أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن إدانتها البالغة لاستخدام الشرطة العسكرية القوة المفرطة الأربعاء 24 /3 /2011 أثناء فض اعتصام طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، الأمر الذي أسفر عن إصابة 7 طلاب، مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتحقيق الفوري في الواقعة وسرعة محاسبة مرتكبيها وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام . وأكد حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة خلال بيان أصدره مساء أمس أن المعلومات التي تلقتها المنظمة تفيد بأن الطلبة قد تجمهروا الأربعاء في تمام الثانية عشرة ظهرا أمام قاعة المؤتمرات بالدور الرابع بالكلية أثناء انعقاد مجلس الكلية وافترشوا السلالم للمطالبة بإقالة العميد،مؤكدين أنهم لن يسمحوا له بالخروج لحين الاستقالة، وبعد ذلك قام العميد وعدد من الأساتذة المؤيدين له باستدعاء الجيش لحل الأزمة، وعلى أثر ذلك، قال الجيش للطلبة المعتصمين إن العميد قدم استقالته للمجلس العسكري، وأن المجلس يدرسها فطالبوا بالاطلاع على صورة من الاستقالة لكنه رفض، فعرضوا إرسال وفد منهم للمجلس للاطلاع على الاستقالة وبمجرد عودتهم يتم فض الاعتصام، فرفض الجيش، وبعدها بدأ فض الاعتصام بالقوة. وجاء في شهادة عيان للواقعة تضمنها البيان (أن الشرطة العسكرية قد طاردت الطلبة مساء أمس حتى أبواب الجامعة و في الشوارع الجانبية مستخدمة العصي المكهربة لتفريق المعتصمين، وقد أصيب جراء هذه الأحداث 7 طلاب من بينهم 5 طالبات بجروح وإصابات وهم ”الزهراء مجدي، شيماء جابر ،ولاء فتحي ،زينب رضا، نهال عبد الفتاح، وائل عبد الحفيظ، محمود سعيد”، وتم نقلهم إلى مستشفى الطلبة، وقد خرجوا من المستشفى بعد علاجهم، كما تم احتجاز بعض الأساتذة لنحو ساعة ومن بينهم د. محمود خليل ود. شريف درويش ود. أشرف صالح. و أدان أ.حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية هذا الأسلوب في فض اعتصام طلبة كلية الإعلام، مؤكداً أنه كان ينبغي التحاور بأسلوب ديمقراطي متحضر مع هؤلاء الطلبة الذين عبروا عن آرائهم بحرية كاملة وبطرق مشروعة وسلمية في صورة تتفق مع مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير وانسجاماً مع حقهم في حرية الرأي والتعبير المكفولة بمقتضى الدستور والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مناشداً سيادة المشير محمد حسين طنطاوي بالتحقيق الفوري في واقعة فض الاعتصام بالقوة وسرعة القبض على مرتكبيها وسرعة محاسبتهم، لاسيما وأن هذه التصرفات الفردية لبعض ضباط الشرطة العسكرية تتناقض مع قيام الجيش بتوفير الحماية لمتظاهري الثورة من قبل المعتدين والبلطجية، وتعتبر بمثابة خروجاً عن المبادئ العامة التي التزام بها الجيش في أوقات الثورة المختلفة. وشدد أبوسعدة على ضرورة استقلال الجامعات المصرية وإرساء مبادئ الديمقراطية الداخلية ومن بينها كلية الإعلام باعتبارها أحد منابر صوت الحرية والديمقراطية وولادة لأجيال شابة جديدة ذي كفاءات صحفية وإعلامية متميزة, وتطهيرها من رموز الفساد وأعوان النظام السابق، حفاظاً على مكتسبات ثورة 25 يناير باعتبار تفشي الفساد أحد مسبباتها. يذكر أن طلبة كلية إعلام قد دخلوا في اعتصام لمدة 15 يوما أمام الكلية من دون أن يتدخل أحد المسئولين لبحث مطالبهم, مما دفعهم للدخول في إضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 17 /3 /2011، وقد سبق أن ناشد رئيس المنظمة المصرية الطلبة بفض الاعتصام خوفاً على حياتهم من الخطر.