يعتبر نزيف اللثة إحدى علامات مرض التهاب اللثة الشائع بين الناس، وهو عبارة عن تهيج واحمرار فى اللثة، قد تتراوح أعراضه بين الاحمرار البسيط والألم الحاد الذى يمتد إلى الأسنان. يقول الدكتور حمادة الشناوى، إخصائى طب وجراحة الأسنان: هناك العديد من الأسباب التى قد تؤدى الى نزيف اللثة ويمكن تلخيصها كما يلي: تجمع بقايا الأكل على الأسنان وذلك نتيجة لعدم تنظيف الأسنان بالشكل السليم، حيث تتكون طبقة من بقايا الأكل تدعى «البلاك»، تشكل بيئة ملائمة لتكاثر البكتيريا التى تعيش على هذه البقايا، مخلفة وراءها مواد كيميائية حمضية تسبب العديد من المشاكل كالتهاب باللثة ونزيفها ومن الممكن أن تزيد حدة تفاعل اللثة مع البلاك فى حالات معينة مثل نقص التغذية، الحمل والولادة واستخدام بعض أنواع الأدوية ومن الأسباب الإصابة ببعض الأمراض وهناك أسباب أخرى ليس لها علاقة بتجمع طبقة البلاك على الأسنان، كأن يكون التهاب اللثة والنزيف المصاحب له عرضًا جانبيًا لبعض الأمراض مثل سرطان الدم أو استخدام بعض الادوية كأدوية القلب ومضادات الاكتئاب ومن الأسباب الوراثة أيضاً التي تلعب دوراً فى الاستعداد للإصابة بالتهاب اللثة ونزيفها حيث تفيد معطيات الأكاديمية الأمريكية لطب دواعم الأسنان بأن الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض التهاب اللثة لأسباب وراثية هم اكثر عرضة بستة أضعاف، للإصابة بالتهاب اللثة، فاذا كان أحد أفراد العائلة قد عانى، أو يعاني، من أمراض اللثة، فمن المرجح أن يصاب اخرون من أفراد العائلة بها. ويرى الدكتور حمادة الشناوى أن الوقاية والعلاج بسيطة، فإن كان نزيف اللثة ناتجًا عن التهاب فى اللثة نتيجة تجمع لبقايا الاكل فالحل يكون بالتنظيف المستمر بالطريقة الصحيحة واستخدام خيط الاسنان والمضمضة بالغسول الفموى بصورة منتظمة. أما إذا كان السبب يتمحور حول وجود مرض يتسبب بعرض جانبى على اللثة أو استخدام بعض أنواع الأدوية التى تزيد من تدفق الدم إلى اللثة ويجعل نزفها أسهل، فالحل يكمن بمعالجة هذه المشاكل. ولكن ماذا لو استمر نزيف اللثة حتى مع التنظيف المستمر؟.. يدور هذا السؤال فى رأس الكثير من الناس، خصوصاً وأنهم يلاحظون حدوث نزيف فى اللثة خصوصاً عند تفريش الاسنان. يكمن سبب النزيف هنا وراء عدم التفريش واستخدام الخيط بصورة منتظمة، فإذا حدث انقطاع لفترة معينة عن التفريش تتحول طبقة البلاك الى تكلس «بقايا من الطعام يحدث لها التصاق وتصلب على الأسنان»، يمكن أن تمتد هذه الطبقة إلى تحت اللثة وتسبب التهاباً مزمنا فى اللثة ونزيفاً أيضاً، عند استخدام الفرشاة، أو عند تناول بعض المأكولات الصلبة كالتفاح. تجدر الاشارة إلى أن التكلسات لا يمكن إزالتها باستخدام الفرشاة فحسب، فيأتى دور طبيب الاسنان الذى يزيلها باستخدام معدات خاصة بذلك. ويستطرد الدكتور حمادة الشناوى: هناك خطوات إضافية للتقليل من نزيف اللثة: تجنب المأكولات العالية بالكربوهيدرات والسكريات حيث تشكل الغذاء الرئيسى للبكتيريا التى تنمو داخل الفم، وتناول الأغذية الغنية بالألياف وفيتامين C حيث إن الألياف تقوى أربطة اللثة وتدعمها، ويقى فيتامين C من ضعف أنسجة اللثة وتجنب التدخين لأن السجائر تحتوى على العديد من المواد الضارة التى تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية وتضر بقدرة اللثة على التجدد أو التعافى الذاتى.