الميزانيات، فرد خيري »مش هاخد ولا مليم لأنني مستور واعتبرني في مهمة حتي تجدوا من يحل محلي«. وكان قطاع قنوات النيل المتخصصة قد أصدر قراراً رسمياً بإيقاف مجموعة كبيرة من البرامج التي يقدمها صحفيون مثل »ظلال وأضواء« الذي يقدمه الأستاذ إبراهيم حجازي و»المصوراتي« الذي يقدمه الفنان عادل مبارز و»شوشرة« للصحفي محمد فاروق و»كلام علي ورق« لحنان شومان، أيضاً تم إيقاف »الضربة القاضية« و»دائرة الضوء« وعدة برامج أخري.. وكان الاستثناء الوحيد هو برنامج »من قلب مصر« الذي تقدمه لميس الحديدي رغم الاعتراضات الشديدة التي تقدم بها العديد من العاملين داخل قطاع المتخصصة وأعدت خريطة لشهر إبريل الآن يجري العمل عليها سواء من خلال برامج جديدة ستحل محل ما تم إلغاؤه من برامج أو تطوير البرامج الموجودة الحالية.. وهناك برامج قائمة بفكرتها علي ثورة 25 يناير أو من خلال عرض مسلسلات وأفلام جديدة. وبعد القرار الذي أصدره رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري سامي الشريف بوقف برنامج »من قلب مصر« الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي علي قناة »النيل لايف«، تجري شركة »صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات« حالياً مفاوضات مع لميس من أجل إنتاج البرنامج بدلاً من قطاع القنوات المتخصصة. ووصفت لميس قرار إيقاف البرنامج بأنه شخصي، مؤكدة بأن برنامجها يغطي إنتاجه ويحقق أرباحاً، وكانت لميس شنت هجوماً شرساً علي الشريف في مداخلتها في »مصر النهاردة«، متهمة إياه بالتواطؤ علي هدم برامج ناجحة إعلامياً وجماهيرياً ومادياً، راضفة قرار وقف البرنامج، وقالت: »أنا هقدم البرنامج، وأنا اللي أمشي منه بإرادتي مش بإرادة حد تاني«. واتهمت لميس سامي الشريف عبر مداخلة هاتفية مع برنامج »مصر النهاردة« بالتواطؤ والمؤامرة علي وقف برنامجها لكونه يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وقالت له: »أنا هقدم البرنامج، ومش همشي منه إلا بإرادتي ولا يستطيع أحد إيقافي خاصة وأنني خفضت رواتب العاملين معي لما يقل عن 30٪. وتري لميس أن إبعادها عن التليفزيون يتيح لها التفكير في برنامج رمضاني ستقدمه علي إحدي القنوات التي رفضت الافصاح عنها حتي توقع علي العقد، وتؤكد لميس أنها كانت تعمل من أجل مصر وطلبت تخفيض أجرها حتي يخرج ماسبيرو من أزمته، ولكن حدث ما لا تشتهيه السفن، وقرر الشريف عزلي دون أخذ رأيي، والمحزن في الأمر أن تنشر عقودنا علي صفحات الجرائد كأننا مجرمون، ونسوا نجاح البرنامج وكم الإعلانات التي تعرض من خلاله بجانب الاتفاق الذي كان سيجري بين البرنامج وصوت القاهرة لإنتاجه بعلم الشريف، والمدهش هو القرار المفاجيء بإلغاء البرنامج، وقالت لميس: إن برنامجي لا يجوز لأحد تقديمه لأنه مسجل باسمي في حقوق الملكية الفكرية وعلي العموم البرنامج حقق ما يريده وكشف عن فساد بعض أجهزة الدولة وكان ضد التوريث رغم الاتهامات الموجهة ضدي بأنني من الحزب الوطني وأتحدي من يقول إنني خدمت علي أحد، واسألوا الرقابة التليفزيونية التي كان تحذف فقرات من برنامجي خوفاً من وزير الإعلام، كما أن البرنامج كشف تزوير الانتخابات مما جعلهم يقطعون الإرسال عني وأنا علي الهواء وبدلاً من أخذ برامج الغير فعلي قناة »نايل لايف« أن تعيد برنامج »كل ليلة« حتي يتثني للجميع العمل فيه. فهناك برنامج »90 دقيقة« الذي رحل مقدمه معتز الدمرداش بسبب رفضه لإجراء الحوار مع عبود الزمر في منزله مثل بقية زملائه من القنوات الفضائية الأخري الذين تهافتوا علي إجراء الحوار معه، مما جعل القناة ترسل محمد صلاح الزهار المنتج الفني للبرنامج الذي لم يستطع أن يدير الحوار بالشكل الذي كانت تنتظره القناة ليفاجأ معتز في اليوم التالي لهذه الواقعة بصدور قرار بوقفه عن العمل، الأمر الذي ترتب عليه أن تصبح ريهام السهلي شريكته في تقديم البرنامج هي المسئول الرئيسي عنه.
