اعتصم نحو 400 ألف بريطاني مساء السبت في "هايد بارك" بالعاصمة لندن للاحتجاج على تخفيض الإنفاق الحكومي وإجراءات التقشف ورفعوا شعارات باللغتين العربية والانجليزية مستلهمة من الثورة المصرية كتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام" . وجاءت المظاهرة بعد مطالبة عدد من النشطاء البريطانيين بتحول وسط لندن إلى شبيه بميدان التحرير في القاهرة والذي شهد مظاهرات استمرت عدة أيام للإطاحة بالنظام السابق . وأكد مؤتمر نقابات العمال أن عدد المحتجين فاق توقعاتهم، فيما أشارت تقارير غير رسمية أن 400 ألف شخص شاركوا فيها، وتم نشر نحو 4500 شرطي في أنحاء لندن، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "لا تخفيض" وأخرى كتب عليها "التخفيض ليس هو العلاج"، وقالت الاتحادات العمالية إن تظاهرات هي الأكبر منذ المظاهرات التي شهدتها البلاد إبان غزو العراق عام 2003. وبدوره، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج إن الاحتجاجات المناهضة لخطة التقشف يجب أن توضح ما هو البديل الذي يمكن أن تقدمه لخطة الحكومة الرامية إلى خفض عجز الميزانية. وأضاف: "الناس الذين يصيحون ويهتفون ضد الحكومة عليهم أن يخرجوا بحل، ماذا سيفعلون بشأن الاقتصاد؟". وبدأت الاحتجاجات بصورة سلمية، فيما وقعت بعض الاحتكاكات المحدودة بين عدد من المحتجين والشرطة، التي قالت إن بعض أفرادها تعرضوا للرشق بعبوات من غاز "الأمونيا"، أثناء محاولتهم منع المتظاهرين من تخريب ممتلكات خاصة. وأفادت مصادر أمنية بسقوط أربعة جرحى من أفراد الشرطة، خلال تلك المواجهات التي وقعت قرب مقر الحكومة البريطانية، فيما قامت قوات الأمن باعتقال 13 شخصاً من بين المتظاهرين، بتهم جنائية، تتعلق بتدمير عدد من المحال التجارية، وتكدير الأمن العام. وكان عدد من النشطاء أغلبهم من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية طالبوا بتحويل ميدان "الطرف الأغر" الشهير بوسط لندن إلى "ميدان التحرير" وقالوا إنهم سيتبادلون أماكنهم في مظاهرات السبت في برنامج واضح من الاعتصامات لمدة 24 ساعة يحتلون فيها الميدان احتجاجا على خفض الخدمات العامة في إطار خطة التقشف.