أدعو جميع القوى الوطنية، أن تراعى الله فى الوطن، لأن استمرار حالة الاستنفار والصراع السياسى خطر على الاستقرار، بعد أن أصبح الوضع الاقتصادى لا يحتمل الصدام المتصاعد بين شركاء الثورة الواحدة, الذى جعل أسماء الجمع تحمل طابع العنف من جمعة «كشف الحساب» إلى جمعة «مصر مش عزبة» وودعنا جمع الاستقرار والنصر. مطلوب وقف هذا التصعيد، وأن يكون العمل من بداية الجمعة القادمة التى توافق أول أيام عيد الأضحى من أجل إعادة اللحمة إلى الوطن، وأن نطلق عليها جمعة التوافق ولم الشمل بس بدون مليونية فى الميادين أى نحتفل بها بيننا وبين أنفسنا ومع أصدقائنا وجيراننا فى العيد، والانشغال بهموم الوطن بدلاً من التفكير فى المصالح الضيقة، وندعو الله فى هذا اليوم يوم العيد أن يرفع مقته وغضبه عنا، ويهدى الثوار سواء السبيل وأن يفكروا فى ملايين الفقراء الذين ازدادوا فقراً من تصرفات غير مسئولة. لابد أن نعترف بأنه لا يوجد تيار يحتكر صكوك الوطنية، فيمنحها لمن يشاء، ويحرم منها من يشاء. الوطن وطن الجميع، والميدان للجميع، وعلى الذين يحاولون إعادة الماضى عليهم أن يستوعبوا الدرس الذى أخذه الحزب الوطنى، ويتواصلوا مع القوى الوطنية لبناء مصر. نحن فى حاجة إلى أن نكون فى حالة جديدة من التوافق والتفاهم لبناء دولة تقوم على العدالة والمساواة وليس على التمييز. المزايدات على الوطنية ومحاولات الاقصاء التى برزت خلال جمعة «مصر مش عزبة»، ليست فى مصلحة أحد من القوى الوطنية التى خرجت لرفض تكويش فصيل واحد على السلطة، والمطالبة بحل «التأسيسية» لمنع محاولات فرض دستور لا يلبى طموح جميع فئات الشعب. فرض أسلوب الإقصاء مرفوض، الجميع شركاء في الوطن، عليهم واجبات ولهم حقوق، وواجب تطبيق القانون على الجميع بدون استثناء. مطلوب ترشيد وصف «الفلول» ولا نتوسع فيه، حتى لا نفاجأ بأن الأكثرية تحولت إلى فلول. فى جمعة كشف الحساب تضررت بعض القوى السياسية من إطلاق جماعة الإخوان وصف الفلول عليها، وحدث تراشق أسفر عن مواجهة بالآلات الحادة، وفى يوم جمعة «مصر مش عزبة» بعض القوى، وصفت قوى أخرى شريكة معها فى الأهداف والمبادئ بأنها فلول، وحاولت طردها من الميدان، ميدان التحرير رمز الثورة لكل المصريين وليس حكراً على تيار معين، ولا يجوز أن يصف تيار نفسه بأنه أكثر وطنية من الآخرين. من هم الفلول؟ هل تستطيع احصاءهم بالاسم أم بصفاتهم وانتماءاتهم؟ هل هم كل رجال وأعضاء النظام السابق أم أنهم فئة معروفة تنال جزاءها حالياً، هل نعتبر كل من تولى عملاً فى عهد النظام السابق من الفلول فمعنى «كده كلنا فلول»، الحكومة الحالية، ومؤسسة الرئاسة، وجميع قطاعات العمل المختلفة بالدولة تضم الفلول. هل تعتبر جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة فى حالة فقدهم السلطة انهم فلول، ويتعامل معهم النظام القادم على أنهم فلول. أم أن هناك قانوناً يخضع له كل من نهب أموال مصر وحولها إلى عزبة، الفيصل القانون الذى يجب ألا يخرج من تحت عباءته أحد، ولا يمكن لأحد أن يدعى الوطنية على حساب الآخر. الفرصة للوفاق الوطنى، وإعادة اللحمة الوطنية أصبحت متاحة وأدعو حزب الحرية والعدالة أن يستغلها بعد استكمال بنائه التنظيمى بانتخاب رئيسه الجديد الدكتور محمد سعد الكتاتنى، وهو اختيار موفق من أعضاء المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة، وأرى أن الدكتور الكتاتنى حريص على مد الجسور مع الأحزاب السياسية خلال الفترة المقبلة بعد أن تقطعت الأوصال فى الفترة السابقة وأصبحت تمثل خطراً على الجميع.