تتشابك أيديهم، وتضافر لافتاتهم السياسية، يختلفون في التوجهات والأفكار، لكن هذه المرة تجمعهم مطالب مشتركة.. هذا هو حال القوي السياسية التي تظاهرت بالآلاف اليوم في ميدان التحرير تحت مسمي "مصر مش عزبة". وبين يسارية، وليبرالية تنوعت أيديولوجياتهم، متفقين علي هدف واحد وهو أن مصر ليست ملكاً لفصيل أو تيار، ومشددين علي ضرورة تحقيق عدة مطالب هي في الأساس ليست جديدة، حيث رفعتها ثورة 25 يناير. "عيش – حرية- إسقاط التأسيسية".. كان الهتاف الأبرز للمتظاهرين، جامعاً وشاملاً لكل مطالب المليونية التي قادها ثوار انحدروا من أحزاب الدستور- صاحب الغلبة في تظاهرات اليوم، والتيار الشعبي، فضلاً عن أحزاب: التجمع، والمصريين الأحرار، والتحالف الإشتراكي، والمصري الاجتماعي. بخلاف حركة الاشتراكيين الثوريين، و أفراد من 6 ابريل. التجمع السياسي للمتظاهرين في ميدان التحرير انطلق من شتى أنحاء القاهرة الكبري بمسيرات من مسجد السيدة زينب، ومصطفي محمود، والفتح، وشبرا.. ليهتفوا "مصر مش عزبة إخوان الثوار رجعوا الميدان"، و" يا بلتاجي ويا بديع دستور مصر للجميع". لم تخل المظاهرات من بعض الشطط غير المتفق عليه بين الجميع، فأصوات شاذة خرجت تنادي باسقاط الرئيس محمد مرسي، والنظام الحاكم.. وشبهه آخرون بالرئيس مبارك، فضلاً عن السخرية من خطاب مرسي إلي إسرائيل. "مصر لكل المصريين" أو "مصر مش عزبة".. تظاهرة جمعت كذلك شخصيات سياسية كنا نظنها لا تنزل الشارع أبرزها الوزيران السابقان أحمد البرعي، وعماد أبو غازي عن حزب الدستور، كذلك بعض قيادات حزب المصريين الأحرار .. بخلاف مرتادي الميدان التقليديين أمثال جورج إسحاق، وحسين عبد الغني وجميلة إسماعيل. ورغم أن المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي من أبرز الداعمين للتظاهرات لكنه غاب عنها لتواجده بمحافظة دمياط، وحضر أعضاء التيار الشعبي الذين ملأوا جنبات الميدان، عاتبه بعضهم عن عدم الحضور، وتقبل عذرهم آخرون. وكان "شباب حزب الدستور" هم الأكبر عدداً، وأكبر المستفيدين من مليونية اليوم، فقد بدا واضحاً علي وجوههم السعادة بالعمل في الشارع والتظاهر رسمياً في أول مظاهرة عقب تأسيس الحزب منذ ما يزيد علي شهر. البعض حاول إلفاق تهمة "إشتراك الفلول بالمظاهرات".. وكانوا منها براء، وليثبتوا نقاء مليونيتهم من الفلول وأنصار الحزب المنحل قام الثوار بطرد بعض الشباب المحسوبة علي أحزاب الفلول. في النهاية .. أكد المتظاهرون علي إختلاف مليونية اليوم عن نظيرتها التي تمت الجمعة الماضية، حيث إختفي أعضاء الإخوان - لإنشغالهم بانتخابات الحزب- مما أتاح الحرية للثوار بأن يملكوا الميدان وحدهم ويقولوا "والله زمان وبعوده"، ودون منازع.