عقدت رابطة المرأة العربية يوم الاثنين الموافق 28 مارس ندوة تحت عنوان "المرأة المصرية ما بعد ثورة 25 يناير" لمناقشة العلاقة بين الديمقراطية وشعارات الثورة والمرأة، وذلك لتأكيد مساهمتها في عملية البناء التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية. أدارت الندوة الدكتورة هدى بدران ،رئيس رابطة المرأة العربية، وأشارت إلى أن المرأة المصرية وقفت بجانب الرجل خلال كل الثورات, كالثورة الفرنسية, وثورة 1919, والثورة الجزائرية, وأخيراً خلال الثورة المصرية في 25 يناير 2011، وكان دورها فعّالا في ميدان التحرير وفي محافظات الإسكندرية وفي السويس وفي الإسماعيلية وفي جميع ربوع مصر، فرفعت اللافتات, ونادت بالشعارات, وداوت الجرحى, ووزعت البطاطين والمواد الغذائية. وساعدت في عملية تأمين الميدان وتفتيش الداخلين, كما اشتركت في تنظيف الميدان بعد ذلك . مساواة في النضال فيما رأي الدكتور محمد نور فرحات ،الأستاذ بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، أن المرأة لم يتراجع دورها عن دور الرجل في الثورة والأهم أنها نالت شرف الإستشهاد مثلها مثل شباب الثورة، كما تواجدت الشابات جنباً إلى جنب مع الشباب منذ أول أيام الثورة, ولم تترك الميدان وقد نالت أيضاً نصيبها من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ثم تطور الأمر الى الرصاص الحي، إلا أن هناك من الشواهد ما يدل على تقليص مساهمة المرأة في المرحلة الحالية مما يُخشى من تراجع المساحة التي يجب أن تشغلها في الخطوات والتطورات فيما بعد الثورة، مؤكداً أن المساواة في النضال تعني المساواة في الحقوق والواجبات وأن تهميش دور المرأة بعد الثورة غير مقبول تماماً، وأن هذا التهميش والتمييز سببه اقتراب الرجال من السلطة بعد الثورة مثلما هو حال القضاة ورجال الأحزاب وأعضاء مجلس الشعب، وأنه كلما ابتعد الرجل عن السلطة تجلى إيمانه بعدم التمييز كما هو حال المثقفين وأساتذة الجامعة . مشكلة مجتمع بينما أفادت الدكتورة عواطف عبد الرحمن ،الأستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة ، بأن هناك تيارات هادفة إلى إقصاء دور المرأة أهمها التيارات المتشددة دينياً سواء كانت إسلامية أو مسيحية، بالإضافة إلى الثقافة السلبية القديمة التي تتعمد حرمان المرأة من حقوقها لأنها الطرف الأضعف في العائلة، وتظهر هذه المشكلة في حرمان المرأة من الميراث في جنوب مصر. وأكدت د. عواطف عبدالرحمن بأن قوانين المرأة التي تم إدراجها خلال النظام السابق والمجلس القومي للمرأة لم تقدم إلا للطبقات العليا والمثقفات، ولم تمس المرأة المصرية العادية من قريب أو بعيد وبالتالي أثبتت فشلها، مطالبة بضرورة المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة في الدستور المصري الجديد . التمييز ممنوع ولاكتمال حلقات النقاش كان لشباب الثورة حضور في الندوة مثل ياسر عبد الرحمن من ائتلاف شباب الثورة بينما مثلت سارة عوض فتيات الإئتلاف. وأعرب ياسر عبد الرحمن عن رفضه التام للتمييز ضد المرأة سواء كان سلبيا كما هو حادث أو إيجابيا كما تم في كوتة المرأة في انتخابات مجلس الشعب 2010، حيث تم التلاعب بالمرأة والكوتة في حركة سياسية لزيادة عدد مقاعد الحزب الحاكم داخل البرلمان، وبالتالي لم تحصل المرأة على حقوقها ومُنعت الكثيرات من الترشيح ودخول البرلمان . أما سارة فأكدت أن المرأة خلال الثورة لم يقل دورها عن الرجل بل كانت تقف بجواره يدها بيده تدافع عن الميدان والثورة، فكانت تتلقى القنابل المسيلة للدموع من صفوف المتظاهرين وتعيد إلقاءها على الأمن المركزي من جديد . وتابعت: لقد أظهرت المرأة المصرية شجاعة منقطعة النظير، وأعلنت من خلالها أنها قادرة على انتزاع حقوقها التي حُرمت منها ولن تقبل بأي تمييز من جديد .