رأت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، أن مسار تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب، يدور في "حلقة مفرغة" بفعل النزاع على أسماء مرشحة للتوزير بين رئيس الوزراء المكلف وبعض القوى السياسية التي كلفته بعملية التأليف الحكومي، والصراع على الحصص الوزارية والمكاسب داخل الحكومة المنتظرة. وذكرت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) أن القوى السياسية يبدو وكأنها غير قادرة على الاتفاق على الأساسيات، على الرغم من التطورات الداخلية المتمثلة في التدهور المتسارع على المستويين المالي والاقتصادي والذي يصل إلى حد الانهيار وترسيخه وكذا التطورات الإقليمية. وأشارت الصحف إلى أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مُصر على الاحتفاظ ب "الثلث المعطل" داخل الحكومة بأن يحصل الفريق المشترك لرئيس الجمهورية والتيار على 7 مقاعد وزارية من أصل 9 مقاعد، مخصصة للوزراء المسيحيين في حكومة تضم 18 وزيرا. وأضافت أن رئيس الوزراء المكلف حسان دياب لجأ إلى الرئيس ميشال عون، عارضا مسودة للحكومة المنتظرة، ومحاولا تخطي العقبات التي يضعها "باسيل".. لافتة في نفس الوقت إلى أن بعض العقبات تتجاوز رئيس التيار الوطني الحر إلى مواقع سياسية أخرى، من بينها عدم إيداع الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) للأسماء المقترحة لتولي الوزارات في الحكومة الجديدة، ومطالبة تيار المردة بحقيبتين وزاريتين بدلا من واحدة. ونقلت بعض الصحف عن "مصادر رئاسية" تأكيدها أن حكومة حسان دياب ستبصر النور في غضون هذا الأسبوع، بعد الانتهاء خلال اليومين المقبلين من وضع اللمسات الأخيرة على خريطة الأسماء والحقائب الوزارية، وأن أجواء اللقاء الذي عُقد بين دياب ورئيس الجمهورية بالأمس كانت إيجابية وأن الأمور سائرة في اتجاه جيد، حيث جرى الخوض في الأسماء والحقائب بنحو يمكن وصفه بتوافر شبه مسودة غير نهائية. كما أكدت الصحف أن الثنائي الشيعي يرى أن الأوضاع الإقليمية أصبحت تحتم تشكيل حكومة ذات صبغة سياسية، في حين أن الفريق الرئاسي (التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية) لا يزال متمسكا بصيغة حكومة الاختصاصيين (تكنوقراط) بغية إغلاق الباب أمام إمكانية تسلل فكرة إعادة تكليف سعد الحريري بترؤس الحكومة الجديدة.