الصناعة المصرية تتخطى الحواجز فى ألمانيا وتنافس الكبار

نايل جروب تستعين بخبرات «فيرتى» الإيطالية الشهيرة.. و«النساجون» الأولى عالمياً
الصناع: قادرون على المنافسة ونحتاج للدعم الحكومى ولدينا تحفظات على برنامج المساندة
صلاح السعدنى
فى الخارج ترى ما لا يره الكثيرون وتعرف ما لا يعرفه الفلاسفة من المحبطين المتشائمين الفاشلين.. فى الخارج ترى الصناعة المصرية الحقيقية القادرة على الوصول للعالمية ومزاحمة الكبار فى السوق العالمى الرهيب الذى لا يحترم ولا ينحنى احتراما إلا للأقوياء فى الصناعة. أقول ذلك بعد أن رافقت بعثتين هامتين لصناعتين مختلفتين إلى ألمانيا وهما صناعة المفروشات والوبريات وكانت تعرض فى هايم تكستايل للمفروشات والوبريات فى الفترة من 7 إلى10 يناير الحالى، والصناعة الثانية هى السجاد وأغطية الأرضيات فى معرض دومتيكس بمدينة هانوفر والذى انتهت أعماله أمس الأول وشارك العملاق المصرى النساجون الشرقيون بأكبر جناح على مستوى كافة دول العالم.
حكايات صناع المفروشات
بالتأكيد لا يخلو أى تجمع للصناع ورجال الصناعة من الحديث حول الحواجز والموانع التى تعترض صناعتهم، والصناع الكبار من أمثال الشركات المشاركة فى معرض هايم تكستايل للمفروشات لا يتحدثون الا للصالح العام خاصة أن قطاع النسيج بالقطاع الخاص يعد أكبر قطاع صناعى مستوعب للعمالة، حيث يعمل بالقطاع ككل نحو مليون و200 ألف عامل، مقابل 45 ألفا يعملون بشركات قطاع، ولم أر أى رجل صناعة من أصحاب الشركات المشاركة فى المعرض يتحدث عن مشكلة خاصة بمصنعه وإنما يتحدث جميعهم عن واقع ومستقبل الصناعة المصرية فى ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة.
صناع المفروشات كان لديهم تحفظات على برنامج مساندة الصادرات فى ظل ارتفاع تكاليف التشغيل وهى تحفظات مشروعة على أية حال، خاصة أن القطاع الخاص هو بمثابة العمود الفقرى للاقتصاد الوطنى.
الأمر الآخر هو أن المصانع تعانى سواء من حالات تعثر أو نقص فى السيولة، أو نقص فى التمويل البنكى الأمر الذى تسبب فى النهاية ان غالبية المصانع لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
الأمر المحزن فى معرض هايم تكستايل ان عدد الشركات يتناقص عاما بعد الآخر لأسباب أعتقد ان الجميع يعلمها جيدًا خاصة نيفين جامع وزير التجارة والصناعة، والتى يتطلع الصناع إليها ويأملون ان تنهض الصناعة على يديها، وأنوه هنا إلى الكلمة التى قالها محمد فريد خميس عندما سئل عن رأيه فى وزير التجارة
الجديدة فى معرض دومتيكس، قال: «أنا سعيد أنها جاءت من الصناعة، حيث كانت تعيش وسط مشاكل الصناع» وتمنى لها النجاح وأن تأخذ بيد الصناعة للأمام. لم تكن حكايات رجال الصناعة كلها معتمة بل كانت هناك حكايات أكثر من رائعة ونماذج مصرية وطنية يفخر بها كل مصرى ونسرد فى السطور التالية نموذجين من نماذج نجاح تعد بمثابة القدوة لمن يريد أن يرتقى بمصنعه ويصل بإنتاجه إلى العالمية.
نايل جروب «مصنفة عالميا» فى المفروشات
لا أبالغ إذا قلت إن مجموعة نايل جروب المصرية أصبحت من الشركات العملاقة والمصنفة عالميا فى مجال المفروشات والدليل على ذلك أن المجموعة التى تنطلق من العامرية بالإسكندرية تصدر لأعتى الدول الأوربية وعلى رأسها السوق الإنجليزى وكما نعلم أن الشعب الإنجليزى من الشعوب التى لا يعجبها العجب كما تقول الجملة المأثورة عندنا. لو شاهدت الجناح الخاص بشركة نايل جروب فى معرض هايم تكستايل للمفروشات والوبريات والذى يعد أكبر معرض متخصص على مستوى العالم فى المفروشات والوبريات فقد تظن للوهلة الأولى أن هذا الجناح يتبع دولة من الدول الغربية الصناعية الكبرى لفخامته والإنتاج المتميز المعروض بداخله. يقف وراء هذا النجاح المذهل لهذا العملاق الوطنى فى صناعة المفروشات كتيبة من آلاف الموظفين المهرة المدربين على أعلى مستوى ويقف وراءهم رجل صناعة وطنى بالدرجة الأولى وهو المهندس سعيد أحمد رئيس مجلس إدارة الشركة.
