قام اليوم "السبت" طلاب مدرسة عزبة خلف الابتدائية بمركز القوصية في أسيوط بعدم الذهاب إلى المدرسة بسبب انتشار الخصومات الثأرية بين عائلات القرية واطلاق الأعيرة النارية. كان 930 تلميذًا قد تغيبوا عن الذهاب الى مدارسهم بقرية قصير العمارنة بالقوصية خوفاً على حياتهم نظراً لاطلاق الاعيرة النارية العشوائية من أسلحة آلية وثقيلة باستمرار في محيط المدرسة والطرق المؤدية لها وهو ما ينذر بكارثة في حالة استمرار الوضع الأمني المتراجع . وقال احمد عبد العال ولي أمر تلميذين إن المدرسة تعمل فترتين في اليوم لتلاميذ الابتدائي فقط، مضيفاً منعت ابني من الذهاب الى المدارس بسبب حالة الرعب التي تسيطر عليهما وهما يعودن يومياً إلى البيت يبكيان بسبب خوفهما من طلقات الرصاص خاصة بعد ان لجأت ادارة المدرسة الى نزولهم في الفناء بعيداً عن طلقات الرصاص. وأشار محمود ابراهيم ولي أمر الى أن المدرسة تعتبر جزيرة وسط العائلات المتناحرة ونريد أن نحميها قبل ان تصبح جزيرة وسط بحر من الدماء، لافتاً ان قصير العمارنة يبلغ عدد سكانها نحو 25 الف نسمة وبها اكثر من 20 الف قطعة اسلحة موضحاً أنه خلال شهر واحد قُتِل أكثر من 4 أشخاص وأصيب شخصان آخران. وطالبوا أولياء الأمور بتدخل وزير الداخلية ومدير أمن اسيوط، كما طالبوا بتواجد دوريات امنية بالقرية لمنع اطلاق النيران بين العائلات لحماية ابنائهم. وقال عبد الجواد عبد الرحيم، مدير المدرسة، إنه حين يسمع التلاميذ بالفصول صوت اطلاق الرصاص يصرخون من الفزع ونقوم بانزالهم من الفصول الى فناء المدرسة حماية لهم، مضيفاً لقد تم ابلاغ الادارة بحالة الانفلات الامني في القرية وخطورتها على التلاميذ وذكرت ان هناك قتلى بين العائلات المتناحرة قبل الدراسة بايام، مما ينذر بانقطاع واضراب التلاميذ لافتاً الى تواجد المعلمين بالكامل في المدرسة؛ في الوقت نفسه إن عددًا منهم طالب الانتقال الى مدارس أخري بعيداً عن الأعيرة النارية . من جانبها، قالت نعمة محمد، مديرة الادارة التعليمية، إنها تقدمت بمذكرتين الى الجهات الأمنية ومديرية التعليم شرحت فيهما الحالة الامنية للقرية وان السبت الاول من الدراسة سوف يكون بلا تلاميذ بسبب الخصومات الثارية واطلاق النيران المتواصل بشكل عشوائي وأن العائلات ترفض التصالح.