التعصب مرض يصيب السلوك الانساني ويؤدي إلي انحراف سلوكي قد ينتج عنه كوارث. الشخص المتعصب غالباً ما تكون أراؤه متحيزة له وهذا يؤدي لعدم الادراك الكافي لحقيقة القضية المطروحة وهذا التعصب سيؤدي إلي مستوي فكر ضحل وإذا كان تعصبا مذهبيا ودينيا فهو الخطر الأكبر والعياذ بالله، لقد كان استفزاز مشاعر المسلمين بالفيلم المسيء للرسول «صلي الله عليه وسلم» كانت قوية فكان غضبا قويا نتج عنه ردود الافعال لها أيضاً قوية ولكن يجب التيقن من ما وراء الحدث والتهدئة من الغضب لدراسة ميعاد ثابت وهو احداث 11 سبتمبر ولربطها بالمخطط السابق لها الذي أدي لاتهام العرب والمسلمين بالإرهاب، وخاصة ان المناخ الآن بعد أن نجح الشعب بتحقيق الربيع العربي وما حدث من ثورات اطاحت بنظم سابقة موالية للعدو، ثم جاء نظام جديد من التيار الاسلامي وهذا ما أزعجهم ولكن ايضا استغله المجرمون كمناخ مناسب لهم لتنفيذ بعض مخططاتهم الان لإثارة الشعوب التي ظهرت بالملايين وبقوة في الشارع منذ يناير 2011 في تونس ومصر وليبيا واليمن، فكان هذا المناخ الثوري دافعا للمجرمين بإنتاج الفيلم المسيء لتنفيذ ما يهدف له اعداء العرب والاسلام هو استفزاز مشاعر الشباب الثائر بعرض الفيلم المسيء للرسول «عليه الصلاة والسلام» لكي يؤدي إلي رد فعل قوي بالشارع العربي والاسلامي والهدف يتحقق لهم بانتشار العنف بالمدن العربية وتسود الفوضي بالبلاد الاسلامية عامة والعربية خاصة وتنشر الاضطرابات بالدول العربية وهي النتيجة المستهدفة، وبذلك تزداد الأزمات والعياذ بالله، هذا بالاضافة إلي تثبيت الادعاءات السابقة باتهام المسلمين بالارهاب، وايضا تجنيد شخص مجرم من مسيحيي مصر مهاجر باع نفسه للشيطان كعميل لهم في تنفيذ هذا المخطط وهذا يمثل هدفا آخر وهو زرع الفتن بين مسيحيي مصر ومسلميها ولكن تناسوا ذكاء المصريين. لذا يجب علي شعوب الدول العربية والاسلامية ان يتفادوا السقوط في هذا الفخ ويتنبهوا ويتخلصوا من التعصب الديني وثورة الغضب فالوقوف في هذا الفخ سيحقق مآرب اعداء الاسلام. إن الجهد الديني لهؤلاء الاغبياء والمجرمن وما ارتكبوه من آثام ضد الاسلام والاساءة للنبي «صلي الله عليه وسلم» إنما يمثل اساءة لكل البشر لأن الاسلام هو أن تسلم بالله وحده لا شريك له، وهذا ما جاء بكل وضوح بالكتب السماوية الثلاثة وجاء في القرآن الكريم بسورة البقرة من الآية 131 إلي 133 «إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين، ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم واسماعيل واسحق إلها واحداً ونحن له مسلمون». وآيات اخري كما في سورة آل عمران الاية 64 إلي 67 و84، 85، وأيضاً آخر سورة الحج والآية 44 بالمائدة وسورة الانعام من 161 إلي 163 والآية 46 بسورة العنكبوت. وكل هذا يبين أن الاسلام هو دين سيدنا إبراهيم ومن جاءوا بعده، ومن سلالته من الأنبياء والرسل لكي يهدوا الناس بما جاء به الاسلام ومنهم موسي وعيسي وخاتم الانباء محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام وكل الآيات الكريمة المذكورة سلفاً تبين لنا عدم التعصب للدين الاسلامي لانه ليس ملك، لاحد بل ملك البشرية جمعاء وهو ملك اليهودي والمسيحي والمسلم، فعلي كل انسان يتثقف دينيا لكي يزول التعصب غير المبرر وأن تؤمن وتسلم بأن الله وحده لا شريك له كما انزل الله علي ابراهيم عليه السلام أما رسالة موسي وعيسي ومحمد «عليه الصلاة والسلام» فجاءت لنا بما انزل الله عليهم من معجزات لتؤكد الديانات الثلاث وجاءت المعجزة الكبري علي آخر الرسل والانبياء محمد صلي الله عليه وسلم وهي «القرآن الكريم». يجب علي كل مسلم أن يتدبر القرآن الكريم ويفهمه جيداً وبذلك نتخلص من التعصب الديني كما أمرنا ديننا نتمني من الله أن يجعل القرآن هدانا وتقوانا.