بعد قرابة «4 سنوات» من اجباره على الاستقالة من رئاسة شركة مصر للطيران القابضة على اثر ما انتهت إليه التحقيقات من إدانته فى مخالفات مالية جسيمة ورغم تجاوزه سن الستين عاد الطيار توفيق عاصى السائق السابق لطائرة الرئيس المخلوع مبارك رئيساً لشركة مصر للطيران القابضة مرة أخرى بقرار وزارى مفاجئ مساء الثلاثاء الماضى بعد ما قال البيان الصحفى الصادر من الوزارة في الساعة التاسعة مساء الثلاثاء أن الوزير سمير امبابى قد قبل استقالة الطيار حسام كمال رئيس الشركة الحالى والذى كان فى مكتبه بالشركة يمارس عمله كرئيس لمصر للطيران القابضة دون أن يعلم بالخبر الا من اتصالات الصحفيين الذى أكد لهم أنه لم يتقدم بأى استقالة رسمياً، لم يخبره أحد بتقديم استقالته حتى كتابة تلك السطور. وبحسب الروايات عن اسباب القرار فإن هناك اكثر من رواية الأولى وهى الأقوى ان القرار جاء من أعلى مباشرة الي وزير الطيران سمير امبابى الذى فوجئ به خاصة أنه وكما يروى رفض قبل أيام لقاء توفيق عاصى الذى جاء الى مكتبه للقائه وقد ارتدى نظارة سوداء وكاب أبيض لإخفاء ملامحه عن العاملين فى وزارة الطيران حيث كان توفيق عاصى رئيساً للوزير الحالى سمير امبابى حينما كان عاصى رئيساً لشركة مصر للطيران للأسواق الحرة وكان سمير امبابى مجرد رئيس لقطاع السياحة بها قبل ان ينتقل عاصى الى رئاسة مصر للطيران القابضة عقب خروج عاطف عبد الحميد رئيس القابضة الأسبق والرواية الثانية ان قرار اعادة توفيق عاصى لرئاسة مصر للطيران القابضة، جاءت بعد ما فشلت محاولات تعيينه وزيراً للطيران المدنى نكاية فى أحمد شفيق وزير الطيران الاسبق والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية خاصة أن توفيق عاصى كان يقود ويدعم الحملات والمؤتمرات المضادة لأحمد شفيق خلال فترة الدعاية الانتخابية فى مرحلة الاعادة بانتخابات رئاسة الجمهورية إلا أن اعتراض الرقابة الادارية على اسم توفيق عاصى كوزير للطيران المدنى حال دون اختياره وزيراً للطيران المدنى، أما الرواية الثالثة فترجع القرار الى فشل وزير الطيران الحالى سمير امبابى فى الوصول الى أى ملفات تدين احمد شفيق وزير الطيران الأسبق داخل قطاع الطيران وبالتالى كان لابد من الاستعانة بألد الأعداء شفيق وهو توفيق عاصى أياً كانت نتائج عودته رغم كل ما عليه من ادانة رسمية ومخالفات قانونية أما الرواية الرابعة فتتحدث عن أن توفيق عاصى وبعد فشله فى أن يكون وزيراً للطيران المدنى هو من رشح اسم سمير امبابى كوزير للطيران رغم انه كان مجهولاً ولم يمارس أى أعمال أخرى بقطاع الطيران المدنى سوى عمله بشركتين من الشركات التابعة لمصر للطيران وبالتالى كان على سمير امبابى أن يرد الجميل فوراً لتوفيق عاصى. وكان توفيق عاصى قد أطيح به من رئاسة الشركة القابضة لمصر للطيران قبل أربع سنوات عقب ادانته فى التحقيقات التى تمت معه عن الفترة التى تولى فيها رئاسة شركة مصر للطيران للسياحة والأسواق الحرة حيث انتهت التحقيقات الى اتهامات بإسناد «18» عملية منها «6» بنظام المناقصات المحدودة و«12» بنظام الأمر المباشر على شركة «شاسيكو للاستيراد والتصدير» التى يملكها ابن شقيقته رجل الأعمال محمد حلاوة، حيث كشفت المستندات ان ال«18» عملية التى اسندت لمحمد حلاوة نجل شقيقه توفيق عاصى لم يتم الالتزام فيها بالسعر الذى تم الترسية عليه وتم زيادة أسعار جميع تلك العمليات وعدم وجود قيمة تقديرية للعمليات المشار اليها يتم الترسية على أساسها كما ان جميع تلك العمليات التى اسندت لابن شقيقه توفيق عاصى لم يتم الالتزام بالسعر الذى تمت الترسية على أساسه وتم زيادة السعر فيها جميعاً بالاضافة الى دمج لجنتى فتح المظاريف ولجنة البت فى لجنة واحدة بالمخالفة للائحة كما كشفت المستندات عن أنه فى عملية «تجهيز وتوسيع مخزن الأسواق الحرة بشرم الشيخ» تم الطرح فى مناقصة محدودة وتمت الترسية على المقاول المذكور بمبلغ «2» مليون و«190» ألف جنيه الا ان المقاول تقدم بخطاب لتعديل السعر وتمت الموافقة على زيادة المبلغ الى «2» مليون و«659» ألف جنيه ودون أى اعتبار للسعر الذى تمت الترسية على أساسه ودون إعمال القانون، كما شملت عملية اسناد السوق الحرة بمطار الاقصر الدولى والسوق الحرة بمطار برج العرب تلاعب فى تواريخ الاسناد ومحاضر التسليم حيث تسلم المقاول العمل فى الصالتين بدون أوامر اسناد، كذلك شملت المستندات مخالفات أخرى منها عدم إلزام المقاول بسداد التأمينات الاجتماعية فى العمليات ال«18»، وعدم توقيع غرامات عليه عن العمليات التى تأخر فى تنفيذها ومنها عملية تشطيب وتجهيز الأسواق الحرة بصالة الوصول بمطار مرسى علم.
