فى الوقت الذى تتعالى فيه أصوات الأطباء تنديدا بما يطلق عليه (بلطجة أهالى المرضى)على المستشفيات الحكومية , بدا الأمر مختلفا بالنسبة للمعهد القومى للسكر ,حيث يستعين المسئولون بالمعهد بمجموعة من البلطجية لإرهاب المرضى فى حال تذمرهم من تجاهل الأطباء والمعهد لشكاواهم ..! المسئولون بالمعهد العريق ،الذى يعتبر قبلة الفقراء مرضى السكر، يتجاهلون شكوى مرضاه ويتحايلون عليها غير مبالين بمدى الألم وضيق ذات اليد الذي يعانون منه , بل امتد الأمر لرفضهم علاج المصابين بمرض القدم السكرى دون أسباب واضحة حيث وضعت لافتة عند مدخل العيادة الرئيسية بالمعهد تعلن دون اعتذار عن عدم استقبال المعهد لهؤلاء المرضى ..! فى الوقت ذاته لا تتسع جدارن المعهد لفقراء المرضى القادمين من الأقاليم للبحث عن العلاج والدواء على نفقة الدولة , حيث تغلق الأبواب فى وجوههم عقب الزيارة الأولى مباشرة , ويكتفى المعهد بتحويلهم إلى أقرب مستشفى لمسكنهم ,سواء كانت مجهزة بالإمكانيات اللازمة أم لا . شعبان عبد السلام ،فى الستين من عمره، بصوت مرتجف من وهن المرض أخبرنى بأنه من أهالى منطقة العياط بمحافظة الجيزة ,وأنها الزيارة الثانية له للمعهد عقب علمه بإصابته بمرض السكر , حيث اكتفى المعهد عقب الزيارة الاولى بتحويله لمستشفى العياط العام لمتابعة حالته وصرف العلاج, وهناك فوجئ بعدم وجود علاج لحالته بالمستشفى مما اضطره إلى العودة للمعهد مرة أخرى الذي رفض استقبال حالته وتهرب منه الأطباء غير عابئين بمرضه وسنه الذى تجاوز 60 عاما. يتساءل: لماذا لا يعبأ بى أحد من الأطباء وأنا لا أملك قيمة تذكرة الأتوبيس للمجئ للمعهد ؟ أليس من حقى العلاج من هذا المرض مجانا وأن يهتم لحالتى الأطباء أم أن فقرى حائلا لاهتمامهم بى. لبنى عبد المعتمد رزق ,ربة منزل فى نهاية العقد الثالث من عمرها، أصيبت بداء السكرى منذ 4 أعوام ,ومنذ قدومها من قريتها ببشتيل للعلاج بالمعهد . تم تحويلها لأقرب مستشفى لسكنها , وهناك تم صرف احتياجاتها من الأنسولين مجانا , ولكن عند إصابتها بداء القدم السكرى , اضطرت للعودة للمعهد مرة آخرى للحصول على العلاج ، لكنها فوجئت برفض المعهد لاستقبال حالتها دون إبداء أسباب وعند اعتراض زوجها فوجئت بمجموعة من البلطجية التابعين لنائب مدير المستشفى ،على حد تعبيرها , يتعرضون لها هى وزوجها ويهددونهما بالضرب إذا لم يغادرا المعهد!!! انصاعت المريضة وزوجها لأوامر البلطجية وتركت المعهد من فورها، ولأنها فقيرة لا تملك ثمن الكشف والعلاج لدي طبيب متخصص اضطرت إلى الذهاب ثانية للمعهد ولكن بدون زوجها هذه المرة ، خوفا عليه من بطش البلطجية، وتوجهت لأطباء المعهد تستجديهم لعلاجها ولكن دون فائدة . لم تيأس لبنى وحتى يومنا هذا تضطر للذهاب بصفة شبه يومية للمعهد على أمل أن يرق قلب المسئولين به ويتولون علاجها على نفقة الدولة . وتؤيدها فيما قالته الحاجة نبوية ,أمرأة فى بداية الخمسين من عمرها , مصابة بنفس الداء ( القدم السكرى) وتأتى من قريتها أسبوعيا للمعهد من أجل إجراء عملية بتر لأحد أصابع القدم اليمنى, وبالرغم من ذلك يرفض المعهد استقبالها لعدم وجود سرير لها , الأمر الذي يضطرها للمجئ أسبوعيا مستقلة أحد التاكسيات من قريتها للبحث عن سرير. وعند فشلها يعود بها التاكسى من حيث أتت وهى محملة بالألم ومشقة الطريق والخوف من تطور المرض. نبوية هي الأخرى أكدت أنه فى حال اعتراض مريض على تلك السياسات يقوم الأطباء بنهرهم والاستعانة بمجموعة من البلطجية ،بخلاف أمن المستشفى ، لإرهاب المرضى وطردهم خارج المعهد دون أى اهتمام بحالتهم المرضية.