انتشرت فى الفترة الماضية موجة من الفن الهابط تشمل أغاني وأفلاما ومسلسلات، فضلاً عن بعض البرامج، ضاع بينها شبابنا طوال السنوات الأخيرة، فما يعرض خاصة على شاشة التليفزيون له تأثير كبير على كل أفراد الأسرة، وأكثر شريحة يقع عليها الضرر الأكبر هم الأطفال الذين يكونون بمثابة "اسفنجة" تمتص بسهولة شديدة كل ما تشاهده أو تسمعه، وبالتالى تتكون شخصية الطفل من خلال التراكمات السمعية والبصرية التى تستقر بعقله، حتى إذا لم يتفوه الطفل بهذه الألفاظ أمام الأسرة فى حالة منعه واعتراضها فإنها ستظل كامنة بداخله إلى أن يتفوّه بها ويظهرها أمام أصدقائه. ولا بد من فلترة كل هذه الأعمال، بحيث لا يتم السماح فقط إلا بما يناسب المبادئ والأخلاق الشرقية لمجتمعاتنا حتى لا تكون النتيجة خلق أجيال مشوهة دينيا وفكريا ومفرغة من القيم التى تحث على الأخلاق الكريمة. وفى هذا السياق تقدم الدكتور سمير صبرى المحامى بعدة بلاغات ضد الفنانين والمطربين مقدمى هذه النوعية من الفن. ومن ابرز هذه البلاغات الدعوى المقدمة الي محكمة القضاء الإداري ضد الفنان محمد رمضان. وذكر «صبرى» فى دعواه ان الفنّ هو موهبة وإبداع وهبها الخالق، والفنّ مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس – محاكاة. والفن الهابط الذى ضاع فيه شبابنا طوال السنوات الأخيرة لابد وأن تكون نهايته المخدرات وتخريب الوجدان وهى أكبر خطيئة يمكن أن ترتكب فى حق شعب.. وإذا استعرضنا السينما والمسرح والملاهى وبعض البرامج التليفزيونية والأغانى الهابطة لاكتشفنا أن هناك موجة من الفن الرديء اقتلعت جذوراً كثيرة من المقومات الأساسية للإنسان المصري.. إن العوالم والراقصات وأفلام العرى وصور الانحراف والتسلق والانتهازية والسلبية و(الفهلوة) هذه هى النماذج السلوكية التى قدمها الفن المصرى فى معظم أعماله فى السنوات الأخيرة، كم عدد الأفلام التى أنتجت عن تاريخ الراقصات وكم فيلما أنتج عن كتاب مصر ومفكريها وأبطالها وشهدائها.. كم عدد الأفلام التى قدمت نماذج إنسانية سليمة كم عدد الأفلام التى قدمت نماذج سلوكية مشوهة ومريضة، لقد تدهورت قيم اجتماعية وسلوكية كثيرة فلم يعد الأب المكافح البسيط المتفانى هو القدوة التى يراها الشباب من خلال الأعمال الفنية ولم يعد الشاب العصامى المكافح هو القدوة المثلى للشباب. واشار البلاغ الى السخرية والغضب الذى ساد المجتمع عقب حفل الممثل محمد رمضان الذى أحياه بالساحل الشمالي، مرتديا جاكيت ابيض غريب الشكل، وآخر اسود مصنوعا من الجلد بدون أكمام، وقبعة (كاوبوي)، ما جعله محط سخرية من قبل البعض، كما ظهر رمضان بإطلالة غريبة أخرى، حيث ارتدى قميصا اسود شفافا لا يتناسب مع نجم باسمه. ويعتبر هذا البلاغ الثانى ضد محمد رمضان، حيث كان قد تقدم ضده بلاغ للنائب العام، المستشار حمادة الصاوى ولنقابة المهن التمثيلية ونقابة الموسيقيين، لظهوره عارياً فى حفل غنائي، عندما ظهر على مسرح ساحة المنارة بالتجمع الخامس. وأكد البلاغ ان ما يفعله «رمضان» هو أشد خطرا من المواد المخدرة بل أصبح أكثر خطرا على المجتمع من الجرائم الإرهابية لما يحتويه من إسفاف، ويعطى للجميع صورة سلبية للفن المصرى بل أساء إساءة بالغة للشباب والفتيات والمرأة المصرية بخلاف الدعوة الصارخة للعرى والتحرش، وان تلك الأعمال تساعد على تدمير الذوق العام. وطالب البلاغ بإحالة محمد رمضان للمحاكمة الجنائية، ولتتخذ نقابتا المهن التمثيلية ونقابة الموسيقيين الإجراءات المنصوص عليها لارتكابه مخالفات نقابية. وطالب بلاغ آخر للنائب العام