شهدت مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عدة أحداث طائفية وأعمال عنف استهدفت الكنائس مما دفع المسيحيين المصريين لأول مرة للخروج في تظاهرات والاعتصام أمام مبني الاذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" للتنديد بما يحدث والمطالبة باصدار قانون موحد لدور العبادة. وتشهد مصر الان الذكري السنوية الأولي لاحداث ماسبيرو التي بدأت بمسيرة سلمية خرجت في ال9 من أكتوبرمن العام الماضي اعتراضا علي الاعتداء علي الكنائس, وبسبب استخدام قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي للعنف لفض اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو. ومثلها مثل كل المظاهرات والاعتصامات التي تلت ثورة 25 يناير تحولت المسيرة من السلمية الي العنف حيث تبادل بعض البلطجية الذين حاولوا الهجوم علي المسيرة مع المتظاهرين الطوب والمولوتوف, ولكن المسيرة وصلت بسلام حتي كورنيش النيل لتتقابل مع وقفة احتجاجية أخري. وحاولت قوات الشرطة العسكرية فض المظاهرة وتصاعدت وتيرة الأحداث, واعترض الأقباط علي طريقة تعامل الشرطة العسكرية التي استخدمت العصي والرصاص الفشنك والخرطوش لفض المظاهرة, مما دفعهم للاعتداء علي قوات الجيش وحرق مدرعة كانت تدهس المتظاهرين. وأسفرت الأحداث عن 28 شهيدًا منهم 26 من المواطنين المسيحيين و1 من العسكريين، و1 من المواطنين المسلمين، بالإضافة لأكثر من 321 مصابًا من المدنيين والعسكريين, كما وقعت جرائم إتلاف لمركبات ومهمات عسكرية وممتلكات عامة وخاصة. ونال التليفزيون المصري بقنواته الأرضية والفضائية في أحداث ماسبيرو النصيب الأكبر من الهجوم, واعتبره البعض سبباً رئيسياً في اشتعال الأحداث لوصفه ما يحدث في الشارع بأنه مواجهة بين "المسيحيين والجيش المصري", وتمت إحالة المذيعة رشا مجدي إلي التحقيق لتحريضها علي المتظاهرين الأقباط, كما قدمت عددًا من البلاغات للنائب العام ضد وزير الإعلام أسامة هيكل الذي كان يشغل المنصب آنذاك. وخرج د.عصام شرف، رئيس الوزراء، وقتها في بيان فجر اليوم التالي ليؤكد أن الفتنة الطائفية هي أخطر ما يواجه مصر, مشددا على أن مصر تتعرض لمؤامرة كبري, داعيًا كل الشعب المصري إلي التمسك بالوحدة وعدم الانصياع لمحاولات التفكيك. وعقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح ملابسات أحداث ماسبيرو, وعرض فيديوهات وصور تؤكد اعتداء عدد من المتظاهرين الأقباط علي أفراد ومدرعات الجيش, نافين اسنخدام الجيش للرصاص الحي. كما أكدوا دهس إحدي المدرعات للمتظاهرين أمر غير مقصود, وأن الجندي الذي يقودها انحرف عن طريقه خوفا من اعتداء الاقباط عليه مثلما اعتدوا علي زميله الجندي في مدرعة أخري. وأحيل عدد من المتهمين في اشعال فتنة ماسبيرو إلي المحاكمة, ومازالت محكمة جنايات شمال القاهرة تنظر قضية احداث ماسبيرو المتهم فيها عدد من المتظاهرين الأقباط.