لايزال المسرح الخاص خارج الخدمة.. وفي موسم عيد الأضحى المبارك والمفترض أن تكون مسارح مصر - الخاصة والعامة - مضاءة وتضم كبار نجومنا، نجد أن أحداً لم تنفتح شهيته لمواصلة عروضه.. كان الأمل في مخرج مصر الكبير جلال الشرقاوي أن نرى مسرحيته "الكوتش" في أهم موسم مشاهدة.. إلا أن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد، أفسدت فرحة كبير مخرجينا فأجل اعلان مسرحيته أكثر من مرة. والمعروف أن جلال الشرقاوي قد تلقى مجموعة من الطعنات قبل ثورة 25 يناير من جانب النظام السابق وكانت هناك مجموعة من المحاولات لاغلاق مسرحه، بمزاعم مغرضة من جانب وزارة الثقافة السابقة.. الأمر الذي عرقل طموحات الشرقاوي وأحلامه وكان السؤال كيف يفكر ويتفنن مخرج بحجم جلال الشرقاوي وسط هذه المؤامرات؟ اليوم يحاول العودة ومقاومة الجو السائد.. ويجري بروفات مسرحية "الكوتش" للكاتب المسرحي صلاح متولي وبطولة طلعت زكريا وانتصار وهي مسرحية سياسية في قالب استعراضي كوميدي تعالج قضية تداول السلطة وهذه القضية ما كان يمكنها أن تظهر قبل ثورة 25 يناير.. قضية تبادل السلطة بين الأحزاب والقوى السياسية. المسرحية أول عرض مسرحي للقطاع الخاص في الوقت الحاضر.. وقد أكد جلال الشرقاوي أن المسرحية تجمع بين فنانين من مصر وتونس، فهى تضم النجمة التونسية إيناس بن علي، وهى عودة لعبير الشرقاوي ابنة جلال بعد غياب 12 عاماً عن المسرح، وينتظر أن تعرض المسرحية في الموسم الشتوي بعد اجازات نصف العام، إلا أن مسرح القطاع الخاص كان هو الحصان الرابح في الماضي. في أحد المواسم المسرحية كان الشارع المصري يشهد اعلانات عن أربع مسرحيات لعادل امام وفؤاد المهندس وأحمد بدير وسمير غانم، وتدرج الانحدار بفضل حروب النظام السابق للمسرح وغياب الجيل الثاني لهؤلاء، وأصبح الأمل بعد الثورة على مسرح الدولة.. وقد أسعدني لقاء وزير الثقافة الدكتور صابر عرب حين اجتمع مع الرئيس الجديد للبيت الفني للمسرح الفنان ماهر سليم.. ومديري الفرق المسرحية. خالد الذهبي مدير المسرح القومي وايمان الصيرفي مدير مسرح بيرم التونسي بالاسكندرية وعايدة فهمي مدير المسرح الكوميدي وحمدي هيكل مدير المسرح الحديث وعزة لبيب مديرة مسرح عبد المنعم مدبولي "متروبول" وحلمي فودة مدير مسرح الشباب وتهاني خليل مديرة مسرح العرائس وعصام الشويخ مدير مسرح الساحة وشادي سرور مدير مسرح ملك وعبد الرحيم حسن مدير مسرح الغد.. وأكد الوزير في لقائه أن المرحلة القادمة تحتاج الى مسرح ملتزم حقيقي جاد يتفاعل مع طموحات الجمهور وآماله، مسرح الدولة يقدم في أيام العيد ثماني مسرحيات أولها مسرحية الكاتب الكبير لينين الرملي "في بيتنا شبح" اخراج عصام السيد، وبطولة ماجد الكدواني وأشرف عبد الغفور وسامي مغاوري ويقدم المسرح الكوميدي مسرحية المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي "طقاطيق جحا" تأليف أحمد هاشم وسينوغرافيا فادي فوكيه، أما مسرح الطليعة فيقدم مسرحية "حنظلة" اخراج اسلام امام، ويقدم مسرح الشباب مسرحية "طقوس المدينة" عن رواية "المدينة" للولا أنا غنوستاكي، اعداد موسيقى اسلام عبد السلام واعداد واخراج هاني السيد ومسرحية "قصاقيص" في المسرح القومي للطفل متروبول، تأليف الكاتب الكبير عبدالتواب يوسف واخراج سيد عبد الرحمن وعرض آخر يقدمه متروبول "حديقة الأذكياء" تأليف واخراج صلاح الحلبي ويقدم مسرح الساحة مسرحية "ستاند" فوق قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون. فكرة واخراج محمد الشرقاوي، أما مسرح العرائس فيقدم مسرحية "عروسة خشب" تأليف شوقي حجاب وفكرة واخراج سيد رستم، ديكور وعرائس وملابس أمير رجائي.. واستعراضات محمد سلام وألحان وتوزيع موسيقى أحمد الناصر. بأي حال من الأحوال لابد من خطة جديدة لمسرحنا المصري - خاص وعام - ليعود الى كيانه وإلى بلد المسرح الجاد منذ بداياته من سيد درويش وتوفيق الحكيم حتى كوكبة كتاب نهضة المسرح في الستينيات في اعقاب ثورة 23 يوليو 1952 وهم الذين شكلوا كياناً لا نزال نعيش على ابداعاته حتى اليوم. نعمان عاشور وألفريد فرج ومحمود دياب وميخائيل رومان ولطفي الخولي وغيرهم، وأعقبهم جيل يسري الجندي ومحمد أبو العلا السلاموني، الى جانب كبار مخرجينا الذين لايزال بعضهم يؤرخ لمسيرة مسرح حقيقي لايزال يضخ للشباب والأجيال أغلى الطموحات والقيم والأمل.