و«النساجون الشرقيون» تحتل مكانة الصدارة فى «دومتيكس».. و75% من إنتاجها للتصدير صلاح السعدني وسط ظروف محلية وإقليمية وعالمية بالغة الصعوبة، حزمت شركات المفروشات حقائبها وبضاعتها للمشاركة فى أضخم وأهم معرض على مستوى العالم لصناعة المفروشات والوبريات وهو معرض هايم تكستايل والذى تنطلق فاعلياته اليوم بمدينة فرانكفورت الألمانية لمدة أربعة أيام. الظروف التى تمر بها المنطقة العربية من أحداث ساخنه ببعض الدول ومنها ليبيا ولبنان والعراق واليمن كان لها تأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطنى والذى تسعى الحكومة المصرية جاهدةً وبكل ما أوتيت من قوة لعبور هذه الأحداث والحفاظ على قوة الاقتصاد الوطنى ومعدلات النمو التى بلغت نحو 5.6%. يحسب للشركات المصرية مهما كان المنتج الذى تنتجه أنها تتحدى كل هذه الأوضاع وتدخل حلبة المنافسة الشرسة فى المعارض الخارجية العملاقة والتى يقتصر المشاركة فيها على كبار الصناع بمعناهم الحقيقى، ولا مكان فيها لصناعة ضعيفة ومنتجات رديئة لا تتوافر فيها جميع الاشتراطات بداية من الجودة والسعر والذوق وانتهاءً إلى التسهيلات والتيسيرات فى أساليب التخليص الجمركى والشحن والموانئ. صناعة المفروشات وسط العمالقة حملت أكثر من 20 شركة مصرية أحلاماً عريضة وسافرت إلى فرانكفورت بعد أن كانت مشاركتها مهددة بالإلغاء بسبب تقاعس هيئة تنمية الصادرات عن تسديد مستحقات إدارة معرض «ميسا فرانكفورت» بسبب الإجراءات البيروقراطية التى يجب أن تختفى نهائياً فى الهيئة ومعها صندوق تنمية الصادرات.. وجاء تدخل الوزيرة نيفين جامع لينقذ الموقف بعد أن عرضت الوضع على الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وكلاهما اتفق فى وجهة النظر على أن الأولوية للصناعة المصرية والمنتج المحلى ولابد من مشاركة الصناعة المصرية فى مثل هذه المحافل الدولية العملاقة وأصدر رئيس الوزراء أوامره بتذليل كل العقبات أمام مشاركة الشركات المصرية سواء فى معرض التكستايل أو غيره من المعارض العالمية وقامت هيئة تنمية الصادرات بتحويل مستحقات معرض هايم تكستايل وهو ما لقى استحساناً وإشادة من جانب الشركات المصرية المشاركة. تأتى مشاركة قطاع المفروشات هذه المرة بعدد منخفض عن العام الماضى 2019 ولا يتعدى عدد الشركات المشاركة نحو 25 شركة والسبب فى ذلك هو تخوف الشركات من الخسائر وتحمل تكاليف وأعباء مالية زائدة تضاف إلى تكاليف الإنتاج التى ارتفعت فى الآونة الأخيرة وهو الأمر الذى أثر بالسالب على صادرات القطاع ككل بنسبة لا تقل عن 20٪ العام الماضى شأنها شأن كل الصادرات المصرية فى مختلف القطاعات الإنتاجية بفعل عدة عوامل طبيعية وغير طبيعية وفى مقدمة الاثنين الأوضاع الإقليمية والدولية، والتقلبات الشديدة بالأسواق، بالإضافة إلى المنافسة شديدة الشراسة من دول جنوب شرق آسيا. ونرى أن الظروف التى يمر بها الاقتصاد الوطنى وسعى الحكومة جاهدة لتنفيذ مشروعات عملاقة سواء على مستوى المشروعات الإنتاجية أو البنية التحتية واللوجستية يجب أن يقابله حماس أكبر وإنتاج أعظم من الشركات المحلية فى القطاع الخاص أو غيره.. يجب أن تغامر الشركات وتكون أكثر جرأة فى المشاركة فى المعارض الخارجية بإنتاج يتمتع بجودة عالية وسعر تنافسى وألا تكتفى هذه الشركات بأرباح السوق المحلى.. على الشركات أن تزيد من إنتاج مصانعها وتعظم من صادراتها حتى تستطيع أن تضخ استثمارات وتفتتح خطوطاً إنتاجية وبالتالى يستفيد الاقتصاد الوطنى من هذ الاستثمارات وعلى الحكومة أن تقدم يد العون لهذه الشركات وألا تتخلى عنها تحت أى ظروف وتذلل لهم كافة العقبات التى تشتكى منها، خاصة مع الشركات الجادة التى تتحمل مخاطر السفر للخارج لعرض منتجات مصرية يفخر بها مع الأخذ فى الاعتبار وللمرة المليون نقولها إن صناعة النسيج بشكل عام فى حاجة شديدة وبسرعة متناهية لتضافر كل منظومة التصدير فى مصر بداية من الفلاح وانتهاءً بكل المسئولين عن قضية الإنتاج والتصدير فى القطاعين الزراعى والصناعى. ولا يعقل بأى حال من الأحوال أن يكون بلد كبير مثل مصر لا تتجاوز صادراته الإجمالية 23 مليار دولار على