المستشار حماده الصاوى، ضد المطرب الشعبى حمو بيكا، للتحقيق معه بما قام بنشره عبر (الانترنت) من داخل مقر نقابة المهن الموسيقية عقب رفضها إعطاءه ترخيصا للغناء وأصدرت النقابة قراراً بمنع مطربى المهرجانات من الغناء ومن بينهم المبلغ ضده، فى إطار دور النقابة فى الارتقاء بالذوق العام ومنع الإسفاف والتردى والألفاظ التى تخدش الحياء العام. وبلاغ آخر تلقاه النائب العام ضد الفنانة رانيا يوسف للتحقيق معها وتقديمها لمحاكمة عاجلة، لارتدائها فستانا يسىء للعادات الشرقية فى حفل ختام الدورة ال40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى أثناء حفلى افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يمثل من أهم الفعاليات الدولية التى تمس صورة الفن المصرى والعربى أمام العالم فى مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب. كما تلقى النائب العام بلاغا، ضد القائمين على برنامج "أبلة فاهيتا" لايف من الدوبلكس. وطالب البلاغ بمحاكمتهم جميعا وأوضح أن البرنامج تقدمه دمية صناعية تسمى أبله فاهيتا وهى شخصية بلهاء تتباهى فى التحدث بإسفاف وبألفاظ تخالف كل القيم والأخلاق وبإيحاءات جنسية فجة خاصة إذا أخذ فى الاعتبار أن هذا البرنامج يدخل كل بيت وتشاهده بعض الأسر ولا يمكن أن يقال أن هذا حرية رأى أو إبداع حيث إن هناك خيطا رفيعا بين الإسفاف والانحطاط وحرية الرأى والإبداع كذلك فرق كبير بين الديمقراطية والسفالة وقلة الأدب. وتلقت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، دعوى ضد شركة السبكى للإنتاج السينمائي، ووزير الإعلام. طالبت الدعوى بوقف اعمال السبكى وشركته بسبب الترويج للبلطجة. ومن جانب آخر، أوضح الدكتور جمال فروز استشارى الطب النفسي، أن انحدار مستوى الثقافة فى المجتمع المصرى وانتشار مثل هذه الأفلام التى يتم إنتاجها أدى إلى هدم الأخلاق وانعدام الضمير، وقد تسببت فى نشر الكثير من العنف بشكل يومى فى المجتمع وخاصة أن الأطفال هم الفئة الأكبر فى الوقت الحالى الذين يتسببون فى حالات القتل، لافتاً إلى أن الثقافة أصبحت منعدمة فى المجتمع المصري، وأضاف أن الحل الوحيد لهذه الظاهرة يكمن فى الاهتمام بثقافة المجتمع، والعمل على مقاومة الإسعاف، وأشار إلى أن عدم تدخل الدولة لمواجهة هذه الظاهرة سيؤدى إلى تدهور الوضع من السيئ إلى الأسوأ، ولابد من دراسة ممنهجة لمحاربة دمار القيم والأخلاق، وأكد ضرورة نشر القيم الأخلاقية فى وسائل الإعلام والدراما، كى تعيد نشر القيم الإيجابية، وعواقب السلوكيات الخاطئة، فلا يجب أن ينتهى مصير مجرم بأن يكون بطلاً، بل يجب أن يحصل على عقابه الرادع، حتى وإن كان ذلك فى مسلسل تليفزيونى أو فيلم. كما تلقت محكمة القضاء الادارى دعوى مستعجلة، لوقف جميع القنوات عبر موقع اليوتيوب التى يذاع عليها أغانى المهرجانات. واختصمت الدعوى وزير الإعلام ورئيس المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام ورئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ونقيب الموسيقيين. وتلقى النائب العام بلاغاً، ضد اللواء على درويش رئيس هيئة ستاد القاهرة الدولى الرياضي، بسبب القرار غير المدروس بإقامة حفل غنائى بمناسبة عيد الحب شارك فيه العديد من نجوم الغناء، وعلى أرض الاستاد بمشاركة حسن شاكوش، وعمر كمال وسط 80 ألف متفرج ويتلفظان فى أغانيهما بألفاظ (الخمور والحشيش) وسط إيقاعات و موسيقى تسمى موسيقى المهرجانات والتى تشبه إيقاعات الزار والتى تحوى كلمات تدعو للفجور وأصبحت هذه السمة الدارجة فى تلك الأيام.