ودعت مدينة بورسعيد، الفدائية "زينب الكفراوى"، أول بطلات المقاومة الشعبية عام 1956، عن عمر يناهز ال 87 عامًا، والتى كانت ضمن النماذج المشرفة التى قاومت العدوان الثلاثى على مصر، وتصدت لقوى العدوان على مدينة بورسعيد، وشاركت مع العديد من أبطال المقاومة الشعبية فى مواجهة قوى العدوان. وقد خرجت جنازة الفدائية البورسعيدية عقب صلاة الظهر من مسجد عبد الرحمن لطفى يتقدمها اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد واللواء هشام خطاب مساعد وزير الداخلية ومدير أمن بورسعيد وفى حضور كافة القوى السياسية والتنفيذية والشعبية والتيارات المختلفة والتى كانت فى وداع الفدائية إبنة بورسعيد. كان والد الفدائية زينب الكفراوى يعمل بقسم شرطة العرب ببورسعيد وكان له الدور الأكبر فى مساعدتها وتكوين شخصيتها ودورها البطولى وكان أولها الإنضمام لمعسكرات التدريب ثم لصفوف الفدائيين ومساعدتهم فى العمليات ضد الإحتلال ، وكانت تخفى لوالدها مستندات تخص قسم الشرطة التى كان يعمل به حتى لا يتمكن المحتلون معرفة أسرار الداخلية، ثم تدربت على حمل السلاح والصمود والتخفى خاصة أيام حظر التجوال وطرق الوصول للفدائيين بعيدا عن أعين المعتدين ، ونظرا لتحمل شعب بورسعيد كثيرًا من أجل الوطن خاصة عندما فرضت قوات الإحتلال الحصار على المدينة بهدف عدم وصول الدعم العسكرى والغذائى والفدائيين للمدينة. وكانت قد شاركت "الكفراوى" فى توزيع السلع التموينية من الدقيق والزيوت والخضروات على سكان المدنية ، ولم تتوقف مسيرة المناضلة البورسعيدية عند هذا الحد بل كان لها دورا بارزا فى توصيل الأسلحة للفدائيين من مخبأ سرى بعزبة النحاس لعدم تمكنهم من الذهاب إليه بسبب الحصار المفروض على المدينة وإنتشار جنود الإحتلال فى كل الشوارع والميادين وإنتشار الدوريات الثابتة والمتحركة حول المنطقة التى بها المخزن السرى ، وأحضرت الأسلحة والقنابل وأخفتهم فى عربة أطفال وإستعانت بإبن أختها ووضعته بالسيارة فوق الأسلحة وعنما إستوقفتها دورية بريطانية تماسكت ولم تظهر عليها اية علامات إرتباك أو خوف ونجحت فى مهمتها وسلمت الأسلحة والقنابل للفدائيين ، وكانت هذه الواقعة محل تقدير وإعزاز من أهالى بورسعيد ليسطرها التاريخ للفدائية البورسعيدية. كما كانت لها دورا فى إخفاء الضابط البريطانى "مورهاوس" إبن عمة ملكة بريطانيا مع مجموعة الفدائيين الذين إشتهروا فيما بعد بمجموعة مورهاوس ولعبت دورًا هامًا فى إخفاءه ، وشاركت "الكفراوى" فى بطولات عديدة لمواجهة العدوان الثلاثى على المدينة الباسلة ، ولذلك إستحقت التكريم من الدولة حيث كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش فعاليات مؤتمر الشباب بالإسماعيلية تقديرًا لدورها الكبير فى مقاومة الإحتلال.