أقصى تقدير فى حين أن بلدًا مثل دبى يصدر بنحو 370 مليار دولار، أو الجزائر التى تصدر بنحو 61 مليار دولار أو إسرائيل «المجاورة» التى تصدر بنحو 62 مليار دولار؟! وليس من الطبيعى والمنطقى أن دولة فى حجم مصر يشارك منها 23 شركة فى معرض بحجم «هايم تكستايل» فى حين يوجد أكثر من 600 شركة مبتهجة بمكاسبها من أرباحها ومكاسبها من السوق المحلى الذى لا يقدم للصناعة والاقتصاد الكلى قيمة مضافة بالشكل الكافى. وليس من الطبيعى والمنطقى أيضًا أن تكون صادرات قطاع مثل قطاع المفروشات لا تتعدى 4.5 مليار جنيه «600 مليون دولار» رغم أنه بقليل من الدعم والقرارات الحكومية المساندة والمحفزة والمشجعة قادر على أن يصل بصادراته إلى 9 و10 مليارات جنيه أو10 أو 12 مليار دولار أو حتى 5 مليارات دولار خلال 5 سنوات، كما يأمل أصحاب الصناعة منذ وقت ليس بقصير الصناعة والقطن قصير التيلة. منذ أكثر من 15 عامًا وصناع النسيج يؤكدون مرارًا وتكرارًا أن صناعة النسيج ومصانعها فى حاجة كبيرة إلى القطن قصير التيلة وليس طويل التيلة، مؤكدين أن الصناعة تستهلك نحو 80 و90% من الأقطان قصيرة التيلة وليست طويل التيلة ورغم هذه التصريحات والصرخات من أصحاب الشأن والمعنيين بالاهتمام بالدرجة الأولى إلا أن المسئولين سواء فى الزراعة أو التجارة لا يستمعون إليهم ولا يعملون على تنفيذ ما يطالبون به لأسباب غير مفهومة! «النساجون» العملاق فى هانوفر تشارك «مجموعة النساجون» بقيادة رجل الأعمال البارز محمد فريد خميس رئيس مجلس إدارة المجموعة فى معرض هانوفر الدولى للعام الخامس والثلاثين على التوالى وهو رقم تاريخى يصعب على أى شركة مصرية اللحاق به، وتكاد تكون المجموعة هى الوحيدة فى مصر التى تشارك فى معرض دومتيكس للسجاد وأغطية الأرضيات الذى يقام بمدينة هانوفر الألمانية يناير الحالى ويكفى أن أقول إن عدد الموظفين الذين يحضرون معرض هانوفر من العاملين ب«مجموعة النساجون» يصل إلى 250 فردًا من مديرين ومتخصصين فى البيع والتسويق وعمال، وهذا يعكس الفكر الإدارى المتقدم والمتطور بصورة شبه يومية فى المجموعة وهو منهج تفتقده الغالبية العظمى من الشركات المصرية فى جميع الصناعات الأخرى، تقدر مساحة عرض منتجات «مجموعة النساجون الشرقيون» بنحو ألفى (2000) متر مربع، وتعرض فيها منتجات «5» شركات تابعة للمجموعة وهى «النساجون الشرقيون للسجاد»، والنساجون للجوبلان، ونساجو «الصين»، وماك، وإفكر. وصل عدد الدول التى تصدر لها مجموعة النساجون الشرقيون منتجاتها من السجاد وأغطية الأرضيات، سواء نساجون مصر أو نساجون الصين أو نساجون الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى 130 دولة فى شتى أنحاء العالم وهو ما أكسب المجموعة شهرة غير مسبوقة لأى شركة مصرية على مستوى العالم كافة. ووصلت نسبة الصادرات من حجم المبيعات إلى 75% وهو ما لم تحققه أى شركة مصرية فى أى قطاع صناعى أو زراعى أو خدمى. يعد معرض دومتيكس والذى يقام من عام 1989 من أكبر المعارض المتخصصة فى السجاد الميكانيكى واليدوى وأغطية الأرضيات ويصل عدد الدول المشاركة فيه إلى نحو 110 دول من شتى أنحاء العالم يمثلها نحو 1700 شركة، ويزور المعرض أكثر من 45 ألف زائر. وأكد محمد فريد خميس رئيس مجموعة النساجون ان المجموعة تشارك فى المعرض بالنساجون الشرقيون للسجاد، بالنساجون للجوبلان، ونساجون الصين وأمريكا، وماك، وافكو، مشيرًا إلى أن صادرات المجموعة تصل إلى أن المجموعة تسعى باستمرار لزيادة طاقاتها الإنتاجية لتغطية احتياجات السوق المحلى وزيادة عدد الدول الأجنبية التى يتم التصدير اليها باعتبار أن المجموعة هى أكبر منتج ومصدر للسجاد على مستوى العالم متفوقة بذلك على دول الهند وايران والصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية. بقى أن نذكر أن معرض دومتيكس هانوفر العملاق يشارك فيه نحو 1500 شركة تمثل 60 دولة من مختلف أنحاء العالم، ويصل عدد زائريه إلى 45 ألف زائر من شتى أنحاء العالم، ولا يشارك فيه سوى العمالقة فى صناعة السجاد ومنهم العملاق المصرى.. النساجون الشرقيون. سعيد-أحمد نيفين جامع وليد الكفراوى حمدى الطباخ