شاهدت مؤخرا علي قناة نور الدنيا الفضائية حالة إنسانية صعبة جدا وكعادتي وأنا أجيد كتابة هذا النوع من الحالات الإنسانية وأتناوله في صفحة «متاعب الناس» منذ سنوات ولأن حالة الأسرة الفيومية التي عرضتها القناة في إحدي قري محافظة الفيوم ونقلت تفاصيل المنزل يعيشون فيه وحالته السيئة وعدم وجود سقف يحميهم من برد الشتاء وأمطارها وحر الصيف الذي أدي الي تآكل أعواد الغاب والبوص الذي يغطي سقف المنزل وما أفزعني وجعلني أطلب من مقدمة البرنامج بعد الحلقة معرفة هل هذا هو المرض الغريب لكي نتناول هذا الموضوع علي صفحات «الوفد» ونتابع حالة هذه السيدة وزوجها والتي تعاني من تآكل في أصابع اليدين والقدمين وأجزاء من الجسم حتي أصبحت هذه السيدة المسكينة لا تستطيع أن تستخدم يديها في أي شيء وروت قصتها مع مستشفيات الفيوم ومحافظ الفيوم الذي لم يعطها حجرة آدمية تعيش فيها وفوجئت وأنا أتلقي الرد من المذيعة الإنسانية نيفين العبد التي بكت وهي تعرض مأساة هذه الأسرة التي طحنها الفقر والمرض بأن المرض الذي تعاني منه هذه السيدة لم يعرفه أحد في مستشفيات الفيوم فاصطحبتها معي الي مستشفي أحمد ماهر التعليمي بالقاهرة واكتشفت أن السيدة تعاني من مرض الجزام، الذي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم «فر من المجزوم فرارك من الأسد»، ونصحني بتوخي الحذر وأنا أتعامل معها وتواصل رحلتها مع السيدة المريضة حيث توجهت بها الي مستشفي الجزام بالقلعة وأخبرها مدير المستشفي بحقيقة هذا المرض ومخاطره علي من يخالطون هؤلاء المرضي وأكد لها أن معظم أطباء الأمراض الجلدية لا يعرفون هذا المرض ولا أعراضه وأن هناك مرضي يعيشون بين الناس دون أن يعرف طبيعة مرضهم. وتوقف الحديث بين مدير مستشفي الجزام والمذيعة معلنا لها أن محافظة الفيوم بها مستشفي للجزام وهنا نطرح عدة تساؤلات: إذا كانت هذه المريضة وزوجها الذي أصيب بالعدوي منها لا يجدان قوت يومهما فكيف لهما أن يتنقلا بين الأطباء الذين يتقززون من مشهد الأصابع واليدين لأول وهلة، وإذا كانت وزارة الصحة لم تعرف عدد المرضي المصابين بهذا المرضي ويعيشون مع ذويهم ويخالطون الكثيرين منهم ولا يعرف أحد أن هذا المرض خطير وقاتل وينتقل من المريض الي السليم في مراحل حصينة فما هي خطة الوزارة في السنوات الماضية لتوعية المواطنين بطرق الإصابة والأعراض وعناوين المستشفيات في المحافظات خاصة أن هذه السيدة ترددت علي مستشفي الفيوم العام وعدد من الوحدات الصحية ولم يعرف أحد أنها مريضة بالجزام ولولا المغامرة التي قامت بها الزميلة مقدمة البرنامج ما عرفت هذه المرأة حقيقة مرضها ولا عرف زوجها الذي أخذ العدوي منها أنه في طريقه لهذا المرض المتوحش الذي ينهش الأصابع وأجزاء من الجسم دون هوادة، هذه الصرخة التحذيرية نطلقها الي وزير الصحة لكي يمارس صميم عمله ويجري مسحا طبيا علي مستوي الجمهورية لرصد هذه الحالات وعزلها وعلاج الحالات التي لم يتمكن منها هذا المرض خاصة أن أحد أطباء مستشفي الجزام أكد أن هذا المرض منتشر في محافظات الوجه القبلي والفيوم.. وللحديث بقية.