استطاعت مجموعة نايل جروب المصرية ان تخطف أنظار الألمان فى هايم تكستايل بسبب روعة وجودة المنتجات المصرية التى تقدمها مجموعة نايل جروب. وتلقى المهندس سعيد أحمد رئيس مجلس إدارة مجموعة نايل جروب رسالة شكر وتقدير من إدارة ميسا فرانكفورت، مؤكدين اعجابهم وتقديرهم لما تقدمه مصر من روعة فى التصميمات وجودة فى المنتجات القطنية المصرية.
وابدى بعض المسئولين فى إدارة الميسا رغبتهم فى زيارة مصر ومجموعة نايل جروب ولقيت رغبة الألمان ترحيبا من جانب المهندس سعيد أحمد. كانت مجموعة نايل
لينن جروب بالمنطقة الحرة بالعامرية بالإسكندرية قد استعانت بخبرة هائلة فى مجال فاشون المفروشات والوبريات وهو الإيطالية سيمونى بوكيو المدير الأسبق بمجموعة فيرتى الإيطالية الشهيرة والذى أصبح الآن واحدا من فريق نايل جروب هو والطاقم المعاون له ويتواجد فى الجناح الخاص بالمجموعة المصرية التى أصبحت واحدة من أهم منتجى ومصنعى فاشون المفروشات والوبريات حول العالم. كان «سيمونى» قد قام بإنشاء قسم خاص للابتكار والإبداع داخل مجموعة نايل لينن جروب ويشرف بنفسه على هذا القسم المسئول عن متابعة وابتكار كل ما يحدث فى موضة وفاشون المفروشات وتجهيزات الفنادق حول العالم اولا بأول. المدهش ان سيمونى هو الذى أشرف بنفسه على تجهيز هذا القسم وغير مسموح لأى شخص دخول القاعة الخاصة بالابتكار وبالمناسبة لا يسمح سيمونى لأى شخص مهما كان بمن فيهم المهندس سعيد أحمد نفسه يتناول أى مأكولات أو مشروبات داخل الجناح فى إطار اهتمامه بأدق التفاصيل.
النساجون.. مارد صناعة السجاد فى العالم
من المشاهد التى تفخر بها كمصرى هو المشهد الخاص بتكريم واحد من الرموز الاقتصادية التى انجبتها مصر وهو رجل الصناعة محمد فريد خميس وكانت تفاصيل المشهد ان رئيس هيئة معارض هانوفر أندراوس جروشا وهو شخصية ألمانية مرموقة ويعتبر المسئول الاول عن معرض دومتيكس الذى تشارك فيه مجموعة النساجون أرسل المسئول الالمانى خطابا إلى ياسمين خميس نائب رئيس المجموعة يخبرها فيه انه سيحضر فى تمام الساعة الحادية عشرة لتكريم اسم مجموعة النساجون، وقام المسئول الألمانى الكبير بإرسال «تورتة» كبيرة عليها شعار النساجون الشرقيون، ثم جاء الرجل بعد ذلك وبصحبته فريق كبير من وسائل الإعلام الألمانى واخذ يشيد ب «مجموعة النساجون»، ثم قام بعد ذلك بإهداء محمد فريد خميس هدية تذكارية لا تمنح إلا للشركات العملاقة صاحبة اكبر تاريخ فى المشاركة فى المعرض الألمانى العتيق والذى يعد الأضخم على مستوى العالم بأسره، وتعد مجموعة النساجون المصرية هى أكبر جناح على مستوى كافة الدول المشاركة ويكفى أن نقول إن عدد الشركات المشاركة يصل إلى 1650 شركة من أكثر من 80 دولة أكبرها على الإطلاق المارد الوطنى النساجون الشرقيون، مع الإشارة إلى أن عدد بعثة النساجون من الموظفين والمديرين المتواجدين فى دومتيكس هانوفر يصل لنحو 150 شخصا.
بقى أن نذكر ملاحظتين هامتين، الأولى، أن مجموعة النساجون لا تتوقف على ضخ استثمارات جديدة بالسوق المحلى لمضاعفة حجم الإنتاج والتصدير، حيث بدأت المجموعة فى تنفيذ اكبر مصنع لإنتاج الخيوط فى الشرق الاوسط بمدينة العاشر باستثمارات تتعدى ال500 مليون جنيه. الملاحظة الثانية والتى جاءت بعد تتبع دقيق لأداء وفكر وإدارة رجل الصناعة الأبرز فى مصر والذى أقام صناعة عالمية على أرض مصرية على مدار أكثر من 40 عاما هى أن محمد فريد خميس يمثل ظاهرة ليس من السهولة تكرارها.
جناح النساجون الشرقيون