أعلن الدكتور ياسر عبدالقادر، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس وحدة علاج الأورام بقصر العينى، أن 70 % من حالات سرطان الرئة يتم اكتشافها فى مراحل متأخرة نتيجة لعدم ظهور أعراض واضحة وتعتبر الجراحة وسيلة فعالة للتخلص من المرض إذا تم اكتشافه مبكرا. وأشار إلى أنه فى المراحل المتقدمة يتم علاجها بالعلاج الإشعاعى أو الكيماوى أو بالمزج بينهما بالإضافة إلى العلاج الحيوى الموجه الجديد والذى أحدث طفرة فى علاج سرطان الرئة من خلال تحفيز الجهاز المناعى ليثبط نمو وانتشار المرض. جاء ذلك فى المؤتمر الطبى الذى عقدته الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان بالتعاون مع إحدى شركات الدواء العالمية بمناسبة الاحتفال بالشهر العالمى للتوعية بسرطان الرئه، وشهده الدكتور محسن مختار رئيس الجمعية واللواء صفاء الدين كامل نائب محافظ الإسكندرية. وقال الدكتور ياسر عبدالقادر: "إن سرطان الرئة يعد أكثر أنواع السرطان انتشارا فى العالم حيث يتم تشخيص 1.35 مليون حالة سنويا يتوفى منها حوالى 18.1 مليون حالة كل عام (أى بمعدل وفاة شخصين كل دقيقة)". وأشار إلى أن 50 % من حالات سرطان الرئة توجد فى الدول النامية، موضحا أنه ووفقا لإحصائيات المعهد القومى للأورام فإن حالات الإصابة بسرطان الرئة فى مصر تمثل حوالى 2.8 % من إجمالى حالات الإصابة بالسرطان لدى الرجال، وحوالى 2.4 % من إجمالى حالات الإصابة بين السيدات. ومن جانبه، أكد الدكتور صفاء الدين كامل نائب محافظ الإسكندرية أهمية تكاتف الجهود لمكافحة التدخين، وطالب بتطبيق مبادرة منظمة الصحة العالمية والتى تطالب بخضوع تدخين الشيشة لنفس اللوائح والقوانين التى تحكم تدخين السجائر وحظر الشيشة فى الأماكن العامة ومكافحة الادعاءات والمعلومات المضللة التى تقلل من مخاطر الشيشة وتنادى بسلامة استخدامها. وقال "إن مبادرة محافظة الإسكندرية (محافظة خالية من التدخين) يتم تنفيذها حاليا بعد أن تم توقيع بروتوكول بين وزارة الصحة والمحافظة فى يونيو الماضى ويتم تنفيذ العقوبات على الأشخاص أو المنشآت أو وسائل النقل تدريجيا"، مؤكدا أن المحافظ وجميع المهتمين مصرين على تنفيذ هذه الاتفاقية وجعل محافظة الإسكندرية محافظة خالية من التدخين. وبدوره، أوضح الدكتور محسن مختار رئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان أن هناك ارتباطا وثيقا بين التدخين والإصابة بسرطان الرئة، حيث يتسبب التدخين فى 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة، وتؤكد الدراسات العلمية أن تدخين الشيشة لمدة ساعة متواصلة تعادل استنشاق ما بين 100 إلى 200 ضعف من حجم الدخان الناتج عن سيجارة. وأضاف "أن دخان الشيشة يعد مزيجا من دخان التبغ بالإضافة إلى الدخان الناتج عن احتراق الفحم وبالتالى يحتوى على مستويات عالية من المركبات السامة مثل أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسرطنة، وبذلك يشكل خطرا مضاعفا على المدخنين والمحيطين بهم .. ولذلك تسعى الجمعية لعمل حملات قومية من شأنها مكافحة هذه الظاهرة التى تنتشر بصفة متزايدة وبخاصة بين الشباب". ولفت الدكتور محسن مختار رئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان إلى أن الخطير فى الأمر هو أن مدخنى الشيشة يعتقدون أن تدخين الشيشة أقل خطورة من تدخين السجائر. وطالب برفع التوعية من مخاطر التدخين، مشيرا إلى أن الجمعية سوف تقوم بعمل كشف مجانى عن طريق الأشعة العادية للاكتشاف المبكر لحالات سرطان الرئة والحالات التى تحتاج إلى أشعة مقطعية أو بالرنين سوف تقوم الجمعية بعملها مجانا. وتناول المؤتمر، الذى استمر لمدة يوم واحد، عددا من الموضوعات والأبحاث والدراسات على رأسها حجم مشكلة سرطان الرئة فى مصر والتعرف على المشكلات والعوامل التى تؤدى إلى زيادة فرص الإصابة بالمرض وخاصة تدخين الشيشة والسجائر وغيرها. كما تم خلال المؤتمر استعراض الجهود وحملات التوعية المكثفة التى تهدف إلى منع انتشار التدخين خاصة بعد أن أكدت معظم الأبحاث والدراسات العلمية أن التدخين هو السبب الرئيسى فى الإصابة بسرطان الرئة. شارك فى المؤتمر نخبة من الأطباء المتخصصين فى علاج الأورام وبعض الشخصيات العامة المهتمة والعاملة فى مجال مكافحة التبغ وعلاج سرطان الرئة.