حمي البحث والتنقيب عن الآثار أصبحت تجتاح الكثير من المصريين في جميع المحافظات خاصة محافظة دمياط التي تعد كنزا كبيرا مازال مفقودا يعتبرونه طوق نجاة لهم ولأسرهم لانتشالهم من الفقر ووضعهم علي اقصر طرق وأسهلها من اجل الثراء السريع. ولا شك أن الدخول في هذا العالم المليء بالغموض والإثارة الذي تغلفه الأساطير الفرعونية لابد له من إجراءات احترازية وسرية غير مسبوقة من قبل المنقبين ضمانا لنجاح عملهم الذي يعتبرونه عملا مشروعا في ظل معتقدهم بأن هذه الآثار إما جزءاً من ميراث الأجداد أو جزءاً من خيرات الأرض وعند امتلاكهم لها سيودعون الفقر من أوسع الأبواب ويحيون حياة كريمة والعجيب أن هؤلاء يتخذون من القرآن مرجعا لهم ويجعلونه دافعا لهم في البحث والتنقيب!! في البداية يقول السيد كامل موظف: إن تل الذهب ببحيرة المنزلة علي أطراف مدينة الروضة بمركز فارسكور ويرجع تاريخ هذا التل إلي عصر سيدنا نوح عليه السلام وإنه مليء بالآثار القديمة، حيث تبلغ مساحته 83 فداناً ويحيط به الماء من كل الجوانب ويوجد بجواره تل الشوام والجصة ومن الضفة الشرقية تل البراشية وتل الكاشف إلا أن تل الذهب يعتبر أشهر واهم هذه التلال، وأضاف الأسبوع الماضي رأينا ساحراً مغربياً يقوم بالتنقيب عن الآثار بمعرفة مجموعة من رجال الأعمال بالحزب الوطني المنحل، حيث توجد صخرة يعتقد الكثيرون أن تحتها كنوزاً وبالفعل تم استخراج آثار كثيرة منه عبارة عن أوان فخارية وما زال التنقيب عن الآثار مستمراً رغم علم كافة القيادات التنفيذية بالمحافظة، وأكد محمد محمد صبح مقاول أن دمياط وخاصة مدينة فارسكور اشتهرت مؤخرا بظاهرة ترويج الآثار المزيفة والتي احترفها كثير من شباب المحافظة حيث تتم هذه العملية بمنتهي الاحترافية ويشترك فيها ثلاثة أطراف «البائع» مواطن من المحافظة باسم وهمي وخبير من مكتب متخصص بالقاهرة وهمي وليس له أساس وفرد من الشرطة قد يكون متواطئا معهما وهو نادر الحدوث وتتم عملية النصب علي مراحل أولاها: بعد أن يتم التعرف علي المشتري الذي غالبا ما يكون من خارج المحافظة ويتم استقطابه يقوم البائع بعرض مجموعة أفلام علي سي دي لبعض القطع الأثرية الأصلية التي يتم تصويرها في مناطق البعثات الأثرية بمعرفة الحراس نظير مقابل اجر مادي وفي المرحلة الثانية والتي تتم عن طريق مكتب متخصص يكون هو الوسيط بين البائع «وهمي» ليحدد نوع القطع الأثرية المعروضة علي المشتري ويسافر مع المشتري إلي أي مكان بدمياط ليؤكد صحة هذه القطع فيقوم المشتري بدفع نصف قيمة القطع الأثرية كتأمين وفي المرحلة الثالثة وهي النهائية يتم تسليم المشتري قطعا مزيفة ويتم الإبلاغ عنه في الطريق ليتم ضبطه أو خداعه فيكتشف أن الأسماء حركية والآثار مزيفة. وأعرب ماجد شره: عندما قررت عزيزة ونجوى محمد فايد بالحفر بالمنزل الخاص بهما بمدينة فارسكور بمعاونة 6 أشخاص من قرية طناح محافظة الدقهلية للبحث عن الآثار وبيعها وبالفعل قامتا بحفر حفرة بعمق 8 أمتار بتوجيه احد الشيوخ ويسمي الكشاف ووصلتا بالفعل إلي استخراج إناء من الأحجار الكريمة وبالفعل نزل احد العمال ويدعي جمعة عبد العال لاستخراج باقي الآثار إلا انه لقي مصرعه وبالفعل تم استخراج الذراعين والرأس والصدر ولم يتم انتشال باقي الجثة بالإضافة إلي تصدع أكثر من 5 منازل آيلة للسقوط من جراء الحفر تحت الأساسات، وقال احمد الخياط بكفر سعد: مباحث كفر سعد تتلقي يوميا العشرات من البلاغات عن التنقيب يوميا وخاصة في قري الوسطاني التابعة لمركز كفر سعد، وانتشر التنقيب عن الآثار بصورة كبيرة حيث أصبح الأهالي يحفرون في الأرض من اجل التنقيب عن الآثار علنا وبلا خوف وتجلس علي المقاهي وتسمع أن عائلة فلان تقوم باستخراج الآثار بمباركة أعضاء بارزين بالحزب الوطني المنحل، والغريب في الأمر أن يلاحظ الأهالي انقطاع التيار الكهربائي في أوقات غريبة ويفسر الأهالي ذلك بأن الشيخ نجح في استخراج ما تحت الأرض من كنوز، والغريب في الأمر أنه توجد أماكن لا تبعد عن مركز شرطة كفر سعد كثيرا يتم الحفر بداخلها والشرطة تغض الطرف، وفي بعض الأحيان تقوم بالقبض علي الجناة كما حدث في قرية السعدية القبلية حيث تم القبض علي 10 من المتهمين من بينهم مرشح مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني المنحل حيث أوهمهم احد الدجالين بأن المنزل به آثار فتم حفر حفرة بارتفاع 20 متراً، ويشير خالد مرعي أن بعض الدجالين يستخدمون جامع الحديدي بفارسكور ستارا للتنقيب عن الآثار في مدينة فارسكور وقد وصلت عدة شكاوي بوجود أعمال حفر بجوار المسجد حيث تم بالفعل استخراج 6 تماثيل ذهب أثناء ترميم المسجد وتم عمل محضر بالواقعة بمركز فارسكور ويؤكد عيسي التوارجي رجل أعمال أن آثار دمياط تعاني الإهمال وتقاعس المسئولين بهيئة الآثار عن تنميتها ووضعها علي الخريطة حيث تحولت طابية عرابي إلي خربات يحكمها فتوات الآثار ضاربين عرض الحائط بكل المحاولات لإنقاذ هذه المناطق من بين أيديهم رغم أهمية هذه الآثار التاريخية، حيث شيدت في القرن الثامن عشر وتبلغ مساحتها 122500 متر مربع وهي تمثل قلعة حربية من سلسلة الحصينات الحربية التي أقيمت لحماية مصر من الغزو البحري وتتكون من سور وأبراج للمراقبة والدفاع وبعض الثكنات للجنود ومسجد صغير، وأشارت نادية عبد الوهاب أن هذا الوضع لطابية عرابي لا يليق أبدا بسمعة مصر الثقافية وبصفة خاصة دمياط مشيرة إلي أنها كانت في زيارة للموقع لتعريف أبنائها بهذه الآثار التي قرأوا عنها في كتب التاريخ التي درسوها بالمرحلة الابتدائية إلا أنها فوجئت بهذه الفاجعة فالآثار تملؤها العشش والقمامة ويرجع إليها ليلا الخارجون علي القانون ومتعاطو المخدرات، ورغم النداءات المتكررة من أهالي المنطقة إلي مسئولي الآثار بدمياط إلا أنها تذهب ادراج الرياح.