لم أصدق عيني عندما رأيت صورا لوقائع تعذيب لثلاثة شباب وهم مكبلون بالقيود وتظهر كل وجوهم وأجسادهم آثار التعذيب، ولم أصدق هذا الأمر إلا عندما نظرت إلي تاريخ التقاط هذه الصور. فوجدته في شهر أكتوبر 2012 ولولا هذا التاريخ لظننت أننا مازلنا في سلخانات العادلي وأن ما نسمه هذه الأيام عن مجال حقوق الإنسان وجمعيات مناهضة التعذيب هو ضرب من الخيال ليس له أساس من الواقع. وعندما سمعت رواية أقارب هؤلاء الشباب والغلظة التي اتبعت في القبض عليهم وتعذيبهم في الشارع ثم في قسم الشرطة انهارت أمامي مبادئ الثورة والتي أخرجت معظم المعتقلين الإسلامين من سجون العادلي فهل علي ضوء ما تراه سيكون هؤلاء هم بداية عصر جديد من الاعتقالات ولكن لأطياف مختلفة من الشعب بعيدين عن الجماعات الإسلامية والإخوان الذين ينصدرون مقاليد الحكم حاليا، وأصبح يعمل لهم ألف حساب داخل هذه الأقسام دون غيرهم.. اننا سنشهد بواقعة تعدي رجال الأمن في مركز أوسيم علي ثلاثة شباب في المدينة يشهد لهم الجميع بحسن السير والسلوك، فقد فوجئ أهالي أوسيم بالجيزة يوم الجمعة 11أكتوبر الحالي وفي تمام الساعة السادسة بقيام قوة من مركز أوسيم بالقبض علي ثلاثة من ابناء القرية وهم سعيد محمود خلف أبو خضرة، وأحمد السيد السيد مصطفي، وعلاء رشيد محمود.. حيث داهمت القوة منازلهم وقامت بالتعدي عليهم بالألفاظ النابية والضرب امام الأهالي واقتادت القوة الثلاثة شباب إلي مركز أوسيم بدون إذن مسبق من النيابة، وبلا جريمة أو تهمة قد ارتكبها الثلاثة، فالأمن في مركز أوسم قد كشر عن أنيابه ليس في تأمين المواطنين أو ضد البلطجة وتجار المخدرات أو القتلة والخارجين عن القانون، ولكن علي مواطنين شرفاء لم يرتكبوا ما يخالف القانون حسب ما قاله اقاربهم وأهالي البلدة الذين قدموا لجريدة الوفد وخاصة صفحة «متاعب الناس» لتصل استغاثتهم إلي المسئولين جميعا ومنهم النائب العام ووزير الداخلية فقد أكد تقرير الأطباء بأن سعيد يعاني في كسر في الفك السفلي وكسر في معظم الأسنان، أو الثاني أحمد يعاني من ارتجاج في الجمجمة وكدمات واضحة في الوجه والأنف وضربات في اجزاء متفرقة في الجسم، أما الثالث علاء فقد تعرض للتعذيب في كل اجزاء جسده.. فإذا كان الثلاثة قد انتهكوا القانون أو قد خرجوا علي مسار النظام العام فعلي القانون مجازاتهم، اما ان نضربهم ونسحلهم في الشارع وفي المركز فهذا يعد خرقا للقانون بل وتدمير للقيم العليا التي نادينا بها، واثناء ثورتنا المجيدة وهي الحرية والعدالة وكرامة انسانية نوجه هذه المظلمة إلي النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وإلي وزير الداخلية أحمد جمال الدين للتحقيق أولا في اعتقال الثلاثة سعيد، أحمد، علاء بدون وجه حق ثانيا في تعذيبهم وسحلهم في مركز أوسيم ثالثا عدم السماح للأطباء بعلاجهم.. نناشدهم عبر متابع الناس التحقيق في الواقعة حتي يجازي المخطئ ونخفف جراح أهالي أوسيم وليس الثلاث شباب وأسرهم، ونعطي بارقة أمل بأن القانون هو الفيصل بيننا والعدالة تطال الجميع.