مع بدء عمل لجنة الترشيحات البابوية ظهر الأنبا بولا وهو الأسقف الذي يحمل الملف الأخطر بالكنيسة عبر رئاسته ل"المجلس الإكليركي"الخاص بالأحوال الشخصية ،تصدر الأنبا بولا المشهد تدريجيا بعد عدة إجتماعات للمجمع المقدس كان الرجل فيها متحدثا رسميا باسم لجنة الترشيحات ،حتى إذا أنهت أعمالها أصبح الأنبا بولا عضوا باللجنة المشرفة على الإنتخابات ،ثم محاورا ل"المرشحين" الخمسة . ستمر الإنتخابات البابوية وتبقى أوصاف الأنبا بولا ل"المرشحين" على النحو الآتي ": القمص روفائيل أفامينا"البركة"،،و"باخوميوس السرياني"طيب القلب"..وسيرافيم السرياني "القيادي خفيف الظل"..والأنبا رافائيل"الحكيم الهاديء"..والأنبا تاوضروس"صاحب الفكر". أكثر من دور يلعبه الأنبا بولا ،ربما يختلف البعض على آدائه ،ويحملون تعبيرات وجهه إبان كواليس المؤتمرات الصحفية أكثر مما تحتمل ،لكن يحسب له تطوير الآداء الكنسي في التعامل مع الإعلام وفتح أوراق الإنتخابات البابوية على الملأ أمام الرأي العام عبر مؤتمرات متتابعة لإعلان كافة التفاصيل المتعلقة بانتخاب البطريرك ال118 . بالحسابات أصبح المتحدث الرسمي للكنيسة وممثلها بتأسيسية الدستور ،والمشرف الإعلامي على تحركات المرشحين للبابوية الرجل الأكثر شهرة في الشارع المصري والكنسي على وجه الخصوص . وثمة شخصيات كثيرة سيعرف لها التاريخ الكنسي دورا بارزا في عبور الكنيسة للإستقرار بعد أشهر الصراع والإنقسام التي سبقت إعلان القائمة النهائية ،لكن لقاءات الخمسة المرشحين للبابوية الذين من بينهم سيخرج البطريرك ال118 ،ستضيف صدارة إلى صدارة الأنبا بولا باعتباره أول من أجرى حوارا تليفزيونيا مع البابا الجديد للكنيسة القبطية . في إحدى النقاشات سألت أحد المعنيين بالشأن القبطي لماذا وقع الإختيار على الأنبا بولا ليصبح ممثلا للكنيسة بالجمعية التأسيسية ،رغم أن كل الطرق كانت تؤدي إلى الأنبا موسى حينئذ ؟،وكانت الإجابة أنه لا أحد يستطيع القيام بدور الأنبا بولا -ذو الثقافة القانونية الواسعة- ،والقدرة على إحداث المواءمة والملاءمة إبان مناقشات القوى السياسية حول مواد الدستور المعروف ب"دستور الثورة". تشير التوقعات إلى اقتراب الرجل من منصب "سكرتير المجمع المقدس" في أعقاب جلوس البطريرك الجديد ،وإجراء انتخابات المجمع المقدس في جلسته الأولى للتصويت على المنصب الذي يشغله حاليا الأنبا بيشوي ،ربما لايطمح أسقف طنطا في منصب كنسي مضاف ،غير أن الحضور الإعلامي الطاغي ل"المتحدث الرسمي" قد يدفع القيادة الكنسية إلى تزكيته ل"سكرتارية المجمع". الأنبا بولا الذي أدار المرحلة البابوية بما لها وماعليها ،كان دائم التأكيد على احترام لائحة 57 ،وفي إحدى الإتصالات الهاتفية معه داعبته قائلا" نيافتك الآن الرجل الأول بالمقر البابوي" ،فرد الأسقف البارزقائلا" كلها أيام ونخلص مهمتنا وأعود إلى طنطا".